رداً على الاستاذ المكاوي: العيب في بناية المدرسة العراقية بالرباط وليس في مناهجها!!

أستغرب حقا مما كتبه الأخ د. عبد الرحمن مكاوي في مقاله في أراء إيلاف يوم 28/3/2009 حول مناشدتي جلالة الملك محمد السادس بلفتة كريمة منه لإعادة فتح المدرسة العراقية بالمغرب، فمن حقي أن أطلب من أولي الأمر في هذا البلد الكريم نجدة، حين أشعر إني قد وقع علي الظلم من تصرف أي جهة في المملكة : رسمية أو غير رسمية!!


إن استغاثتي بملك هذه البلاد وراعيها يشرفني أولا كمواطن عراقي ويشعرني بالأمان من أي خطأ يصيبني أو سيصيب أولادي أو أبناء وطني في هذا البلد الكريم المضياف. ولا يجوز من السيد مكاوي أو غيره تحميله حمولات سياسية غير صحيحة بالمرة، وزجه في خانة نظرية المؤامرة التي يعزف عليها في مقاله، ويستنتج منها استنتاجا خطيرا خاطئا، يقول فيه أني أريد تحويل قضية تربوية إلى قضية سياسية بين البلدين الشقيقين العراق والمغرب!!


مناشدتي لجلالة ملك المغرب محمد السادس لم تتعد المناشدة الإنسانية حول مصير أكثر من 400 طالب ( عراقي ومغربي ومن باقي الجنسيات العربية الذين وحسب فهمي المتواضع أنهم سيضيعون بسبب إغلاق المدرسة!!) وأكثر من ثلاثين مدرسا وإداريا وأنا واحد من هؤلاء المدرسين!! (وبالمناسبة فأني أدرس في هذه المدرسة منذ ست سنوات مادة الرياضيات!! وليس التربية الدينية أو التأريخ كما تفترض نظرية المؤامرة التي بني عليها مقالك يا دكتور، وقد قطع رزقي ورزق عيالي كما ترى في بلد تندر فيه الإعمال للأجانب كما تعرف!! ولي ولد أيضا يدرس في هذه المدرسة في الصف الخامس العلمي، ولأنه كان من المتفوقين أراه ينهار أمامي كل يوم!! وقد نجحت حتى هذا اللحظة من منعه من محاولتي انتحار فاشلتين!! لأنه يشعر أن مستقبله قد ضاع بإغلاق مدرسته!! )


هذا ما حدث لي كإنسان بضربة قدر واحدة.. فقدت عملي!! وأوشك أن أفقد أبني يعد محاولتي انتحار فاشلتين وكل أب يعتقد أن أبنه هو أمير هذا الزمان!! وان بضياعه تضيع الدنيا وما عليها من خير ولا يبقى من سلوى النفس من الفقر ومضان الزمان وسوء الأحوال شيء!!


إن جربت هذا (حفظك الله وجنبك) مما أصابنا من نوازل فتعرف ماذا يفعل الأب المكتوي بهذه النيران!! ومن يناشد غير الله أولا وأولي الأمر ثانيا؟!! أليس من هؤلاء من هو أقرب ألينا غير ملك الفقراء محمد السادس لنناشده؟!! أم تظن أن لا حق لعراقي مقيم في الواحة العلوية وتحت ظل العرش العلوي الشريف أن يناشد ملك الفقراء، ويستحلفه بمحبة العراقيين له ومحبتهم لأبيه المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني ولجده المغفور له الملك محمد الخامس أن يعيد ما كان سببا في رزقهم ورزق عيالهم وتعليم أولادهم؟!!


وأود هنا أن ألفت نظركم إلى أن مقالكم حمل معلومات خاطئة منها أن المشكلة في المنهج العراقي الذي يدرس للطلاب وأن هناك خروقات طائفية أدخلت على المناهج بعد احتلال بلدي العراق عام 2003 ولكن اللجنة البداغوجية المغربية التي فحصت المناهج لم تجد ما تفضلت به في مقالك!! والذي استقيته فيما يبدو وبنيت حوله حسب نظرية المؤامرة مما نشر في الصحافة المغربية، وجاء من ادعاءات كيدية نشرها ولي آمر أحد الطلاب في المدرسة، ووحده الله يعلم من ورائه ومن دفع له لكي يسيء لنا كعراقيين في هذا البلد الكريم؟!! ( وحسب نظرية المؤامرة ذاتها التي بنيت عليها مقالك ) وأود هنا أن أوضح أن المدارس المغربية التي تم نقل طلاب المدرسة العراقية إليها ستدرس المنهج العراقي ذاته!! وقد طالبوا من المدرسين الذين عملوا في المدرسة العراقية بالتدريس في هذه المدارس المغربية..فلم يبق من عيب يا دكتور مكاوي كما يرى الجميع إلا في بناية المدرسة العراقية لا في مناهجها فمن منا الآن يريد أن يدس السم بالعسل وتحت راية الحفاظ على العقائد، ويجعل المشكلة مشكلة سياسية بين المغرب والعراق.. أنا أم أنت؟!!


من يقرأ مقال د. مكاوي يشعر بمدى تحريضه السلطات المغربية علي كعراقي مقيم مع عائلتي في هذا البلد الكريم!! وأوكد هنا لتوضيح سبب إقامتي في هذا البلد الطيب فقد شملتني الرعاية السامية للعرش العلوي المجيد منذ عام 1997 كلاجئ سياسي في هذا البلد الكريم، ووفق معاهدة جنيف 1952التي وقع عليها المغرب مع الأمم المتحدة، وقد حصلت أنا وعائلتي منذ حللنا بهذه الأرض الطيبة على رعاية خاصة من القصر الملكي وشمولنا بعطف صاحب الجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، وقد وجدنا كل الرعاية من ملك الفقراء محمد السادس أطال الله عمره ومتعه بعرش أبائه وأجداده الميامين سليلي الدوحة الهاشمية، وهذا البلد أعز علينا من أولادنا وأهلنا وأنفسنا.. نقاطع من يقاطع!! ونحب من يحب أهله!! ونكره من يكره!! امامنا في صلاة الجمعة امامكم، وقبلتنا مكة المكرمة وشهادتنا أن لا أله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعاؤنا دوما لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بالتوفيق في خدمة المغرب وأهله، وان بلدنا العراق لا يزال حتى هذا اليوم غير آمن لنا وحيواتنا مهددة في وطننا العراق إن عدنا إليه الآن، وقد ورد هذا التعميم في آخر بيانات الأمم المتحدة للاجئين السياسيين العراقيين وفي مختلف دول اللجوء وللعلم فقد قطعت المفوضية العليا للاجئين بالمغرب أية مساعدة مالية كانت تدفع لنا منذ عام 2001..

وكما ترى فإن العمل كمحاضر في المدرسة العراقية، هو لهدف اطعام الأفواه الجائعة (بالخبز الحافي كما تقولون في المغرب) لأفراد أسرتي وليس لمساندة المذهب الشيعي الإيراني ونشر أفكاره كما استشففته من مقالك... ونسال الله تعالى أن يديم النعم على أهلنا في المغرب ويلهمنا ألله الحكمة في معالجة ما يصيبنا من مصاب وبمساعدة كريمة من الملك المفدى وأهل المغرب الطيبين وحكومتهم الرشيدة!!

فيصل عبد الحسن*
bull;كاتب وصحافي عراقي يقيم في المغرب
مدرس محاضر في المدرسة العراقية بالرباط وولي أمر أحد طلابها.
[email protected]