عبد الجبار العتابي من بغداد: اعلنت عائلة الفنان العراقي الكبير ابراهيم الهنداوي عن وفاته يوم الاثنين الثامن من كانون الاول الحالي عن عمر يناهز الثالثة والثمانين اثر ازمة قلبية تعرض لها، ويعد الهنداوي من الفنانين العراقيين الرواد حيث اعطى للفن الكثير منذ شبابه الى عام 1990 حين توقفت مسيرته الفنية بسبب تعرضه الى ذبحة صدرية ابعدته عن الفن وان ظل في تواصل معه من خلال المسلسلات الاذاعية، قبل ان يتخلى تماما عن الظهور طوال اكثر من خمسة عشر عاما، والهنداوي يمتلك سيرة فنية طويلة، واشتهر من خلال الاعمال المميزة التي كتبها وقدمها ومنها برنامجه الناجح وذائع الصيت (من حياتي) الذي قدم منه (397) حلقة طوال تسع سنوات، والذي كان يتناول مشاكل الناس الحياتية على شكل مشاهد تمثيلية، ومنه اخذ الكاتب صباح عطوان فكرة برنامجه (حذار من اليأس) وكذلك الفنان بدري حسون فريد لبرنامجه (من الحياة)، والهنداوي كتب اول تمثيلية تلفزيونية له في عهد (البنكلة) هي (ايريد يعيش) اخراج كاميران حسني، وشارك خلال سنوات حياته الفنية في العديد من الاعمال منها : تحت موسى الحلاق وابو البلاوي وبغداديات وحبابة الى اخر اعماله (مدينة القواعد) اواسط الثمانيات، وكان رحمه الله يعتز كثيرا بالمسلسل الاذاعي (عمر بن عبد العزيز) الذي حاز على الجائزة الاولى في مسابقة اذاعية.

ومن اجل معرفة المزيد عن الفنان الراحل ابراهيم الهنداوي سألنا الفنان عز الدين طابو عنه فقال: انه فنان كبير حقا رحمه الله، وقد احزنني خبر رحيله، فهو من رجالات الحركة الفنية الاولى، من الاوائل الذين وضعوا اللبنة الاولى لواقع الحركة المسرحية العراقية من خلال المسرحيات التي ألفها عبر انتمائه لقسم النشاط المدرسي في وزارة التربية، حيث كان معلم نشاط مدرسي، وقدم العديد من المسلسلات والتمثيليات والسهرات التلفزيونية والاذاعية، بالاضافة الى كونه ممثلا شعبيا مرموقا، وقد مثل شخصية رئيسية في مسلسل (كهوة عزاوي) الذي كتبه الراحل خليل الرفاعي في السبهينيات وشارك فيه الفنانون محمود القطان وجميل الخاصكي، ومن اشهر الاعمال التي سجلت (طابو) له البرنامج الشهير اليومي (من حياتي) حيث كانت الناس تكتب قصصها له وهو يعمل عليها، ومن الاعمال التلفزيونية التي يتذكرها له جمهور الوسط الفني برنامجه (شاهد عيان) الذي تواصل معه منذ السبعينيات الى منتصف الثمانيات كما اعتقد. واضاف طابو: ابراهيم الهنداوي لم يكن طموحه ان يكون ممثلا مؤلفا مؤثرا، واستطيع ان اقول عنه انه مزاجي، فهو متى يرغب ان يمثل.. يمثل، ومتى رغب ان يكتب فهو يكتب، لكنه ان كتب اظهر وان مثل اجاد، ومما يذكر للرجل انه كان مرحا الى حد انه (يضحك الهواء)، وانا جلست معه في المقهى الذي يعشقه في الصالحية التي لايفارقها لان فيها احب لعبة لديه وهي (الدومينو)، واذكر انه شكل فريقا من لاعبيها على رأسهم المرحوم فاضل رشيد، مطرب المنولوجست المعروف، والكاتب عبد الباري العبودي والراحل معاذ يوسف والمخرج الكبير عمانوئيل رسام والكبير الاستاذ خزعل مهدي والاستاذ الفاضل ثامر مهدي، وكان دائما ينتصر عليهم، وكان رحمه الله يحب الالمرحوم عبد علي اللامي وحافظ عارف جبا كبيرا ويعتبرهما تلاميذه في لعبة الدومينو. طابو اختتم حديثه عن الهنداوي بقوله : انه فنان شعبي مميز احبه الناس كثيرا لاجادته هذه الادوار، وترك بصمة فيها، رحمه الله واسكنه فسيح جناته وعزاؤنا لعائلته الكريمة.