بغداد: اعرب المخرج السينمائي الشاب هاشم العيفاري عن سعادته بالمشاركة في المهرجان السينمائي الذي اقيم في العاصمة الاردنية (عمان) تحت عنوان ( ايام السينما العراقية 2009) الذي نظمه كل من معهد غوتة الالماني والهيئة الملكية الاردنية للافلام ، وقال العيفاري الذي عاد الى بغداد بعد انتهاء فعاليات المهرجان: كانت المشاركة ناجحة جدا كونها هيأت الفرصة للمخرجين العراقيين لعرض افلامهم من منطلق اعادة الروح الى السينما العراقية والتعريف بها للجمهور العربي والمهتمين بالسينما بشكا عام، كما انها فرصة للقاء بالسينمائيين سواء من العراقيين او العرب او الاجانب من اجل الاستفادة من الافكار المطروحة، مؤكدا ان اللقاءات كانت غنية ومثمرة وزرعت الحماس في نفوسنا، كما ان سعادتي كانت كبيرة بلقاء الاساتذة الكبار من المخرجين العراقيين ومنهم قاسم حول.
واضاف العيفاري: تمت العروض في دولتين هما الاردن وسورية وعلى الترتيب الاتي : من 7 الى 10كانون الاول / ديسمبر في معهد غوتة ( دمشق ) ومن 13 الى 17 كانون الاول / ديسمبر في الهيئة الملكية الاردنية للافلام ( عمان )، وتمت دعوة مخرجين عراقيين للمشاركة في المناقشة الخاصة بعد العروض ومن ضمن الحاضرين كان المخرج المعروف قاسم حول عن فيلم (قصة الاهوار )، والمخرج عامر علوان عن فيلم ( زمان )، وفيلمي الذي يحمل عنوان ( الصحافة - press )، وكان هناك ترحيب وحفاوة خاصة للمخرجين العراقيين من قبل معهد غوتة والهيئة الملكية، كما كان هناك مناقشة وحوار بعد العروض مع المخرجين عن طبيعة انجاز الافلام والصعوبات التي واجهته، وايضا تكلمنا عن المشاريع المقبلة وصار لدينا حماس اكثر، حينما فوجئنا بالجموع الغفيرة من المهتمين بالسينما العراقية خاصة من الغرب، خاصة ان اكثر هذه الافلام حصدت جوائز في مهرجانات سابقة.
وتابع: اما في عمان ففي يوم 13-12 تم عرض فيلمين ابرزها فيلم (زمان رجل القصب) للمخرج عامر علوان، وهذا الفيلم تم انتاجة ما قبل 2003، وقال لي المخرج في حديث جانبي معه: كانت هناك صعوبات ومضايقات من قبل النظام السابق منها اخذ خمس ساعات من المادة الخام مما ادى الى تقليل وقت الفيلم، وايضا تم منعه من التصوير بكاميرا سينما والاستعانة بكاميرا الفيديو، وفي يوم 14-12 تم عرض اربعة افلام من ابرزها فليم ( قصة الاهوار ) للمخرج قاسم حول ، وفيلمه يروي تاريخ اهوار العراق من عهد العصور السومرية والى حد الان، وبين فيه الظروف التي مرت بها الاهوار وحياة اهلها، وكان من المشوق ايضا ان قاسم وضع لقطات من فيلم سينمائي قديم ايضا من اخراجه في السبعينات اسمة ( الاهوار ) وقال لي قاسم في حديث جابي ايضا: ان هذا الفيلم تم اتلافه من قبل نظام صدام ولم يحصل سوى على هذه اللقطات المثيرة للغاية وادخلها في فيلمة الجديد ( قصة الاهوار)، كما اخبرني قاسم عن اكمال تصوير فيلمه ( المغني ) الذي صوره في محافظة البصرة، وقال الفيلم الان في مراحله الاخيرة، وابدى امتنانه من الجهات التي قدمت له المساعدة في انجاز فيلمه وحدد الجهات الامنية في مدينة البصرة والحكومة المحلية في البصرة، اما في يوم 15-12 فتم عرض ثمانية افلام قصيرة من ضمنها فيلمي ( الصحافة - press ) وكان هناك تصفيق وحفاوة من قبل الحاضرين في الصالة ومن ضمنهم ( قسم الاعلام في السفارة الالمانية في عمان )، وفيلم الصحافة يظهر المعاناة والمخاطر التي يواجهها الصحفي والاعلامي في العراق اثناء مزاولة عمله، وتحدثت بعد عرض الفيلم عن شجاعة الاعلامي والصحفي العراقي واصراره على نقل الحقيقة على الرغم من الظروف الصعبة للوضع الراهن في العراق، وكان الفيلم قد شارك بمهرجان الخليج السينمائي 2009 وايضا في مهرجان السينما العراقية وحصل على الجائزة الاولى، وفي يوم 16-12 تم عرض ثلاثة افلام من ابرزها فيلم ( جبر ألوان) للمخرج قيس الزبيدي والفيلم يروي قصة الرسام العراق جبر علوان الذي كان حاضر ايام المهرجان، وقد حدثني جبر علوان عن علاقتة باللون والذاكرة والغربة في روما منذ اكثر من 22 سنة، حيث يبين الفيلم مراحل انجاز اللوحة والشخصية التي يجسدها جبر علوان في لوحتة، كما سألت جبر علوان: لماذا يجسد شخصية المراة في اكثر لوحاتك وما هي الذاكرة العراقية الموجودة في ذهن جبر علوان؟ فقال: انا اهتم بالمراة اهتماما شديدا حيث اني اراها في لوحتي قبل ان ارسمها، يعني دائما تكون لدي لوحة كاملة في ذهني قبل ان ارسمها خاصة عندما اسمع للموسيقى الكلاسيكية اثناء الرسم، ومايخص ذاكرتي بالعراق فهي سوى الوان ، نعم اللون هو ذاكرتي.
وأوضح العيفاري: خلال هذه الايام الخمسة كانت هناك مناقشات وحوارات بين المخرجين العراقيين وتبادل الخبرات والتحدث عن مشاريع مستقبلية ،وكان للمخرج قاسم حول الدور الاكبر حيث حدثنا عن تاريخ السينما العراقية وخاصة عن ظروف افلام السبعينيات، اما انا فكانت لي حوارات كثيرة مع المخرج العراقي ( عامر علوان ) المقيم في باريس، اطلعت بها عن مراحل انتاج الافلام في فرنسا و سوف تكون لي معه مشاركة في فيلمه التسجيلي الجديد ( وداعا بابل ) وهو الان في مراحله الاخيرة.