يا للهول..، وعلى قول اخواننا المصريين (يا خراشي)، فالذي نسمعه يقف على ميزان (شر البلية ما يضحك)، لكن والله ليس لدي (حيل) حتى اضحك، ولا ان احرك شفاهي سخرية، لان الجماعة بمجلس النواب والقادة الامنيين جعلوني اكتأب فعلا، فما يقولونه ليس منطقيا ولا معقولا، ولو دققنا فيه لوجدناه عجبا، انا استغرب ان يخرج هؤلاء على الناس بهذه الجمل غير المفيدة والكلمات غير الصالحة الا للاستهلاك الاعلامي، فالجماعة يثرمون بالقرب من عيوننا فحولا من البصل الاحمر الذي يمتلك قدرة كبيرة على تهييج الغدد الدمعية وجعلها تتفجر دموعا، يا ألهي..، الدم الذي سالت انهاره يوم الاربعاء لم تزل تسيل، ولم تجف قطرات منه، والجماعة يبتكرون اساليب غريبة في اقناع المواطن والسخرية منه.
فالناطق باسم (خطة فرض القانون) قاسم عطا خرج ليقول لنا ان الجيش اعتقل مجموعة ارهابية مرتبطة ببعثيين سابقين ومسؤولة عن التفجيرين اللذين اسفرا عن مقتل 95 شخصا واصابة اكثر من 600 بجروح في بغداد الاربعاء، لكنه ترك التفاصيل والتوضيحات الى اجل غير مسمى، يعني (بعدين...)، ولا اعرف لماذا استعجل وذاع الخبر، هل ليطمئن المواطن المسكين ام ليطمئن اهالي الضحايا ؟، لا اعرف، فمادامه متأكد من هذه المجموعة فعليه ان يظهرها للناس فورا، لان الكلام هذا لايقدم ولا يؤخر، فهو عائم وربما اقول انه يذكرنا بالعديد من الحوادث المشابهة التي (نامت عليها طابوقة)، وحاله حال العديد من القضايا التي قيدت ضد مجهول، وانا اعتقد ان هذه المجموعة ستخرج في اقرب وقت لاسباب المصالحة الوطنية او العفو العام او تبييض السجون، او انها (بريئة) لانها لم تفعل سوى تفخيخ الشاخنة بينما (السائق) هو الذي قادها وفجرها، لذلك هؤلاء لا تثريب عليهم ولا (تشريب) و (خلييهم يطلعون)!!.
اما السادة البرلمانيون الذين اجتمعوا الجمعة فقد خرجوا علينا بتصريحات غريبة، مهللين ان الاجتماع خرج بتوصيات مهمة منها الدعوة العاجلة لاجتماع المجلس السياسي للامن الوطني، ولا اعرف ما الذي سيفعله هذا المجلس غير تصريحات الاستنكار وطلبات اليقظة والحذر من محاولات الاعداء، ومن ثم ينفض المجلس ويذهب اعضاؤه للنوم حتى عمل ارهابي كبير اخر، كذلك قيل ان احد التوصيات كانت: (اعادة النظر بالالية المعتمد للاطلاق العشوائي للمعتقلين)، وهذا امر في غاية الاستهزاء من المواطن والضحك على ذقنه الذي ما عاد له وجود، فبعد ان اطلق سراح اكثر من 150 الف معتقل، تأتي هذه التوصية، والله.. (تخرب من الضحك) وكأنهم نسوا انهم قبل اشهر فعلوا الامر ذاته وطلبوا اعادوا النظر، فلا نظروا ولا اعادوا النظر واصبح الاطلاق عشوائيا والسبب.. السبب (هواي اسباب) لان اغلب هؤلاء المعتقلين (خطية) لم يرتكبوا سوى عدة جرائم، وكانت نياتهم (شريفة): ارادوا قتل الامريكان فتفجرت مفخخاتهم على الناس!!.
والاطرف.. هذه التوصية: (متابعة عمل الاستخبارات والمخابرات وتفعيل عمل هذه التشكيلات واجراء التغييرات الازمة بالقيادة والاليات والتنسيق المشترك فيما بينها)، فليفسر لي برلماني هذه التوصية ؟، من يتابعها؟؟؟، هااااااا ؟، اتمنى ان يقول لي احد: من يتابعها وكيف ؟، على اساس ان اعضاء البرلمان ما عندهم شغل وعمل غير متابعة الاستخبارات والمخابرات، واذا تابعوها ماذا يحدث ؟، قبل ايام ظهر على شاشة قناة (الحرة) عضو في لجنة الامن والدفاع وقال: (ان ضابطا في الجيش اعطى رشوة كبيرة من اجل ان يكون قائدة فرقة عسكرية.. وكان)، اي شيء حدث ؟ كان الخبر عاديا وكأن الاخ لا علاقة له بالبرلمان، او ربما هو على يقين ان حدا لا يسمعه فلذلك صرح بالامر عبر الاعلام، وماذا حدث بعد ذلك ؟ لا شيء، لان ما قيل لا علاقة له بأحد!!!.
كما هناك توصية اكثر غرابة وهي (تفعيل قانون مكافحة الارهاب)!!!، هههههه، الجماعة صار ست سنوات وهذا القانون لم يفعّل، وكأنهم يقولون (ليش اكو ارهاب بالعراق.. حتى نفعّل قانونه)، اقول لهم: (يمعودين.. بعد وقت، ليش مستعجلين، والله خطية تفعلون القانون وتتعبون انفسكم)، كما جاء في التوصيات ايضا (تعزيز العمل التنسيقي المشترك واعادة تفعيل خلية الازمة مع اعادة انتشار القوات المسلحة واعادة النظر بنقاط التفتيش وتفعيل عملها ورفدها بالاحتياجات الازمة من افراد وتجهيزات وتكليف ضباط بالتناوب بادارة نقاط التفتيش)، انا مندهش من هذه التوصيات، هل من المعقول ان هذه الاجراءات غير موجودة على ارض الواقع، اريد ان اصرخ بأعلى صوتي واخلي كل الجيران ودول الجوار تسمع، هل يمكن لبلد فيه الارهاب يمشي (على حل شعره) ولا توجد فيه مثل هذه الفعاليات المهمة ؟ اعتقد ان السادة البرلمانيون يمزحون، اكيد.. يمزحون، او انهم ما كانوا على علم بما يحدث، يعني يتصورون انفسهم ما زالوا في البلدان التي اصطافوا فيها، والا اذا هذه الاشياء غير موجود.. فباللهجة العامية (خوش جيش، والنعم منه)!!.
اشعر بالتعب.. مما سمعت وقرأت، وهناك الكثير مما قيل يحتاج الى صراخ وانا ما عاد لي صوت، وعليّ ان اشعر بالحزن، واحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه، وانا لله وانا اليه راجعون.
التعليقات