هذه الدار المسكونة بأهل الثقافة والادب، والمعطرة بكبرياء الحرف والكلمة، كما ينبغي ويجب طبعا، وهي الذراع القوية الواثقة لوزارة الثقافة العراقية من ناحية النشر والطبع والتعضيد، وتقع عليها مسؤولية ثقافة البلد والارتقاء بها، من خلال الاختيار الامثل لنتاجها المطبوع، بأعتبارها صمام الامان وما يخرج منها يتميز قطعا بثقة الناس كونه يمثل اعمالا ابداعية متميزة لها قيمتها العلمية والموضوعية والاخلاقية، وامتلكت شرعيتها لوجود ثقاة يحرصون اشد الحرص على الالتزام بشروط الابداع، ولكن هذه الدار (العالية) باتت تلعب لعبة القط والفار مع المطبوعات، فأهلها الذين يرفضون استلام الكتب من الباب وطبعها لكاتب لاتجد فيه اي شيء من القدرة الابداعية، صاروا يستقبلونها من الشباك، ويحتضنونها ويضعون اسم الدار لامعا على اغلفتها كعلامة بارزة، والحجة انهم (يطبعون فقط) ويستفيدون من المردود المالي!!، لانها من ضمن دوائر التمويل الذاتي!!
وهذا عذر اقبح من ذنب، الدار الحكومية.. اصبحت تطبع لمن سبق لها ان رفضته والذي لاتنطبق عليها شروط الابداع، وتضع عليها اسمها (طبعت في مطابع دار الشؤون الثقافية العامة)، وهذا يكفي ان يشير الى (ان الدار موافقة على المضمون) والا ما كانت تخضع لسلطة المال او سواه لتخالف التزامها ووجودها وامانتها في دعم النتاج الرصين ورفض سواه مهما تطلب الامر، فهل يمكن ان نقول ان الدار من اجل دنانير معدودات يحق لها ان تبيع الامانة التي اوكلت اليها ؟، ان مجرد وجود اسم الدار على أي مطبوع يعني انه يمتلك مؤهلاته الابداعية وشرعيته في النشر، حتى وان رأى المسؤول عن الدار غير ذلك، ومن حق صاحب الكتاب ان يفتخر به كونه (صادرا) من دار نشر رسمية ومحترمة، حتى وان اشير اليه بكلمة (الطبع) فقط، ولا ادري كيف ترتضي الدار ان تطبع ما رفضته وما لم تجد فيه المؤهلات الكافية للابداع وضرورة النشر، فكيف يمكن ان تروّج للتافه والغث والفاقد لمقومات الابداع، وكان عليها ان تعتبر اموال الطبع هذه سحتا حراما او تعتقدها بمثابة رشوة، وان كانت انصاعت لضغوط غير ضغوط المال، لله الامر من قبل ومن بعد، وعلينا ان ننادي في الناس: ايها الناس ان الدار المسكونة بأهل الثقافة والادب اصبح متاعها الغرور واصبح شعارها (ابوابنا مفتوحة للغث والسمين، تعالوا.. هلموا يا اشباه الموهوبين، تعالوا ايها الجهلة المهووسين بالشهرة).
ان على المثقفين ان ينبهوا اهل الدار الى خطورة ما تفعله والى ابجدية الرصانة والمسؤولية
التعليقات