مفارقة عجيبة ان اول قمة عربية يحضرها السيد المالكي تكون في الدوحة. فللدوحة جولات وجولات مع العراقيين عن طريق قناتها الجزيرة. والتي يحبب العراقيين لها اسماء اخرى على نفس الوزن ونفس القافية لكن لامجال لذكرها الان. سينطلق رئيس الحكومة العراقية المنتخبة من بغداد دون اهازيج ولاضجة اعلامية وحتى دون القاب فارغة quot; بطل قومجي او بطل النصر والسلام quot; وسيرجع المالكي ايضا دون ضجة ودون ان يصطف العراقيون على جانبي الطريق من المطار الى القصر الجمهوري للتصفيق والهتاف الفارغ وايضا دون ضجة اعلامية فارغة.
في قمة الرياض شرفنا الرئيس العراقي السيد الطلباني. وسيذهب الى قمة الدوحة وكما تم الاعلان عنه رئيس الحكومة العراقية السيد نوري المالكي. فمن اعترض حينها على الطلباني قلنا له هذا ممثلنا اذا شئت كوردي عراقي، والى من سوف يبحث بين quot;سجلاته العتيقة quot; اذا اراد ان نقول له ان في الدوحة رئيس حكومة العراق quot; العراقي الشيعي العربي quot;.
هذا واقع يجب ان يفهمه الجميع ويتعامل معه بندية واحترام. ومن مصلحة العرب التقرب الى العراق ومن مصلحة العرب ان لايكون العراق بعيدا عنهم ومن مصلحة بعض العرب ان يوقفوا ارسال بهائم التفجير الينا ومن مصلحة العرب ان يكون العراق قويا ومن مصلحة العرب الكبرى ان يتعاملوا مع واقع العراق الجديد والذي لاترسمه دبابات اخر الليل وبيان رقم واحد وحكم ابناء القرى المتشابهة، بل يحكمه رجال منتخبون من قبل العراقيين الاكارم.
إن المالكي سيدخل قاعة القمة وعلى كتفيه 12 مليون صوت لناخب عراقي. فهل من منازع!؟ وهل من منافس!؟ هذا هو العراق الجديد وقد يمثل العراق رجل اخر منتخب في القمة المقبلة. فمرحلة القائد الضرورة والقائد التاريخي قد قبرت دون رجعة في بلاد الرافدين. وليس المطلوب من المالكي ان يقدم تنازل عراقي او حتى شخصي. فليس هناك شأن داخلي عراقي ممكن للعرب تناوله او حتى رسم خطوطه فالدول العربية أعجز من ذلك بكثير. حتى موضوع مايطلق عليه المصالحة الوطنية اصبح اسطوانة مملة ومشروخة حد الاستهلاك. لان في العراق اليوم يوجد صندوق الانتخابات وكل عراقي حر في اختياراته وهذا مااثبتته نتائج انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة. ثم وبصراحة اكثر لااعتقد ان الحكومات العربية هي اكثر حرص على سنة العراق العرب من اخوانهم واهلهم الشيعة العرب او القوميات الاخرى. حتى وان تصور البعض تحت ضغط ظروف معينة ان هذه المقولة لها جانب من الصواب. وايضا السنة العرب ليس مضطهدين في العراق بل عندهم من المناصب الرسمية والحكومية اكثر من واقعهم السكاني والواقعي في البرلمان. ومن يدعي الحرص على هذا الجانب فمن حق العراقيين سؤاله اين كنت خلال اكثر من ثمانية عقود من الاضطهاد والاقصاء للغالبية الساحقة من ابناء الشعب العراقي!؟
بالتاكيد ودون شك اي عراقي سيفرح كثيرا لو شاهد وشعر على ارض الواقع بموقف عربي ملموس لدعم العراق ولكف شر بعض الدول العربية عن العراقيين. فالعراق في النهاية جزء من امتنا العربية ونعتز ونتفاخر بعروبتنا وخاصة بالمضيء منها. وان على العرب فهم حقيقة كبرى ان لاعروبة تتشكل بدون العراق ولاقمة تسمى عربية بدون حضور مميز للعراق. اما ان يريد باسم القومية التدخل بشؤوننا الداخلية فهذا مرفوض ويجب ان يكون كلمة الرفض واضح بشكل صريح وعلني ويسمع صداها في كل اروقة المؤتمر. ومن يصر على هذه quot; السجلات العتيقة quot; فعليه ان يعطينا نحن العراقيين نفس الحق بالتدخل وطرح ارائنا وتصوراتنا في الكثير من الامور الداخلية التي تجري في البلاد العربية. وايضا يجب ان يكون واضحا ان عراق اليوم ليس عضو في محور داخلي او اقليمي فالمهم هي مصالح بلدنا والاهم مصالح وحقوق كل العراقيين. لذلك العراق وابنائه لن يكونوا وقودا لبوابة شرقية بائسة او لحرب يشعل فتيلها المراهنين او حتى مجرد عدواة مع دول الجوار او الاقليم.
ان هذه القمة قد تكون فرصة كبيرة ولاتتكرر اولا لقطر على وجه الخصوص لتصحيح موقفها اتجاه العراقيين من خلال كبح جماح quot; جزيرتها quot; التي حرضت كثيرا وساهمت بشكل كبير في تأجيج الموت والقتل العراقي تحت شعارات كاذبة ومزيفة واحيانا مضحكة.
وايضا هذه فرصة للكثير من الدول العربية ان تكف شرها عنا ودعمها المالي لكثير من عناصر ومنظمات وهيئات الارهاب. ولااعتقد ان للعراقيين مطالب عادلة ومنصفة اكثر من ذلك وحقهم الانساني في العيش في بلدهم بسلام وامان. واذا كان الحكومات العربية مصرة على قفل كل ابوابها بوجه العراق الجديد. فلتقفل ايضا كل ابواب العراق بوجه هذه الدول العربية. وليرمي السيد المالكي وراء ظهره كل الكلام الفارغ والمكرر ومعه السجلات العتيقة في الدوحة ويرجع الى بلده العراق ليصر ويعمل على البناء والاعمار والتقدم. واذا كان حتى مجرد الكلام الايجابي والانساني اتجاه العراق قد غاب من قاموس بعض الدول العربية فالاحرى بهم السكوت المطبق. ورسالة العراق اليهم تردد.
لاخيل عندك تهديها ولامال..... فليسعد القول إنلم يسعد الحال.
محمد الوادي
[email protected]
التعليقات