احتفل رسميا على نظاق محدود هذا الاسبوع بمناسبة مرور 30 عاما على توقيع اتفاقية السلام بين مصر واسرائيل والتى وقعها فى عام 1978الرئيس الراحل السادات ورئيس وزراء اسرائيل مناحم بيجن. وكانت هذة الاتفاقية هى اول معاهدة سلام وقعت بين اسرائيل واحدى الدولة العربية.


واليوم ونحن فى عام 2009 ورغم مرور 30 عاما منذ اتفقت مصر واسرائيل على انهاء حالة الحروب والعدواة بينهما وتبادل السفراء والعلاقات الدبلوماسية والتشاور والتعاون بينهما فى شتى المجالات الا انة للاسف الشديد لايزال السلام بينهما بعد كل هذة السنيين الطويلة يكاد يكون سلاما شكليا على الورق وليس سلاما طبيعيا يعيشة الناس على ارض الواقع ويجنون ثمارة وفوائدة ومميزاتة العديدة... صحيح انة لم تحدث حروب او مصادمات عسكرية بين الدولتين طيلة هذة السنوات الثلاثين الماضية... وصحيح ان كلا من اسرائيل ومصر التزما بما تعهدا علية من علاقات حسن الجوار وعدم الاعتداء على الاخر والتفاوض لحل المشكلات التى تحدث من وقت لاخر...رغم هذا لايزال السلام بينهما باردا للغاية هشا جدا يمكن بسهولة تحطيمة ووضع نهاية لة فى اى لحظة من اللحظات وبصفة خاصة اذا تمكن المتطرفين المتاسلمين من الوصول الى الحكم بعد رحيل مبارك اوتقاعدة.


على اى حال ورغم برودة السلام بين مصر واسرائيل الا انة لا يستطيع احدا من المصريين انكار ان مصر استفادت كثيرا من توقيعها على اتفاقية السلام عكس ما يدعى اليوم البعض من العرب وحفنة غريبة من المصريين بان مصرت خسرت كثيرا نتيجة توقيعها اتفاق السلام!! ولا اعرف ما الذى خسرتة مصر من وجهة نظرهم؟؟


هل خسرت لانها وافقت على وقف الحروب وسفك الدماء مع اسرائيل والتى راح ضحيتها مئات الالوف من خيرة شباب مصر وكادت تكاليف هذة الحروب والمغامرات الطائشة ماليا تجبر مصر على اشهار افلاسها؟؟
هل خسرت مصر لانها لم تعد تخصص معظم دخلها القومى للحروب والمغامرات quot;الدون كوشتيةquot; ضد اسرائيل وارسال شبابها للموت بدون سبب مقنع على ارض سيناء؟؟


هل خسرت مصر لانها تلقت ولا تزال مساعدات مجانية اقتصادية وعسكرية ضخمة تقدر بعشرات البلاين من الدولارات من الولايات المتحدة الامريكية؟؟


انا شخصيا كمواطن من اصل مصرى اعيش فى بلاد المهجر مدين بحياتى لاتفاقية السلام مع اسرائيل فلولاها ربما كنت رحت ضحية لهذة الحروب العبثية المجنونة التى كانت تجرى على ارض سيناء لاننى كنت اقوم بتادية الخدمة العسكرية الاجبارية فى عام 1975 على الجبهة..


ولولا اتفاق السلام لما كان فى مقدورى اهاء خدمتى فى الجيش والسفر الى استراليا للبحث عن لقمة العيش وتحسين مستوى معيشتى ومساعدة افراد اسرتى الفقراء واخرين فى الوطن الام.


اننى اقول للذين ينتقدون معاهدة السلام ويدعون انها اضرت مصر ولم تنفعها..اقول لهم اكيد لم يمت لكم قريبا او صديقا او جارا او عزيزا لكم على ارض سيناء..اكيد لم تنامون على الرمال فى الجبهة وعيونكم ساهرة لا تعرفون اذ ما كنتم سوف تعيشون حتى صباح اليوم التالى.. اكيد لم يكن يهمكم امر ومصير الملايين من سكان مدن القنال الذين اجبروا على ترك بيوتهم والعيش فى الخيم ووسط المقابر او العيش عالة على اقاربهم لسنوات عديدة.


اكيد لم تهتز كرامتكم ولم يخدش حياءكم وكبرياءكم عندما كنتم ترون حكامكم يذهبون للملوك والروؤساء العرب يستجدونهم ويتوسلون اليهم وقت الحروب فى طلب العون والمساعدات لان مصر كانت على وشك الافلاس.


لقد عانت - ولا تزال- شعوب المنطقة من عرب واسرائليين من حروب مدمرة لم تحقق لهم شيئا على الاطلاق.. فلماذا اذن لايجربون اعطاء فرصة حقيقة صادقة للوصول الى سلام عادل ودائم بينهم؟؟ وهل يدرك الجميع ان الحروب مهما طالت او قصرت لا ولن تحقق اى شىء فيما عدا القتل والدمارومزيد من الكراهية.. وهل يدركون ايضا ان جميع الحروب تنتهى بجلوس جميع الاطراف المتحاربة لتسوية خلافاتهم على طاولة المفاوضات مثلما فعل تماما الرئيس المصرى فى quot;كامب ديفيد ووقع نيابة عن الشعب المصرى على معاهدة السلام مع اسرائيل.

صبحى فؤاد
استراليا

[email protected]