إيلاف ndash; بيروت: صدر لدى laquo;دار الغاوونraquo; في بيروت ديوانان جديدان، ضمن سلسلتها الشعرية بنسختها الجديدة، لشاعرَين شابَّين: السعودي حسين آل دهيم والعراقية ورود الموسوي.
هلوسة تعتمل في فمي
ديوان حسين آل دهيم الذي يحمل عنوان laquo;هلوسة تعتمل في فميraquo; هو الأول للشاعر (مواليد مدينة صفوى شرقيّ المملكة العربية السعودية العام 1968). لا ارتطامات لغوية كبيرة في شعره، بل على العكس ثمة لغة تنساب هادئة بأناقة تنتقي صورها واستعاراتها بحسّ العارف: laquo;رأيتك وأنت تنثرين الطيور/ لرتق فتق في الأفقraquo;.
باكورة الشاعر التي ربّما تكون قد تأخّرت، نشراً، إلا أنها جاءت ناضجة ذكية، وربما مفعمة بالمرارة أكثر:
laquo;سأزرع نواياي لتتعثّر بها الصبايا
كان يوماً وكنّا نلحس ساعدك المبتلّ
بجذام الأزقّة، ونحابي لعاباً لأطفال
جُبِلوا على خلق العيد والمراراتraquo;.
من الديوان نقرأ هذه المقطّعات:
laquo;قيل بأنه لما تَبَقَّع بالأسرار وحيداً
ساحت من بين صدغَيه شراهة البحر الطريد
والتمعت في أوداجه وحشة المغفرةraquo;.
laquo;هل تذكرينني الآن وأنت في حضرة الضباب المبجّل؟
أم أنكِ تصرخين كبنت آوى في ليلة
دافئة؟
وعند ساعات الصباح الخانقة
تدلفين إليّ كظلّ
ساذجة ككأس ماء بارد
دُلقت على عجل،
وأنا أقف في موكب ثلجيّ
أتثاءب دخّاناً ورائحة قهوةraquo;.
هل أتى...!
ديوان ورود الموسوي الموسوم laquo;هل أتى...!raquo;، هو الثاني للشاعرة (مواليد بابل - العراق العام 1980) بعد laquo;وشم عقاربraquo; (الفارابي، 2007). يتمّيز هذا الديوان بتعدّد طبقاته التي ينهل بعضها من تراث تاريخي مثقل بالحروب والفجائع، بلغة غنيّة كثيرة الإحالات.
الشاعرة التي تحمل الماجستير في الأدب العربي من laquo;جامعة لندن للدراسات الشرقية والإفريقيةraquo; 2007، تسطِّر تجربتها بكثر من العمق الذي لا يحجب فتوّتها الشعرية وحقيقة أنها ما زالت في بدايات تجربتها الواعدة:
من الديوان نقرأ:
laquo;وبالصمتِ ذاته أحرقوا الكتاب وقالوا:
صحيفة ذاك المُعَيديِّ تكفي لتكون دليلَنا يوم القيامة
نسوا أنّ القيامة لا تغسلُ الماء
وأن المُعَيديَّ يَسمع جدالَهم
ماذا تريد؟
بعض مَـنٍّ وسلوى وقبرٍ دونَ عذاب
ضَحـكَ الخـليفةُ كالمهـرِّجِ
كم تُشبه أحلامُك ما في الصحائف
خُـذ ما قرأتَ واشعِـلْ فردوسَكَ اليباب
وخُذ ذاكرةَ الأمكنة
فالقيامةُ أجَّلتْ مزمارها
والقبورُ ما زالت تَعُبُّ المكانَ بالصمت
لم يعد كافياً أن تُطأطئ كالخوف
احجز مقعداً خلف هذي الرؤوس
وانتظرِ القيامةraquo;.
لزيارة موقع quot;الغاوونquot; على الشبكة
www.alghaoon.com
لمراسلة quot;دار الغاوونquot;
[email protected]
التعليقات