يقول المثل الأيراني : الرأس المقطوع..لا يتكلم.. الايرانيون يستخدمون هذا المثل لوصف الحالة المعنوية والفكرية لدى الانسان المعزول.

آية الله حسين علي منتظري الذي تجاوز الثمانين من عمره، كان قاب قوسين أو أدنى من خلافة الخميني نفسه، لكن مواقفه من قضية ولاية الفقيه وقضايا حقوق الأنسان التي وصفت باللين كانت مبررا كافيا للخميني لتجريده من مناصبه وصلاحياته ثم عزله عام 1988 وإلزامه الأقامة الجبرية، وإضطهاد أتباعه وأقاربه وتعرض الكثير منهم للاغتيال !

الثورة تأكل أبنائها..هذا المشهد يتكرر كثيرا.. خصوصا هذه الأيام.

لن أستشهد بكلام د.علي نوري زاده، هذه المرة، بل سأنقل ما قاله السيد ماشاء الله شمس الواعظين، اليوم ومن قناة الجزيرة نفسها، قال مايلي: الشارع مازال يغلي وفشلت السلطة في تهدئته

انتقلت الازمة الى المؤسسة السياسية وأشار الى تصريحات منتظري {التي إستنكر فيها إستخدام القوة ضد الشعب وإنتقد المرشد الأعلى لقوفه جانب جهة واحدة }،

وأضاف شمس الدين: هناك موجة من الاعتقالات الحاصلة، 70 إستاذ جامعي إعتقلوا أمس

وصلت المرشدية الى نقطة اللاعودة بقول خامنئي بعدم تزوير الانتخابات الايرانية، فهو لا يستطيع التراجع الآن !.. إنتهى

وعقبت السيدة المذيعة ليلى الشايب، على الصور المنشورة قائلة: نود إعلام المشاهدين الكرام، أن السلطات تمنع تصوير الاحداث في إيران،

وأن الصور القادمة إلينا هي من وسائل أخرى كالموبايل والنت، مما لا يمكن معه التأكد من صدقيتها وحياديتها !

فلماذا تمنع السلطات الايرانية نقل ما يحدث في الداخل؟

هناك مثل إيراني آخر يقول : أثناء الحرب..لا يوزعون الحلوى!

وهو لوصف لحظات الخصام والغضب وغياب العقل أثناء الحروب، وهذا ما يطبقه نجاد وفريقه (الباسيج وحرس الثورة والامن والشرطة ) بحرفية لحد الآن.

لكن على خامنئي ونجاد وشلتهم أن يعلموا أنه، من الرجولة الى النذالة هناك خطوة واحدة فقط! إن سهل عليهم تجاوزها سيسهل عليهم تبرير جرائمهم بدم بارد!

الغرب ليس مسؤولا عما يجري في إيران، ربما يسعده التغير فذلك شيء منطقي لمعاداة نجاد لجميع و حتى للشعب الأيراني نفسه، فقط إسرائيل تفضل بقاء نجاد في السلطة، لأنه قد خدم أغراضها الدعائية كثيرا عبر تصريحاته الرعناء بأزالة دولة إسرائيل،ليحرك عواطف البسطاء على طريقة الرؤساء المصابين بجنون العظمة،وليعطي إسرائيل مزيد من الذرائع للتشدد والحذر من محيطها بحيث نسمعها اليوم تطالب الجميع بالاعتراف بيهوديتها!

منظمة مجاهدي خلق أيضا، ليست هي السبب وهي أضعف من أن تؤثر في سير الاحداث الحالية، هم بالكاد يريدون النجاة بأنفسهم!

اللاعبون الايرانيون لكرة القدم ليسوا مسؤولين عن الاحداث والفوضى الجارية الان!

فلماذا يحتجز 6 منهم ويختفي إثنان ؟ ألم يكن اللاعب كريمي بطلا قوميا بتسجيله الدائم للاهداف في مرمى الخصوم ؟ فهل أصبح خائنا لمجرد وضعه شارة خضراء لتأيد موسوي؟

ما هذه الديمقراطية العرجاء والكسيحة؟

كل من يقف ضد التزوير والتسلط يكون خائن أو عميل و مدسوس؟ ما هذا المنطق؟

لماذا أتذكر ما كان يقوله الطاغية صدام عن معارضيه وهم بالآلاف والملايين؟

كان يقول كلهم خانوا العراق ! طبعا لأن سيادته كان هو العراق!

حتى عندما سقطت 14 محافظة بيد الثوار المنتفضين عام 1991، كان يتوعدهم بالقضاء عليهم لأنهم عملاء لأيران..

اليوم يتهم نجاد الغرب كله ويصف أوباما وكل الزعماء الاوربيين بالمتخلفين سياسيا، فهل يصدق مع نفسه ؟ وهل يكفي قوله هذا لأقناع المؤيدين والمعجبين بشخصيته الباهرة؟

واليوم يتوعد فريق السلطة الشعب الايراني كله لأنه عميل للغرب و لمجاهدي خلق..أي إعادة للتأريخ هذه باللقطة البطيئة وبتغير الوجوه السلطوية؟

لكن ماقول مجلس صيانة الدستور بأعضائه المهمين ال 12؟

و ما رأي مجلس الخبراء بأعضائه ال92 وهو يستطيع محاسبة حتى الخامنئي؟

وهل سيتضح أكثر دور رفسنجاني بموقعه المهم؟

أم أن الرأس المقطوع الذي عاد للحياة توا سيتكلم؟

على عكس المثل الايراني وأقصد به آية الله منتظري هو من سيقول الكلمة الفصل في موعدها؟

الأيام القليلة القادمة، ربما ستحمل الأجوبة على تساؤلاتنا المشروعة؟

كان الله في عون الشباب الايراني الابطال ورحمة مستحقة على أرواح شهدائهم الابرار.


رعد الحافظ