مثلما يُيَمم باسقُ النخل
للشّط سعفه
إنّك تُولّي للخليج ظهرك
أيّها الشاعر
شَبَهٌ بينك وبين النخل اِنتصابا
عندما البصرة أغمضت
جريدها
هوى في العين عرجون
وفي الأزرق
غرق سرب السّمك
هل ثقبا في الجذوع نرى
أم في صدرك الرّصاص مضى
كالنشيج
من شناشيل
اِبنة الجلبي
أم في صدرك الرّصاص مضى
كالنشيج
من شناشيل
اِبنة الجلبي
ألا أيّها الواقف
اُخرج من التمثال
واِخلع عنك لباس الحديد
لتجلس قارئا على الزوّار
كتابك الذي في الجيب
وإذا أوراق تطايرت
بأيّ ذنب
تلك المدرسة
هُدّمت؟!
اُخرج من التمثال
واِخلع عنك لباس الحديد
لتجلس قارئا على الزوّار
كتابك الذي في الجيب
وإذا أوراق تطايرت
بأيّ ذنب
تلك المدرسة
هُدّمت؟!
يا ترى في المحفظة
قطعة حلوى ومقلمة
أم في المحفظة شظيّة
من قنبلة؟!
قطعة حلوى ومقلمة
أم في المحفظة شظيّة
من قنبلة؟!
وقوفا
واجمين نظلّ
كاِنحباس الكلمة
الكلمة شفة
شفاهنا هواء في خواء
وشفتك حديد!
واجمين نظلّ
كاِنحباس الكلمة
الكلمة شفة
شفاهنا هواء في خواء
وشفتك حديد!
ألا أيّها الواقف
بين الموج والجريد
يُبرقشك الرّمل والملح
وينوشك الصّديد
لا تغمس ريشتك
في خليج المحبرة إنّما
موجه جثث
وتحت الزّوارق
دم!
بين الموج والجريد
يُبرقشك الرّمل والملح
وينوشك الصّديد
لا تغمس ريشتك
في خليج المحبرة إنّما
موجه جثث
وتحت الزّوارق
دم!
واقف
يداه برغم الصّديد يدان
تجنيان بلحا
يداه في الحديد يدان
تُسابحان طيرا
وتقولان:
سلاما
سلاما
فمتى تعود للشّرق
شمسه
الآفلة!
يداه برغم الصّديد يدان
تجنيان بلحا
يداه في الحديد يدان
تُسابحان طيرا
وتقولان:
سلاما
سلاما
فمتى تعود للشّرق
شمسه
الآفلة!
...............
*هو تمثال بدر شاكر السيّاب في البصرة
التعليقات