كعادته حول العقل العربي البديهيات الى مشكلة، فما جاء بخصوص معلومة تجسس الولايات المتحدة الأميركية على الحكومة العراقية يعتبر في العرف الأمني بديهية لابد منها، لضمان مصالح أميركا، ثم ان التجسس الاميركي جاء من دولة صديقة للعراق تريد حمايته من عملاء ايران والإرهاب وايتام صدام والعصابات الكردية، فهو أذن لايهدف الى الأضرار بمصالح الشعب العراقي.

ولكن ماذا عن التجسس الايراني في العراق؟

فإيران تعتبر عدوا استراتيجيا للعراق وداعم للإرهاب تسعى الى تدمير العراق بكل الوسائل الأجرامية، وقد استطاعت المخابرات الايرانية اختراع كافة دوائر الدولة العراقية والمؤسسة الدينية ومؤسسات المجتمع المدني ووسائل الاعلام.

بل واستطاعت المخابرات الايرانية اختراق الأسرة العراقية بواسطة نساء مجندات يتجولن في المدن والأرياف ويدخلن البيوت العراقية بحجة التبليغ الديني بين الناس ويقمن بالتجسس على العوائل وفي نفس الوقت يمارسن عملية غسيل الدماغ للعوائل والترويج للإطروحات الايرانية الطائفية من اجل ضرب الوحدة الوطنية داخل الشعب الواحد.

وبسبب الولاء العقائدي تمتلك ايران آلاف الجواسيس من الرجال والنساء في العراق، فعملاء ايران من العراقيين يعتبرون عمالتهم خدمة للتشيع والاسلام وجهاد في سبيل الله، وهنا تظهر خطورة العميل العقائدي الذي يتحرك بدوافع ذاتية واندفاع كبير لتنفيذ الأوامر من تجسس وتخريب وتفجيرات وقتل... كل هذه الجرائم ينفذها براحة ضمير وبقصد التقرب الى الله!

طبعاً نحن لانتوقع صدور ادانة من الحكومة العراقية لعمليات التجسس والتخريب والقتل الذي تمارسه ايران في العراق، فهذه الحكومة التي يقودها الائتلاف الشيعي تم تنصيبها بأوامر ايرانية وهي الحليف العقائدي التابع الى ايران.

خضير طاهر

[email protected]