مسكينة قطر يبدو أنها مصابة بعقدة مما تدفعها الى الجموح في حب الظهور ولعب الأدوار الأستعراضية الكورباتيكية وتقديم الحركات العجيبة الغريبة من اجل لفت الأنظار واثبات الوجود بطرق واهية مضحكة، كأن تكون عن طريق قناة الجزيرة التي تمارس التحريض على التشدد والعنف أحياناً أو بأقامة المؤتمرات والمهرجانات الفنية والرياضية وغيرها.

وبهذه المناسبة يخطر على أذهاننا سؤال مشروع وهو : لماذا لاتقوم قطر بأنفاق تكاليف المهرجانات والمؤتمرات على الفقراء؟ أليس هذا أفضل لها من الناحية الأخلاقية وكذلك يكسبها دعاية سياسية مفيدة ويظهرها بمظهر الدولة صاحبة المبادرات الانسانية بدل صورتها المشوهة الراهنة؟

ففي جوار قطر توجد دولة اليمن فيها ملايين الفقراء وبنيتها التحتية بحاجة الى انشاء الكثير من المشاريع الخدمية في مجالات الصحة والكهرباء والمجاري والتعليم وغيرها، فلماذا لاتقدم على هذه الخطوة الانسانية، بدل قيامها بمساعدة المتشددين من عملاء ايران في لبنان وفلسطين؟

يبدو أن مشكلة قطر تكمن في هوسها في البحث عن أدوارالبطولة على الساحتين العربية والدولية، ولكنها تصطدم بحقيقة حجمها الصغير، فهي لادولة صناعية ولاقوة عسكرية عظمى وليس لها نفوذ سياسي يعتد به، ولاأدري لماذا هذا اللهاث خلف سراب حب الظهور والبحث عن الأمجاد الاعلامية الزائفة التي تذكرنا بشيوخ القبائل العربية الذين كانوا يطربون ويطيرون فرحا اذا قيل بحقهم قصيدة مديح، فقطر تسعى بصورة استجدائية الى كلمات المديح التي تنفخ فيها معنوياتها المنهارة كونها دولة لاتمتلك أية مقومات حضارية.

وهذا الأندفاع خلف عقدة الشعور بالنقص وحب الظهور متعب جدا، اذ سيظل يستنزف مواردها الاقتصادية، ويقلق راحة الشعب و يشغله في أمور لاتعنيه ابدا، ويضع الدولة بموضع السخرية كونها تتصرف أكبر من حجمها الطبيعي !

خضير طاهر
[email protected]