سلوى اللوباني من القاهرة: عندما قرأت عنوان الكتاب الجديد للكاتب الصحفي سامي كمال الدين quot;الذين اضحكوا طوب الأرضquot; صدر عن دار الكتاب العربي ابتسمت معتقدة بأنني سأقرأ ما يسرني ويضحكني..الا ان محتوى الكتاب جاء عكس ذلك تماما. فهو يحمل القارئ عذابات وهموم الكتاب الساخرين وكيف انتهت حياتهم كما حمل الكاتب نفسه. يقول الكاتب: quot;هذا كتاب عن الساخرين.. كان حلما لي منذ بداياتي مع عالم الكتابة وكثيرا ما تخيلت هذا الحلم على مقاهي سوهاج ونحن ندرس في الجامعة وحكيت عنه لصديقي quot;خالد رشديquot; الذي كتبت له الإهداء، لانه شهد على الحلم منذ ولادته وحتى الان.. ولعل هذا الكتاب احب كتبي الي لانني ظللت في عناق وفراق مع اوراقه 7 سنوات. ولم احاول ان اكتبه كاملا الا بعد السبع سنوات هذه...ويضيف أشكر كل الساخرين الذي كتبت عنهم وقد حملوني عذاباتهم وحزنهم اكثر من ضحكاتهمquot;.
كلية لتعليم الضحك
قام الكاتب بجهد رائع من خلال المعلومات التي اوردها بكتابه كما ان فكرة الكتاب مميزة من حيث تتبع حياة الكتاب الساخرين واهمية الضحك في حياتنا، وطرح بعض الابحاث والدراسات الاجنبية حول موضوع الضحك، اضافة الى انه بدأ كتابه بآيات من القران الكريم تتكلم عن الضحك وبعض الاحاديث النبوية الشريفة ومقولات لبعض الكتاب. يقول الكاتب quot;حقيقة ان الضحك يطيل العمر ليس بعدد السنوات طبعا ويجعل الانسان اكثر راحة في عالم يسوده القلق والحروب والاستعمار الشرق اوسطي الجديد..وقد اهتم العالم بالضحكquot;، فافتتحت اليابان كلية لتعليم الضحك حتى يستطيع المواطن الياباني ان يكون (بانيا في ملكه) وان يؤدي عمله بجدية وفي بهجة وسعادة، وقد اشرف على هذه الكلية فرق السيرك. وايضا في مونتريال بكندا عقد مهرجان للنكتة اجتمع فيه 100 شخصية من صناع النكتة الفرنسيين والانجليز. اما الخبيرة الالمانية quot;موساني لاينجرquot; فقد اكدت في بحث اعدته عن الضحك واكدت ان الفائدة التي تعود على جسم الانسان من الضحك تتساوى 45 دقيقة من الاسترخاء التام. وقالت ان الضحك يقوي جهاز المناعة ويعطي شعورا بالمتعة ويخفض افراز الهرمونات المصاحبة للتوتر. كما انه يؤدي الى توسيع الرئتين وينظم الدورة الدموية ويسارع في عملية نقل الاوكسجين، وان هناك مائة عضلة تتحرك في الجسم عند الضحك منها 15 في الوجه فقط، اما الدكتور الامريكي روبنشتاين فقد ذكر ان كل دقيقة ضحك تساوي ساعة استرخاء وراحة. ولعل الضحكة هي الشئ الوحيد في العالم كله التي تتشابه فيها الشعوب كما قال الكاتب ولكن جميع هذه الابحاث اجريت او طبقت في بلاد أجنبية وكنت اتمنى لو قدم لنا الكاتب بعض النماذج من الكتاب الساخرين الاجانب لنعلم ماذا كانت نتيجة او نهاية حياتهم بعد كتاباتهم الساخرة... هل كانت تتشابه بنهاية الكتاب الساخرين العرب؟ لان اغلب الكتاب الساخرين العرب ماتوا من الالم والعذاب والاكتئاب ولم يموتوا من الضحك كما ورد في الكتاب!! والسؤال الذي تبادر الى ذهني وانا أقرأ هذه المعلومات وبالاخص عن تأسيس كلية لتعليم الضحك في اليابان..تخيلت لو قام احد ما في العالم العربي بتأسيس مثل هذه الكلية..ما هي المواد الدراسية؟ ومن هم القائمون على تدريسها؟ وهل سيقبل رجال الدين وجود مثل هذه الكلية؟ اعتقد بانهم سيطالبون بهدر دم المؤسس وتكفيره لانها لهو ما بعده لهو بنظرهم!!
قام الكاتب بجهد رائع من خلال المعلومات التي اوردها بكتابه كما ان فكرة الكتاب مميزة من حيث تتبع حياة الكتاب الساخرين واهمية الضحك في حياتنا، وطرح بعض الابحاث والدراسات الاجنبية حول موضوع الضحك، اضافة الى انه بدأ كتابه بآيات من القران الكريم تتكلم عن الضحك وبعض الاحاديث النبوية الشريفة ومقولات لبعض الكتاب. يقول الكاتب quot;حقيقة ان الضحك يطيل العمر ليس بعدد السنوات طبعا ويجعل الانسان اكثر راحة في عالم يسوده القلق والحروب والاستعمار الشرق اوسطي الجديد..وقد اهتم العالم بالضحكquot;، فافتتحت اليابان كلية لتعليم الضحك حتى يستطيع المواطن الياباني ان يكون (بانيا في ملكه) وان يؤدي عمله بجدية وفي بهجة وسعادة، وقد اشرف على هذه الكلية فرق السيرك. وايضا في مونتريال بكندا عقد مهرجان للنكتة اجتمع فيه 100 شخصية من صناع النكتة الفرنسيين والانجليز. اما الخبيرة الالمانية quot;موساني لاينجرquot; فقد اكدت في بحث اعدته عن الضحك واكدت ان الفائدة التي تعود على جسم الانسان من الضحك تتساوى 45 دقيقة من الاسترخاء التام. وقالت ان الضحك يقوي جهاز المناعة ويعطي شعورا بالمتعة ويخفض افراز الهرمونات المصاحبة للتوتر. كما انه يؤدي الى توسيع الرئتين وينظم الدورة الدموية ويسارع في عملية نقل الاوكسجين، وان هناك مائة عضلة تتحرك في الجسم عند الضحك منها 15 في الوجه فقط، اما الدكتور الامريكي روبنشتاين فقد ذكر ان كل دقيقة ضحك تساوي ساعة استرخاء وراحة. ولعل الضحكة هي الشئ الوحيد في العالم كله التي تتشابه فيها الشعوب كما قال الكاتب ولكن جميع هذه الابحاث اجريت او طبقت في بلاد أجنبية وكنت اتمنى لو قدم لنا الكاتب بعض النماذج من الكتاب الساخرين الاجانب لنعلم ماذا كانت نتيجة او نهاية حياتهم بعد كتاباتهم الساخرة... هل كانت تتشابه بنهاية الكتاب الساخرين العرب؟ لان اغلب الكتاب الساخرين العرب ماتوا من الالم والعذاب والاكتئاب ولم يموتوا من الضحك كما ورد في الكتاب!! والسؤال الذي تبادر الى ذهني وانا أقرأ هذه المعلومات وبالاخص عن تأسيس كلية لتعليم الضحك في اليابان..تخيلت لو قام احد ما في العالم العربي بتأسيس مثل هذه الكلية..ما هي المواد الدراسية؟ ومن هم القائمون على تدريسها؟ وهل سيقبل رجال الدين وجود مثل هذه الكلية؟ اعتقد بانهم سيطالبون بهدر دم المؤسس وتكفيره لانها لهو ما بعده لهو بنظرهم!!
ضحكة ساخرة من بوتقة الالم
هذا الكتاب يكشف عالما آخر عن هؤلاء الكتاب الساخرين ويقدم قصصا جديدة وحكايات لم تنشر من قبل، وذلك من خلال اقتراب الكاتب من الساخرين الذين ما زالوا على قيد الحياة ومن اسرار الذين رحلوا ستكشف في هذا الكتاب كيف تخرج متعة الكتابة الساخرة من بوتقة الالم. فعلى سبيل المثال quot;محمود السعدنيquot; راح يقضي في بيته شيخوخة نبيلة وفي صمت، صمت لسانه وهو اعظم المتكلمين ودخل دوامة اكتئاب عنيفة لم يستطع السيطرة عليها فسيطرت عليه بعد ان انفض من حوله الاصدقاء ورأى العراق وقد تحول الى قبائل متناحرة وهو الذي رسم في شارع ابي النواس والرشيد اروع ضحكاته ومآسيه. وquot;محمد عفيفيquot; ظل السرطان ينهش جسده سنوات خمس ولم تهزم (ترانيم في ظل تارا) هذا السرطان. أما quot;صلاح جاهينquot; احس انه يغني على الناس ومات مكتئبا. ومات quot;عبد الحميد الديبquot; بمرض الجوع والجنون، بعد ان ادخلوه مستشفى المجانين ونجا بصعوبة من ادمان المخدرات التي غرق فيها فترة طويلة وراح ينشد quot;يا امة جهلتني وهي عالمةquot;.
كما عاد quot;عبد الرحمن الخميسيquot; ميت في نعش من موسكو. اما quot;عبد الله النديمquot; فقد هرب تسع سنوات في قرى ونجوع مصر ودفن في تركيا. وquot;كامل الشناويquot; مات في مستشفى القصر العيني كسير القلب. و انعزل على نفسه quot;احمد رجبquot; بعد رحيل زوجته اقرب انسانة الى قلبه. وكسر قلم quot;فكري اباظةquot; واجلسوه في البيت بعد ان كان رئيسا لمجلس ادارة وتحرير الهلال لانه هاجم ديكتاتورية عبد الناصر. اما quot;بلال فضلquot; يحاول ان يهجر الصحافة الى السينما ولا يستطيع وهو حائر حتى كتابة هذه السطور!! فهل ولى زمن الضحك؟
الحاكم يخشى الكاتب
يقول الكاتب أن اكثر كاتب قد يخشاه الحاكم هو الكاتب الساخر.. ذلك لانه لا ينتقده فقط ولكنه يضحك الناس عليه بنقده، ومن ثم فان هذه الاقوال والمقالات تعلق في ذهن الناس لذا هو يحاول ان يقربه منه مثلما صادق السادات محمود السعدني فترة طويلة قبل ان ينقلب عليه. والكاتب الساخر يقع في مأزق بين كتابته وحريته وهو حال أي كاتب. واستشهد بقول للراحل محمد الماغوط quot;الان اذا كتبت اموت من الخوف، واذا لم اكتب اموت من الجوعquot; في ظل ما وصل اليه حال العرب، سنقطع الجبال سيرا على اقدامنا لنصل الى قبر بلفور الشهير في بريطانيا وهناك ونحن نتحلق حوله ساضع قدمي على قبره واقول له بصوت تخنقه الدموع نحن ضحايا المحرقة العربية نريد وطنا قوميا جديدا ولو على مزبلة!!
ويضيف: من انتم؟
نحن العرب
ماذا تشتغلون؟
نحن لا نشغل شيئا، فالعالم يشتغل بنا!!
هذا الكتاب يكشف عالما آخر عن هؤلاء الكتاب الساخرين ويقدم قصصا جديدة وحكايات لم تنشر من قبل، وذلك من خلال اقتراب الكاتب من الساخرين الذين ما زالوا على قيد الحياة ومن اسرار الذين رحلوا ستكشف في هذا الكتاب كيف تخرج متعة الكتابة الساخرة من بوتقة الالم. فعلى سبيل المثال quot;محمود السعدنيquot; راح يقضي في بيته شيخوخة نبيلة وفي صمت، صمت لسانه وهو اعظم المتكلمين ودخل دوامة اكتئاب عنيفة لم يستطع السيطرة عليها فسيطرت عليه بعد ان انفض من حوله الاصدقاء ورأى العراق وقد تحول الى قبائل متناحرة وهو الذي رسم في شارع ابي النواس والرشيد اروع ضحكاته ومآسيه. وquot;محمد عفيفيquot; ظل السرطان ينهش جسده سنوات خمس ولم تهزم (ترانيم في ظل تارا) هذا السرطان. أما quot;صلاح جاهينquot; احس انه يغني على الناس ومات مكتئبا. ومات quot;عبد الحميد الديبquot; بمرض الجوع والجنون، بعد ان ادخلوه مستشفى المجانين ونجا بصعوبة من ادمان المخدرات التي غرق فيها فترة طويلة وراح ينشد quot;يا امة جهلتني وهي عالمةquot;.
كما عاد quot;عبد الرحمن الخميسيquot; ميت في نعش من موسكو. اما quot;عبد الله النديمquot; فقد هرب تسع سنوات في قرى ونجوع مصر ودفن في تركيا. وquot;كامل الشناويquot; مات في مستشفى القصر العيني كسير القلب. و انعزل على نفسه quot;احمد رجبquot; بعد رحيل زوجته اقرب انسانة الى قلبه. وكسر قلم quot;فكري اباظةquot; واجلسوه في البيت بعد ان كان رئيسا لمجلس ادارة وتحرير الهلال لانه هاجم ديكتاتورية عبد الناصر. اما quot;بلال فضلquot; يحاول ان يهجر الصحافة الى السينما ولا يستطيع وهو حائر حتى كتابة هذه السطور!! فهل ولى زمن الضحك؟
الحاكم يخشى الكاتب
يقول الكاتب أن اكثر كاتب قد يخشاه الحاكم هو الكاتب الساخر.. ذلك لانه لا ينتقده فقط ولكنه يضحك الناس عليه بنقده، ومن ثم فان هذه الاقوال والمقالات تعلق في ذهن الناس لذا هو يحاول ان يقربه منه مثلما صادق السادات محمود السعدني فترة طويلة قبل ان ينقلب عليه. والكاتب الساخر يقع في مأزق بين كتابته وحريته وهو حال أي كاتب. واستشهد بقول للراحل محمد الماغوط quot;الان اذا كتبت اموت من الخوف، واذا لم اكتب اموت من الجوعquot; في ظل ما وصل اليه حال العرب، سنقطع الجبال سيرا على اقدامنا لنصل الى قبر بلفور الشهير في بريطانيا وهناك ونحن نتحلق حوله ساضع قدمي على قبره واقول له بصوت تخنقه الدموع نحن ضحايا المحرقة العربية نريد وطنا قوميا جديدا ولو على مزبلة!!
ويضيف: من انتم؟
نحن العرب
ماذا تشتغلون؟
نحن لا نشغل شيئا، فالعالم يشتغل بنا!!
التعليقات