عرضت قناة العربية تحقيقاً عن الجاسوس الأسرائيلي كوهين الذي أعدم في سوريا، وكما هو متوقع كان الضيوف من الجانب السوري كلهم ملقنون من قبل المخابرات السورية وكرروا نفس الكلام وقد ظهر عليهم الخوف والأرتباك، بينما ظهر الضيوف على الجانب الأسرائيلي بمظهر الهاديء المحترف الذي يتكلم بقناعته الشخصية، وليس حسب ما يطلب منه مثلما ظهرعليه السوريون.


المضحك في التحقيق ان الجانب السوري حاول التقليل من شأن كوهين والإدعاء انه لم يستطع أختراق الحلقات المهمة في النظام السوري، بينما صور كوهين المنشورة والعديد من الوثائق تؤكد ان كوهين استطاع الوصول الى أعلى قيادات الجيش السوري، فضلا عن مراكز القرار السياسي.


والغريب في أمر اعتقال كوهين هو تفاخر السوريين بأنهم حققوا نجاحا امنياً كبيرا على اسرائيل، بينما الحقيقة تشير الى عكس هذا، فمن أكتشف كوهين هو عامل اللاسلكي في السفارة الهندية عن طريق الصدفة، وقد تم الإستعانة بجهود جهاز المخابرات الروسي ولم يكن أي دور للمخابرات السورية في اكتشاف كوهين.


أما أكثر ما يضحك في فبركة المخابرات السورية هو اظهار رسالة كتبت بأللغة العربية ومختومة بجملة (( السلام عليكم )) موجه من كوهين الى زوجته التي كانت تعيش في اسرائيل وأعرب فيها عن ندمه وطلبه منها مغادرة اسرائيل، فتصوروا الكذبة المكشوفة.. شخص اسرائيلي كتب الى زوجته رسالة خاصة وسرية باللغة العربية ويختمها بجملة (( السلام عليكم )) فهل هذا معقول؟!.. فاذا كانت رسالة سرية وعائلية لماذا لم يكتبها باللغة العبرية لغة دينه ووطنه، وهل هو عاشق للثقافة الاسلامية الى درجة تجعله يختم رسالته بجملة (( السلام عليكم ))؟!


قبل كوهين نفخ الأعلام والتلفزيون المصري في قصة رأفت الهجان من باب دغدغة مشاعر الجماهير التي تشعر بثقل الهزيمة أمام اسرائيل، والمضحك ايضا ان رئيس جهاز المخابرات المصرية الأسبق أمين هويدي كتب في مذكراته ان رأفت الهجان توجد شكوك حوله بأنه كان عميلاً مزدوجاً زرعته اسرائيل!!

خضير طاهر

[email protected]