د. عبد النبي ذاكر: بدعوة من فرع أكَادير لاتحاد كتاب المغرب، وبتنسيق مع نادي المبدعين الشباب، عرضت فرقة الكوميديا السوداء مسرحية quot;سند وبادquot; بفضاء المركب الثقافي جمال الدرة. وحري بالذكر أن هذه المسرحية حصلت في الدورة الأخيرة للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي، الذي تنظمه سنويا كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة ابن زهر، على جوائز تقديرية هامة: كجائزة أحسن ممثل ذكور، وجائزة أحسن نص، وتنويه اللجنة. وقد أدّاها الممثلان المقتدران عادل حمدي وإسماعيل الوعرابي، اللذان أثارا إعجاب جمهور مدينة أكَادير من طلبة وأساتذة ومبدعين وفنانين مرموقين ومختصين في مجال المسرح، وعلى رأسهم المندوب الجهوي لوزارة الثقافة الناقد والمخرج المسرحي الدكتور عز الدين بونيت. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المسرحية التي كتبها الأستاذ عبد الحفيظ المديوني، هي من إخراج الأستاذ محمد جلال أعراب، المعروف بنهجه الكوميدي، وبإسهامه الفعال في أهم المهرجانات الوطنية والعربية.
بالإضافة إلى النص القوي للمسرحية، جاءت سيميائية الديكور واللباس والإنارة، لتخدم البعد الإسطتيقي والدلالي للعرض ذي الطبيعة الفكاهية الساخرة. وفي مشاهد مثيرة للضحك، توالت صور التبكيت على الذات عن طريق التنكيت على تهافتها على الصراع والتخريب واللاتفاهم، فخرجت الضحكة غصة في الحلق، لأن اشتغال اللغة والحوار والجسد يُلْجم الضحكة البليدة، ويعوضها بتأمل في واقع الحال، حيث تتكالب قوى اللاتسامح، والتهافت على المصالح والمكتسبات الذاتية، لفائدة القوة العظمى الواحدة والوحيدة المزوِّدة بأسلحة الدمار. فتبقى البلاد يبابا، والحلم في العيش والتعايش أضيق من عين الإبرة، وأشد وخزا من ضمير يقظ.