للأسف.. تم تدمير غزة.. وقتل وجرح الآلاف من النساء والاطفال والمقاومين و معهم المدنيين.. وازداد الانقسام العربي والفلسطيني.. ولم نر أي عملية مقاومة حقيقية ولا عملية فدائية واحدة تؤلم اسرائيل..
وستوقف اسرائيل اطلاق النار من جانب واحد بعد أن حققت كل ماتريد.. ولن تنسحب الا بعد ضمان وقف اطلاق الصواريخ ومنع تهريب السلاح الي غزة.. وسيوافق قادة حماس ليستطيعوا الخروج من جحورهم ليهتفوا انتصرنا.. لم نر طلقة واحدة لا من سوريا وى من حزب الله ولا من ملالي ايران.. ولا من دولة قطر الصوتية... ولا عملية فدائية واحدة لا من الضفة ولا من عرب اسرائيل.. ورغم كل ما تلقته مصر من شتائم و اهانات.. اثبتت انها الوحيدة القادرة علي وقف نزيف الدم واليها لجأ الجميع في النهاية..
إن أوقفت اسرائيل اطلاق النار وأوقفت حماس صواريخها بعد كل خطب مشعل الحنجورية في الدوحة عاصمة الدولة الصوتية ومعه الاسد الذي لا يزأر ابدا من أجل أرضه المحتلة.. فيحب أن يحاسب كلاهما أمام شعبه علي ماأراقه من دماء بريئه دون تحقيق أي هدف.
انه نفس انتصار حسن نصر الله الذي توقفت صواريخه عن تهديد اسرائيل منذ سنتين لتتجه الي الداخل اللبناني...
واسرع في مشهد من الذل و الهوان ينفي مسئوليته عن الصواريخ العبيطة التي انطلقت من لبنان..
فعن أي نصر نتحدث...انها الهزيمة والهوان.. امرأة أذلت ومسحت كرامة رجال العرب.. علي الاقل محمود عباس والنظام المصري لم يدعوا البطولة.. أما أن يخرج علينا رجال تم مسح كرامتهم ويهانون يوميا علي ارض المعركة غير المتكافئة والتي يضحون فيها بدماء اطفالهم ونساءهم.. ويدعون البطولة والمقاومة.. فهو الخزي والعار.. والخزي والعار الأكبر أن يصدقهم قطيع لم يفعل أي شيء ليقاوم اسرائيل الا النباح..
من بكي طاغية مثل صدام ويعتبره بطلا..طاغية ومجرم أودي بحياة الآلاف من ابرياء العراق وهم مسلمين لمجرد انهم شيعة او كرد لا يستحق أن نتعاطف مع بكاءه علي أهل غزة.. فدماء الابرياء لا فرق بينها ان اريقت في بغداد أوغزة.. من لم يعترض علي ازهاق ارواح الابرياء في العراق وهم مسلمين حتي اثناء احداث غزة لا يحق له البكاء علي ارواح ابرياء غزة.. فالدماء هي الدماء.. ومن رقص فرحا علي اهدار دماء الابرياء في نيويورك ولندن ومدريد وطابا و دهب لا يحق له البكاء علي دماء ابرياء غزة.
اسرائيل مجرمة.. ولكن شخص مثل نزار ريان مجرم ايضا بل اكثر اجراما.. فهو كان يعرف أنه مستهدف ولم يجعل زوجاته الاربع! واطفاله الابرياء يحتمون في مكان آمن.. لأنه كان يحاول ان يحتمي بهم..
اسرائيل مجرمة كما هي عهدها دائما.. ولكنها علي الاقل لا تأخذ اهلها دروعا بشرية وبنت لهم المخابيء.. ولكن من يستخدم اطفاله الابرياء دروعا بشرية أو لا يحاول علي الاقل انقاذهم لايمكن أن أبكيه أو اصدقه مهما قال أو فعل.. هو اشد جرما وامتهانا للحياة الانسانية..
الشعب الفلسطيني الغلبان هو ضحية طرفين كلاهما مجرم..
و لمن يتحدثون عن الانتصار المزعوم أقول:
معيار أي معركة هو نتائجها.. وحرب حسن نصر الله المباركة في تموز المبارك كمثال ماهي نتائجها؟
مزارع شبعا مازالت محتلة..
والجنوب الذي كانت تحتله ميليشيات حسن نصر الله تم خسارته لصالح الجيش اللبناني والقوات الدولية..
وصواريخ حزب الله علي اسرائيل توقفت تماما منذ ذلك الحين.. ولا يستطيع اطلاق حتي صاروخ العاب نارية تأييدا لغزة..
هذا ناهيك عن قتل المئات من اللبنانيين وتدمير البنية التحتية التي كلف اعادة بنائها الملايين..
إن كنت تعتبر انسحاب حسن نصر الله الي خندق يصور منه الخطب الرنانة انتصارا ومناكفته لباقي الشعب اللبناني وليس اسرائيل انتصارا..فبئس هذا الانتصار.. إذا علي نفس المقياس تصبح هزيمة 67 النكراء انتصارا ساحقا لعبد الناصر فقد ظل بعدها رئيسا لمصر يقول الخطب الرنانة في العلن ومات وهو يحاول انقاذ الفلسطينيين من اشقائهم في الاردن..
حتي نعرف معايير النصر والهزيمة فستظل اسرائيل تنتهك كرامتنا وتمسح بها الارض.. وهي تفعل ذلك الآن في غزة بفضل حماس.. وهي تمسح بكرامة العرب جميعا.. الممانعين والمعتدلين منا الارض ..
خمسة ملايين يمتهنون كرامة 300 مليون.. منذ عام48
ورغم ذلك لم نسال أنفسنا لماذا.. ورغم ذلك مازلنا نتحدث عن انتصارات عبيطة.. في قمة عبيطة عقدت عاصمة دولة قطر الصوتية.. التي لا يوجد بها غير قناة الجزيرة وقاعدة السيالية ووزير ثقيل الظل..
عمرو اسماعيل
التعليقات