د. خالد السلطاني: ماذا سيكون جواب سؤال بسيط واضح ومنطقي: ماذا يحصل الآن في المشهد المعماري؟ ازعم ان الجواب سيكون معقدا وغامضا وملتبساً؛ ومثل هذا الزعم ليس بباعث عدم الدراية او التعالي المعرفي، لكنه فعلا، يعكس خصوصية quot;اللحظةquot; الانية التى تمّر بها الممارسة المعمارية المعاصرة. وهي تمر بحالة سماها quot;جارلس جينكزquot; حالة quot; موت واحياء سريع للاساليب quot;. والسرعة، هي السمة المميزة للحالة الراهنة اياها. ذلك لان quot;موت وإحياء الاساليبquot; كانت دوماً ظاهرة مألوفة ومعاشة في المشهد المعماري، حاله حال بقية الاجناس الابداعية الآخرى المشكلة لمنجز المتن الثقافي. لكن الفترات الفاصلة بين الموت والاحياء، كانت في السابق طويلة وممتدة زمنياً، تقلص آمدها بالفترات المتأخرة، لتصل، الآن، الى سرعتها الخاطفة. وبالاضافة الى سمة السرعة التى تسم الخطاب، فهناك ايضا، التعددية، التى تعكس بشكل وبآخر تعددية الاحداث الجارية، التى بدورها تقود الى التنوع والاختلاف؛ وينجم عن هذا كله التغيير، الذي يتطلب ايجاد مصطلح لكل نشاط من انشطة تجلياته؛ ما يؤدي بالنتيجة الى quot;وفرةquot; المصطلحات التى يصعب ادراكها، او تعقب مزاياها. بيد ان التساؤل عن اسباب سرعة التغيير يظل تساؤلا مشروعا، وهو يحظى باهتمام عميق من لدن المعماريين والنقاد، واحد هؤلاء هو quot; جارلس جينكزquot; (1939) الذي ذكرناه توا. يعزو quot;جينكزquot;، وهو كما معروف، منّظر وناقد معماري مرموق ومشهور، وهو ايضا مصمم، ظاهرة quot;ظهور واختفاءquot; الحركات المعمارية السريعة، الى سبب طريف، لكنه مثير للاهتمام، ويرجعه الى quot;الاصول البرجوازيةquot;. ويذهب الى القول بان الحداثيين يأتون عادة من رحم الطبقة الوسطى- البرجوازية، الطبقة التى يعد ممثلوها الاكثر خلقاً وتهديماً في التاريخquot;.
واياً يكن الامر، فنحن ازاء ظاهرة تعدد الطروحات المعمارية واختلافها، وquot;ازدحامهاquot; في المشهد وفي الخطاب، ما جعل كثر من المهتميين لان يلهثوا راكضين وراء معرفة ما يحصل؛ واحياناً، تبرز لدى بعضهم احباطات تقود الى عدم جدوى ادراك كل ما ينشر او يعلن او يصمم، مكتفين باجترار معارف سابقة. اما المتلقي العادي المتذوق للعمارة المعاصرة، فانه في ورطة حقيقة جراء ما يتلبسه من حيرة امام سرعة التغيير وتعددية الطروحات وكثرتها. لكن هذه الحيرة التى تكلمنا عنها الان، يراها احد المهتمين بانها quot;شرّquot; لا بد منه، لسبب بسيط، هو اننا ليس باستطاعتنا التعاطي مع ظواهر، لا اسماً لها، ولا تسمية. وهو يحّث الاخرين الى عدم الخوف من ابتكار مصطلحات جديدة، تكون مواكبة لحدث ظهور تطور معماري جديد. وينشد الكاتب والناقد المعماري الايطالي lt;لويجي برستينينزا بوجلسيgt;، في كتابه المنشور في طبعته الانكليزية quot;اتجاهات جديدة في العمارة المعاصرة- تطورات وثورات في التصميم البنائي منذ 1988quot; الى الاخذ في نصيحة زميله الناقد المعماري ذاك. ويطمح ان يتعقب ويعّرف الاتجاهات المعمارية التى ظهرت في العقدين الاخيرين.
يحرص الكتاب الصادر حديثا (2008)، الذي جاء بحدود 240 صفحة من القطع المتوسط،، مع صور ملونة عديدة وباخراج مميز، على ان تكون لغته المكتوبة واضحة وسهلة، وهيكليته مغطية فترة
واياً يكن الامر، فنحن ازاء ظاهرة تعدد الطروحات المعمارية واختلافها، وquot;ازدحامهاquot; في المشهد وفي الخطاب، ما جعل كثر من المهتميين لان يلهثوا راكضين وراء معرفة ما يحصل؛ واحياناً، تبرز لدى بعضهم احباطات تقود الى عدم جدوى ادراك كل ما ينشر او يعلن او يصمم، مكتفين باجترار معارف سابقة. اما المتلقي العادي المتذوق للعمارة المعاصرة، فانه في ورطة حقيقة جراء ما يتلبسه من حيرة امام سرعة التغيير وتعددية الطروحات وكثرتها. لكن هذه الحيرة التى تكلمنا عنها الان، يراها احد المهتمين بانها quot;شرّquot; لا بد منه، لسبب بسيط، هو اننا ليس باستطاعتنا التعاطي مع ظواهر، لا اسماً لها، ولا تسمية. وهو يحّث الاخرين الى عدم الخوف من ابتكار مصطلحات جديدة، تكون مواكبة لحدث ظهور تطور معماري جديد. وينشد الكاتب والناقد المعماري الايطالي lt;لويجي برستينينزا بوجلسيgt;، في كتابه المنشور في طبعته الانكليزية quot;اتجاهات جديدة في العمارة المعاصرة- تطورات وثورات في التصميم البنائي منذ 1988quot; الى الاخذ في نصيحة زميله الناقد المعماري ذاك. ويطمح ان يتعقب ويعّرف الاتجاهات المعمارية التى ظهرت في العقدين الاخيرين.
يحرص الكتاب الصادر حديثا (2008)، الذي جاء بحدود 240 صفحة من القطع المتوسط،، مع صور ملونة عديدة وباخراج مميز، على ان تكون لغته المكتوبة واضحة وسهلة، وهيكليته مغطية فترة
التعليقات