لعبة كرة القدم lsquo;هذه اللعبة الجميلة و الأكثر شعبية من بين جميع أنواع العاب الرياضية الأخرى عمل السياسيون منذ ان وجدت على استغلال شعبية هذه اللعبة و تحويلها الى وسيلة من وسائل الفعل السياسي وقد نجحوا في كثير من الأحيان من تحقيق مبتغاهم لاسيما في وطننا العربي وعالمنا الإسلامي الذي أصبح كل شيء فيه مسيس lsquo; كانت يوم السبت 29 آذار 2009م قد أفشلت مخطط المسئولين الإيرانيين وخيبت آمالهم حيث كانوا قد عدوا العدة وهيئوا الأجواء داخليا وخارجيا ليصنعوا من النصر الذي كانوا يتوقعونه على ( الأخضر ) منتخب المملكة العربية السعودية ورقة سياسية يرفعون بها من رصيدهم الجماهيري الذي اخذ ينفذ و بنفس الوقت يجعلوه عامل تحريكي طائفي في بعض بلدان المنطقة لإظهار قوة نفوذ إيران فيها و اتخاذ هذا النفوذ ورقة ضغط على حكومات وأنظمة تلك البلدان لا سيما بعد ان خابت آمل الرئيس الايراني في حضور القمة العربية المزمع عقدها في قطر قريبا حيث كانت دول عربية عديدة قد هددت بمقاطعتها للقمة المقبلة إذا ما دُعيت إيران لها وهذا ما أصاب قادة نظام طهران بنكسة ودفعهم الى وضع كل آمالهم على مباراة منتخبهم مع منتخب المملكة العربية السعودية ( منتخب العرب) لكي يعوضوا الهزيمة السياسية والمعنوية التي لحقت بهم جراء عدم دعوتهم لقمة الدوحة. وكان النظام الإيراني قد عمل قبل أسبوع كامل من موعد المباراة على ضخ اكبر قدر ممكن من الشحن العنصري والطائفي في نفوس الإيرانيين و المستعربين الموالين لطهران مظهرا تلك المباراة على أنها تمثل حربا قومية و طائفية وان إيران ستكون المنتصر فيها لا محال وقد صرح رئيس المنتخب ومدربه الاول quot; علي دائي quot; الذي يعد مفخرة الكرة الإيرانية في العصر الحاضر وأمل الإيرانيين في هذه المباراة lsquo; قال قبل يوميين من بدء المباراة lsquo;quot; لا خيار أمام السعودية سوى الخسارة وأنها مهما استبدلت من مدربين فإنها سوف تعود من طهران خالية اليدين quot;lsquo; ولكن يال حسرة دايي فقد تم طرده من منصبه عقب هزيمة إيران و رجع المنتخب السعودية ويداه معبئتين.


وفي إطار الحرب النفسية التي شنت على الأخضر السعودي (منتخب العرب ) فقد عمل الإيرانيون على وضع يافطات في مطار طهران و مقر إقامة اللاعبين السعوديين كتب عليها بالعربية والفارسية شعارات تؤكد حتمية الفوز الإيراني وخسارة المنتخب السعودي.


وبدورها فقد عملت وسائل الإعلام الإيرانية على الشحن العاطفي العنصري والتحريض الطائفي ضد المنتخب السعودي lsquo; وعلى سبيل المثال فقد كان كل من موقع quot; تابناك quot; وموقع quot; بازتاب quot; التابعين لامين عام مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران الجنرال محسن رضائي lsquo;من أكثر المواقع الصحفية تحريضا على المنتخب الأخضر.


بلغت ثقة الإيرانيين بالنصر درجة عالية جدا دفعت بالرئيس الإيراني احمدي نجاد بالحضور الى ملعب آزادي الذي زاد عدد الحضور فيه على المائة ألف متفرج لمشاهدة الحدث التاريخي الذي صعق الإيرانيين وخيب آمالهم وقد خرج منه احمدي نجاد يندب حظ بلاده وذلك في مشهد مكررا للحدث التاريخي الذي كان قد وقع على إستاد quot; استقلالquot; في طهران عام 1976م يوم فاز فيها منتخب الشباب العراقي على نظيره الإيراني في مباراة كانت بمثابة حرب حقيقية بين البلدين حيث صور وقتها المنتخب الإيراني على انه يمثل الإمبراطورية الفارسية بكل جبروتها و عنجهيتها ويعبر عن الغرور الإيراني الذي كان منتشيا بتحقيقها مكاسب سياسية كبيرة عبر اتفاقية الجزائر بين إيران والعراق. و بالمقابل كان المنتخب العراقي يمثل الجماهير العربية التي كانت محبطة المعنويات من جراء هزائم الحروب العسكرية و السياسية التي لحقت بالأمةlsquo; ولكن المنتخب العراقي استطاع عبر القدم الذهبي للاعب البطل حسين سعيد ان يهزم الغرور الإيراني ويجعل ولي عهد النظام الشاهنشاهي الذي كان حاضرا في الملعب دعما لمنتخب بلاده يخرج باكيا يندب حظ الإمبراطورية الفارسية.


فعلا لقد صدق من قال ان التاريخي يكرر نفسهlsquo; فهاهي السعودية بمنتخبها الأخضر ( منتخب العرب ) تفعل بإيران الخميني ما فعله منتخب العراقي ( منتخب شباب العرب ) بإيران الشاه.


لقد أراد ملالي طهران ان يسحروا الناس ويفتنوهم بالنصر الذي كانوا يتأملونه من هذه المباراة ولكن خيب الله ضنهم lsquo; وقد صدق القرآن الكريم حيث قال :quot; ولا يفلح الساحر حيث أتى quot;.


صباح الموسوي
كاتب احوازي