فى معظم دول العالم باستثاء الدول الديكتاتورية اذا سافر رئيس الدولة او احد كبار المسئولين خاج بلادهم فانهم يطلعون شعوبهم على دوافع واسباب الزيارة والنتائج التى تحققت بعد اتمامها.. وليس هذا فحسب وانما ايضا تكاليف الاقامة والاكل والشرب والترفية تحاط الجهات المسؤولة فى هذة الدولة علما بكل تفاصيلها لانها تدفع من اموال دافعى الضرائب.
فى الدول الديمقراطية كل برامج ولقاءات وتحركات وسفريات الرؤوساء وكبار المسئولين لا تتم فى الخفاء والسرية وانما كل شىء يتم فى العلن ومعروف وواضح مثل شمس النهار لان الحاكم وكبار رجال الدولة فى هذة الدول يعتبرون موظفين عند الشعب ولا يعتبرون اصحاب عزب او بيزنس يديرونها على مزاجهم وبالطريقة التى تعجبهم.
واذا قارنا بين ما يحدث فى مصر والدول الديمقراطية فاننا - عكس ما يحدث فى الدول الديمقراطية - نجد الرئيس مبارك وكبار رجال الدولة يتكتمون على تفاصيل زيارتهم الى خاج البلاد كما لو ان الامر يخصهم وحدهم فلا يقولون للشعب المسكين لماذا يسافرون وماهى الاهداف ومبررات الزيارات المتكررة التى يقومون بها خارج البلد.. وكم تكلفة هذة الزيارات التى تدفع من اموال دافعى الضرائب فى مصر..!!
اننا كثيرا ما نفاجىء بخبر يقول ان الرئيس مبارك او الوزير الفلانى سوف يقوم بزيارة السودان اوالاردن او السعودية او اى دولة اخرى بدون ان نعرف اى تفاصيل اخرى عن هذة الزيارة اسوة ببقية شعوب الدول المتقدمة.
منذ ايام قليلة توجة ابن الرئيس مبارك جمال لزيارة الولايات المتحدة الامريكية بدون ان يكلف خاطرة ويقول لنا ماهى اسباب هذة الزيارة وماهى الاهداف الذى كان يسعى لتحقيقها وهل تحققت ام لا؟؟ ولماذا احاطت زيارتة بالسرية والغموض؟؟
ان الشعب المصرى من حقة ان يعرف لماذا كان ابن الرئيس جمال مبارك فى زيارة لامريكا لانة ذهب الى هناك بصفتة الحزبية الرسمية ولم يكن فى زيارة خاصة لقضاء عطلة نهاية الاسبوع او اجازتة السنوية.
لقد اعطى الغموض الذى احاط بزيارة جمال مبارك لامريكا الفرصة للكثيرين لترويج الاشاعات وترديد القصص واطلاق الفتاوى التى كانت من بينها انة ذهب الى هناك لاخذ موافقة الادارة الامريكية الجديدة على توريثة الحكم خلفا لابية.. واخرى تقول انة ذهب لاستاذان اوباما وادارتة لكى يترك حكم مصر لعصابة الاخوان المسلمين!!!
ان الشعب المصرى من حقة ان يعرف.. على سبيل المثال لماذا رفض الرئيس مبارك طيلة ال 28 عاما الماضية التى امضاها فى حكم مصر ان يعين نائبا لة.. وما الذى يخيفة او يقلقة لوجود نائب لة؟؟ وهل حقا لم يعين نائبا لة لاتاحة الفرصة امام ابنة لكى يخلفة فى الحكم؟؟
لاشك ان من حق الشعب ان يعرف من الذى سيتولى الحكم فى مصر اذا رحل الرئيس فجأة او صار غير قادرا على العمل لتقدمة فى السن..ان هذا الامر الخطير يهم كل فرد من ابناء شعب مصر فى الداخل والخارج وليس امرا يخص الرئيس وحدة او اسرتة او الولايات المتحدة الامريكية او اسرائيل او القلة القليلة المحظوظة من المحيطين بة.
اننا بقدر ما نحترم الرئيس مبارك ونقدرانجازاتة الكثيرة الا اننا لا نعتبرة من المقدسات وانما انسان مثل كل البشر عكس ما قال سفير مصر فى اسرائيل.. اننا نعتبرة موظفا عند الشعب المصرى لادارة شئون مصر.. وكل ما ناملة قبل انتهاء فترة حكمة بعد عاميين ان يعطى شعبة الحرية الكاملة وفرصة حقيقية لاختيار من سيخلفة.
صبحى فؤاد
استراليا
الاربعاء 25 مارس 2009
[email protected]
التعليقات