بعد 19 عاما.. مصير المفقودين يبقى غامضا في اقبية سجون سورية.

quot;اقسم بالله العظيم ان اقوم بواجبي كاملا حفاظا على علم بلادي وزودا عن وطني لبنان quot;..

حفاظاً على هذا القسم اختاروا الموت احرارا مرتدين البزة العسكرية بزة العزة والكرامة والعنفوان على العيش عبيدا ومرتزقة في بلادهم تحت رحمة احتلال.

فاليوم تمر الذكرى التاسعة عشر على قصف الجيش السوري لوزراة الدفاع والقصر الجمهوري الذي ادى الى تطبيق الطائف وانهاء الحرب الاهلية التي عصفت 15 عاما بلبنان.

ففي هذه الاحداث تم قتل واعدام واعتقال العديد من عناصر الجيش اللبناني الذين كانوا يخدمون بامرة العماد ميشال عون. وما زال مصيرهم مجهول،في ظل عدم التعاطي مع هذا الملف بطريقة جدية ورسمية. وفي حين شكلت زيارة عون لسوريا في العام الفائت املا لبعض اهالي الجنود لمعرفة مصيرهم الذين فقدونهم خلال خدمتهم تحت امرته، الا ان نتائجها لم تلبي امال هؤلاء في اعادة احبائهم الى بيوتهم.

كما ان اللجان الحكومية منذ العام 90 وحتى يومنا لم تقم بواجبها لطي هذه الصفحة بطريقة مشرفة تليق بالبذة العسكرية رمز الشرف والتضحية والوفاء.


واليوم مرت الذكرى من دون الوصول الى ادلة حسية او الى اجوبة لطي هذا الملف الحرج. وكانت الذكرى عبارة عن قداديس على راحة انفس من ماتوا، ومسيرات في الشوارع احياها التيار الوطني الحر في عدد من المناطق اللبنانية.


فأقيم قداس في كنيسة القلب الأقدس في بدارو، كما أقيم مساءً في كنيسة مار متر الأشرفية قداس في ذكرى شهداء 13 تشرين الأول 1990، وانطلقت مسيرة بالشموع من الاشرفية سيرا على الاقدام حتى المتحف التقتها مسيرة اخرى من مناطق المتن الجنوبي حيث وضعت اكاليل من الزهر على ضريح الجندي المجهول على وقع نشيد الموت يعلوه العلم اللبناني فقط والقى عون كلمته التي كانت مجردة من اي خطة او تكتيك لمعرفة مصير هؤلاء الذين دافعو بسلاحهم الابيض باجسادهم، بمصيرهم ومصير اولادهم عن شعارات مازالت شعارات.


فامام تاكيد اهالي الجنود المفقودين عن وجود ابنائهم في سجون سورية وجهل بعضهم الاخر بمصير اولادهم وامام النفي الرسمي لوجود اي معتقل لبناني في السجون السورية جاءت عدة مواقف واثباتات لتؤكد هذا الموضوع منها تصريحات رسمية لبنانية وسورية.

ومنها تقارير للجنة سوليد وشهادات لمن افرج عنهم من السجون السورية التي تأكد وجود عدد كبير من عناصر الجيش ومن المدنيين فيها.


والسؤال المطروح اليوم وبعد 19 عاما على اختفائهم وبعد 4 سنوات على خروج الجيش السوري وبعد تشكيل عدة لجان رسمية وغير رسمية وبعد عدة زيارات سياسية لسوريا، متى سيعرف مصيرهم ومتى سيغلق هذا الملف القديم والغامض والذي وضعته الدولة اللبنانية في خانة المحرمات بحجة عدم الرغبة في فتح ملفات الحرب وطي صفحة الماضي. متى سيعودون الى ارض الوطن الذي احبوه وفقدوا من اجله؟ متى ستفتح المقابر المتناثرة على ارض الوطن لكشف هويات من ماتوا؟ متى سيحاسبون الجار فعليا وليس شعريا ومتى سيطالبونه بالحقيقة؟


منذ متى اصبحت الحقيقة انتقائية؟ ومتى اصبحت الدموع وحرقة القلوب طبقية؟
اين التقدير لهؤلاء؟ اين هم المسؤولين؟ اين المؤسسة العسكرية لتطالب بابنائها؟