اتحاد الادباء في العراق يحتج على قرار المكتب الدائم في دمشق الرافض لأنضمام العراق الى الاتحاد

تلقينا بمزيد من الاسى والاسف الموقف الجديد للمكتب الدائم للاتحاد العام للادبادء والكتاب العرب الذي عقد في مطلع شهر نوفمبر (تشرين الثاني/2008) والذي اعلنه السيد محمد سلماوي الامين العام للاتحاد والقاضي برفض انضام العراق الى الاتحاد بحجة ان اتحاد الادباء في العراق قد رفض شرطي العضوية في الاتحاد وهما ادانة الاحتلال واجراء انتخابات حرة وديمقراطية لاختيار الاعضاء وهذا الموقف وللاسف الشديد هو استمرار للنهج المسيس السابق منذ مؤتمر الجزائر عام 2003 وحتى اليوم والذي حرم فيه الادباء العراقيون من حقهم الشرعي في استعادة عضويتهم لاسباب وحسابات واجندات سياسية بعيدة عن المعايير الثقافية والمهنية والنقابية.
ويعرف جميع الادباء والكتاب العرب الاسباب الحقيقية لتعليق عضوية اتحاد الادباء في العراق حيث لم يسمح لهذا الاتحاد بالدفاع عن نفسه او اعتماد الوثائق التي يقدمها بينما كان يجرى الاعتماد على مرويات مزورة وملفقة يقوم بها بعض المتعصبين ضد الثقافة العراقية كان المكتب الدائم يعتمدها بوصفها معلومات موثقة ودقيقة ومنها الزعم القائل بان اتحاد الادباء في العراق يؤيد الاحتلال وان رئيسه سبق له وان صرح بان السفير بريمر حاكم العراق السابق هو محرر العراق وهي اكذوبة مضحكة وملفقة ولا اساس لها من الصحة فالاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق كان وما يزال معاديا بشكل صريح وواضح لوجود الاحتلال الامريكي وللحرب التي ادت الى احتلال العراق لكنه رفض ان يكون في خنادق الارهابيين وقوى العنف والتطرف الطائفي وآثر ان يخوض نضالا سياسيا وثقافيا من اجل استكمال شروط السيادة الوطنية وانهاء كل مظهر من مظاهر الاحتلال.والادباء العراقيون يرفضون اية مزايدة على وطنيتهم ومواقفهم القومية والانسانية المعروفة من قبل بعض الاطراف التي تعودت ان تمجد الأنظمة الأستبدادية وتضع الخطاب الثقافي والادبي العربي في خدمة هذه الأنظمة.
أما الزعم الثاني الذي يتمسك به المكتب الدائم فهو المطالبة بأجراء انتخابات ديمقراطية للهيئة العامة لاتحاد الادباء في العراق وهو مطلب يتناسى عن قصد حقيقة ان الادباء العراقيين كانوا قد عقدوا مؤتمرا ديمقراطيا وشرعيا في 25/7/2004 تحت اشراف قاض منتدب من وزارة العدل وبنصاب كامل على وفق الاليات المعتمدة من قبل نظامه الداخلي المرقم 70 والصادر عام 1980 وبحضور الزميل الدكتور عبد المطلب محمود سكرتير اتحاد الادباء في العهد السابق والذي تفضل مشكورا بالاشراف على الانتخابات نظرا لعدم ارسال المكتب الدائم مندوب عنه على الرغم من ابلاغه بذلك وقدم الزميل المذكور تقريرا رسميا الى المكتب الدائم مصحوبا بتفاصيل ووقائع ومجريات العملية الانتخابية لكن المكتب الدائم الذي كان يشغله انذاك الدكتور علي عقلة عرسان قد تكتم على تلك التقارير ولم يقدمها الى المؤتمرات الرسمية للاتحاد مكتفيا بتلفيق مزاعم وافترءات بعيدة عن الواقع وعن الامانة العلمية والموضوعية. ومن حقنا اليوم ان نطالب بالكشف عن تلك الوثائق وتقديمها الى اجتماعات المكتب الدائم ومؤتمرات الاتحاد لفضح النية المبيتة والمتآمرة ضد اتحاد الادباء في العراق.
وفي ضوءما تقدم فنحن نعتقد بان الشرطين السابقين الذين اعلنهما المكتب الدائم متوافران فعلا في الجانب العراقي منذ زمن بعيد لكن المواقف المسيسة التي تقف خلفها بعض الانظمة الاستبدداية والشمولية هي المسؤولة عن مثل هذه المواقف المعادية للعراق وثقافته.
ولكي يؤكد المكتب الدائم مسلكه التآمري ضد اتحاد الادباء في العراق نراه يصدر بيانا مؤسفا موقعا من قبل السيد محمد سلماوي امينه العام بالترحيب بانبثاق تجمع معارض لاتحاد الادباء يحمل اسم تجمع الادباء والكتاب العراقيين المناهضين للاحتلال يرأسه السيد فاضل الربيعي ولا يكتفي المكتب الدائم بذلك بل يصدر قرارا يقضي بتكثيف العلاقات معه ودعوته الى كل النشاطات الثقافية التي تصاحب اجتماعات المكتب الدائم. ونحن نعتقد ان موافقة المكتب الدائم على تكثيف العلاقات مع مثل هذا التجمع الذي تشكل خارج العراق ودعوته للمشاركة في النشاطات الثقافية التي تصاحب اجتماعات المكتب الدائم هو خرق للنظام الداخلي للاتحادالعام وتجاوز على كل الاعراف المعمول بها في الامانة العامة والتي لا تشجع اقامة علاقات مع تجمعات او اتحادات غير رسمية خاصة وان بيان السيد محمد سلماوي نفسه والصادر في 6/11/2008 قد نص صراحة على ان مقعد العراق سيظل شاغرا حتى يوفي الاتحاد الحالي الشرطين اللذين اقرا باجتماع العريش في 2-5 حزيران/يونيو/2007 ومعنى هذا ان العلاقات بين الاتحادين هي معلقة وغير مقطوعة وقابلة للاعادة في حالة افتراض الاستجابة للشرطين المذكوريين سابقا.
ولذا فان الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق يحتج اشد الاحتجاج على هذه الممارسة المنافية للتقاليد والاعراف الثقافية التي يعتمدها الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب ويدعو جميع المبدعين من الكتاب والادباء العرب الى ادانة هذا الموقف المريب والذي يرتبط بمحاولات عديدة، معروفة لدينا وقد نضطر الى فضحها عند الضرورة لتشجيع عدد من الادباء العراقيين المقيمين خارج العراق لتشكيل اتحاد جديد معارض لاتحاد الادباء في العراق والتي باءت بالفشل وهي محاولات كان يدعمها بعض اعضاء المكتب الدائم المعروفين لدينا. وكان حري بالمكتب الدائم ان يسمح كحد ادنى لممثلين عن الاتحاد الشرعي بالمشاركة في الفعاليات الثقافية غير الرسمية التي ينضمها المكتب الدائم قبل ان يتعجل بتوثيق العلاقات مع تجمع جديد تأسس خارج العراق وليس داخله ولا يعرف احد اسماء مؤسسيه وممثليه والموقع الذي يحتلونه في الثقافة العراقية داخل العراق او خارجه غير اللافتة البراقة والخادعة والمتمثلة في عبارة المناهضين للاحتلال والتي كانت طيلة ما يقرب من ست سنوات لافتة تضم كل جزاري وقتلة تنظيم القاعدة وعصابات الجريمة المنظمة وشبكات مخابرات الاخوة الاعداء الذين استباحوا دماء ابناء الشعب العراقي دونما تمييز معتبرين هذا الشعب عميلا للاحتلال.لكن شمس الحقيقة سوف تنكشف اجلا أم عاجلا وسوف نطالب عند ذاك باعتذارجميع الذين تورطوا بالتحريض ضد الشعب العراقي ومؤسساته الديمقراطية أو المخدوعين بفتاوى القاعدة والمنظمات الارهابية القائلة بان كل ما هو قائم تحت الاحتلال لا يمتلك شرعية وينبغي اغراقه بالدم وكأن شعوب الارض لم تسطر اروع ملاحم نضالها وهي تناضل تحت سلطات الاحتلال. وشعبنا الفلسطيني المناضل ومؤسساته واتحاداته الثقافية والأدبيةالوطنية تمتلك الشرعية الكاملة مع انها تعيش تحت ظروف الاحتلال الغاشم منذ اكثر من ستة عقود.
ونحن على ثقة بان الرأي العام الثقافي والادبي سينتصر في النهاية على غلاة المتطرفين من أعداء العراق وثقافته وسيعود الادباء والكتاب العراقيون الى موقهم الطبيعي مرفوعي الرؤوس الى عضوية الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب.


رئيس الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق