في خبر دعائي مصورlsquo; يثير الضحك والحزن في ان معاًlsquo; نشرته وسائل الإعلام الإيرانية منتصف هذا الشهر ظهر فيه مرشد الثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي وهو يقوم بزرع شتلتين تعبيرا عن احتفاله بأسبوع الطبيعية الذي تزامن مع حلول عيد النوروز الذي صادف في الـ 21 من آذار مارس الجاري.

المضحك في الخبر ان المرشد أراد ان يحتفل بعيد النوروز شأنه شأن سائر أبناء جلدته ورجال الدين منهم خاصة من الذين يعتبرون هذا العيد جزء من هويتهم الثقافية والوطنية والدينية و لكنه يتحاشى فعل ذلك علانية لعلمه ان هذا العيد أصله مجوسي ويتعارض مع الإسلام الذي حدد أعياد المسلمين بالأضحى المبارك والفطر السعيد وما بقي فهي خرافات لا صلة لها بالإسلام ولكن المرشد لا يجرؤ على قول ذلك لأمرينlsquo; الاول وهو ان عيد النوروز جزء لا يتجزأ من الثقافة القومية والوطنية الإيرانية وعلى هذا فان أي مساس بهذا العيد يعد خيانة قومية يجلب النقمة على المرشد من الخاصة قبل العامة.

الأمر الثاني lsquo;لا يمكن فصل ثقافة المرشد علي خامنئي عن ثقافة سائر اقرأنه من المراجع و المسؤولين الكبار في النظام الإيراني فثقافة هؤلاء تؤكد على ضرورة الاحتفال بعيد النوروز وتعظيمه حيث هناك العديد من علماء الشيعة الإيرانيين البس هذا العيد المزعوم ثوبا إسلاميا و ألفوا روايات نسبوها للإمام علي والإمام جعفر بن محمد يمجدان فيها النوروز ويصفانه بأنه اليوم الذي يظهر فيه المهدي الغائب! lsquo;(جاء ذلك في كتاب بحار الأنوار لباقر المجلسي،ج-53 ص376 و كتاب سيماي جهان در عصر إمام زمان- للملا محمد أميني،ج 1- ص459-458 )lsquo; كما أنهم جعلوا الاحتفال بالنوروز والعطلة الرسمية تمتد الى خمسة عشر يوما وذلك خلافا للأعياد الإسلامية التي لا يتجاوز الاحتفال والعطلة فيها سوى يوم واحد فقط.

أما المحزن في الخبر فان المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي الذي يظهر على شاشة التلفاز وهو يزرع في حديقة بيته شتلتين من شجر السرو لتدليل على حرصه واهتمامه بالبيئة والطبيعيةlsquo; نجده يتغاضى عن سياسة تدمير الطبيعة في الأحواز حيث تقوم السلطات الإيرانية سنويا بإحراق الآلاف من شجر النخيل في مدن عبادان والمحمرة و الفلاحية وغيرها من مدن وقرى احوازية أخرى وذلك بهدف إجبار سكان تلك المناطق الذين تشكل زراعة النخيل مصدر حياتهم المعيشية الأولى على الهجرة وترك مناطقهم حتى تتمكن سلطات الاغتصاب الإيرانية من تنفيذ مشاريعها الاستيطانية من قبيل بناء ما يسمى بالمنطقة التجارية الحرة والقاعدة البحرية الكبيرة للحرس الثوري وما تبعها من مشاريع استيطانية تهدف الى توطين أكثر من ثلاثين مليون أعجمي في الأحواز خلال العشرين عاما القادمةlsquo; وذلك حسب الخطة الإستراتيجية التي كشف عنها الأمين العام لمجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني الجنرال محسن رضائي في لقاء متلفز مؤخرا والتي اسماها بالخطة العشرينية.

وما يؤكد ان الحرائق التي تشهدها بساتين النخيل في الأحواز lsquo;لا سيما في مدينة عبادان العربية تحديدا lsquo;هي حرائق متعمدة هو كثرة هذه الحرائق وتواصلها المستمر حتى في عز الشتاء وهذا ما أكده رئيس دائرة الإطفاء في مدينة عبادان السيد quot; عبد الرضا شاه غريب quot; في تصريحات أدلى لوكالة ايسنا الإيرانية للإنباء في كانون الاول العام الماضي حيث أكد وقوع ثلاثة وأربعون حادث حريق في بساتين النخيل في عبادان وأطرافها في غضون شهرين فقط مخلفة خسائر كبيرة في تلك البساتين. وهذا يؤكد ان كثرة هذه الحرائق دليل كافي على أنها قد وقعت بفعل فاعل وهو ما يدفع أي متابع للتساؤل عن هوية المستفيد من وراء كثرة هذه الحرائق lsquo; ومن لديه القدرة على إشعالها دون ان يتم القبض عليه لحد الآن رغم ان حدوث هذه الحرائق يتواصل منذ عشرة سنوات ولحد الآن؟. وكنا في مقال سابق تحت عنوان quot; نخيل الأحواز والحقد الصفوي الأعمى quot; نشر على صفحة إيلاف في 21 يونيو 2008 lsquo; قد بينا فيه مؤامرة السلطات الإيرانية وأهدافها الخبيثة وراء جرائم إحراق بساتين النخيل في المدن الأحوازية لاسيما تلك المدن والمناطق المحاذية للحدود العراقية وما خلفته تلك الحرائق من خسائر فادحة بأصحاب البساتين الذين فقدوا الآلاف من نخيلهم جراء تلك الحرائق المتعمدة.

انه لأمر يبعث على التعجب حقا ان يغاضي مرشد الثورة الإيرانية lsquo; الذي اظهر اهتمامه بالشجرة والبيئة lsquo;عن كل تلك الحرائق التي دمرت لحد الآن عشرات الآلف من شجر النخيل التي تعد ثروة قومية للبلاد ومصدر رزق لشريحة واسعة جدا من المجتمع ولم يأمر طويل هذه الفترة بتشكيل لجنة للتحقيق في الأسباب الحقيقة وراء هذه الحرائق المتواصلة دون توقف ولو من باب حرصه على البيئة والطبيعة على اقل تقدير أو لكي لا يتهم سماحته ان اهتمامه مقتصر فقط على بيئة طهران مقر بلاط حكمه وانه ما فعل ذلك إلا ليعبر عن احتفاله بالنوروز.

صباح الموسوي
كاتب احوازي