ما أروع ان تكون تحية الصباح يا كاظم حمدا لله.
ما أبهى أن ترتعش بغداد بنشوة الفرح وهي ترى فارسها كاظم ينتصب شامخا فوق الالام و يمد اليها يده ويناديها لأكمال المسيرة فوق الصعب بينما جماهير بغداد الصابرة والصامدة وجماهير العراق كله تحيطهما بالأهداف وحدقات العيون المفتوحة على وعد بغد أفضل،
فبغداد لا تكون أميرة الا اذا كان فيها أمثال كاظم الساهر، فأذا ما غاب هؤلاء أو غيبوا تحولت بغداد الى غابة مكونة من الدكاكين السياسية والطوائف المتناحرة.
ولأن كاظم الساهر فقد،، الحجية أم كاظم،، الرمز.. العنوان الأكبر بحياة كاظم الساهر فقد أحس كل عراقي أنه هو شخصيا مقصود بعزاء كاظم.
إن جرح كاظم من جرحنا وليس ثمة كثيرون في بغداد وفي العراق يستحقون أن تستخرج كلمات التحية والتقدير من مكامنها لكي تفيهم حقهم علينا.
والجرح بغير أجنحة مستدعيا الكل الى ساحة القضية التي كان كاظم الساهر وسيبقى واحدا من فرسانها البواسل والدائمي الحضور، حتى يكاد يختصر شعبا في شخصه !
ياكاظم انت أحد قلائل أعادوا الأعتبار للكلمة بعدما أستهلكها محترفوا السياسة وتجار الحروب وأصحاب الطوائف والمذاهب.
وأنت احد قلائل أعادوا الأعتبار الى الموقف فأذا هو السلاح الأمضى في مواجهة أعتى الأعداء، وأذا هو أمتحان الرجال من صمد أستحق مكانه ومكانته في تاريخ البلاد، ومن جبن أو تخاذل فنكل أو تراجع أسقطه الموقف فأذا هو بعض ذكريات الماضي والأيام السود.
وأنت أحد القلائل أعادوا الأعتبار الى العلم والحضارة وعلاقته بالحياة والناس،
كاظم هو الوطن، بعد،في الوجدان والقلب والفكر.
يا كاظم عمرها ما كانت بغداد بهذا النبل مثلما هي اليوم وهي أميرة متشحة بالسواد والصمت في رحيل والدتك ولا تنافسها في نبلها الا دمشق نزار قباني عندما رحلت عنها ام المعتز.
أنا أعرف بانني لا أقدر أن أخفف عنك مصابك ولكن الايام كفيلة بذلك وأنها لفاعلة.
يقول نزار قباني قي قصيدة أم المعتز:
عندما كانت بيروت تموت بين ذراعي
كسمكة اخترقها رمح
جاءني هاتف من دمشق يقول
(( أمك ماتت )).
لم أستوعب الكلمات في البدايه
لم أستوعب كيف يمكن أن يموت السمك كله
في وقت واحد..
بموتِ أمّي..
يسقطُ آخرُ قميصِ صوفٍ أغطّي بهِ جسدي
آخرُ قميصِ حنانْ..
آخرُ مظلةِ مَطَرْ..
وفي الشّتاءِ القادمْ..
ستجدونَني أتجوّلُ في الشوارعِ عارياً..
وكان قدري أن أخرج من موت..
لأدخل في موت آخر..
كان قدري أن أسافر بين موتين
راوند رسول
التعليقات