حوار مع المخرج السينمائي العراقي جمال أمين:
-المهرجانات السينمائية بكل انواعها هي حالة صحية وتحاول صد زحف الحركات السلفية في المجتمع العربي
-انتاج الافلام في العراق لازال لا يرتقي الى ان نقول السينما العراقية
-الصراعات بين اغلب السينمائيين العرب نظرا لمزاجيتنا الحادة والمتقلبة والرافضة للنقد
-المشكلة التي نواجهها في امتنا العربية والاسلامية هي عدم قبول الاخر والكل يعملون وكانهم وكلاء الله

حاوره حميد عقبي- باريس: خلال حضوري لمهرجان الحليج السينمائي الثالث بدبي تعرفت على الصديق والاخ جمال امين وكنا نناقش بعض المسائل الفنية والتي تتعلق بوضع السينما العربية بشكل عام والعراقية بشكل خاص والرجل لديه بعض الآراء بخصوص موضوع السينما العراقية ونظرة واقعية قد لا تعجب البعض كونه يرى ان الافلام العراقية لا ترتقي لمستوى القول بسينما عراقية رغم ان بعض الافلام تحصد جوائز من مهرجانات عربية ولعل الدليل ان العراق اخذ معظم الذهب والفضة خلال مهرجان الخليج السينمائي الثالث بدبي قي شهر ابريل الماضي... قضايا عديدة ومهمة نناقشها مع المخرج السينمائي جمال امين المقيم بلندن فاليكم الحوار.

* نبذة مختصرة من السيرة الذاتية واهم افلام التي انجزتموها؟
-البداية عام 76 بطولة فيلم بيوت في ذلك الزقاق اخراج قاسم حول وكنت في المرحلة الاولى لمعهد السينما وفي عام 77 ممثلا في فيلمي اللوحة والبندول اخراج كارلو هارتيون وعام 78 ممثلا في فيلم تحت سناء واحدة اخراج منذر جميل وهكذا توالت الاعمال ممثلا الى اخر الاعمال فيلم هاملت 3-3-58 مع المخرج محمد توفيق في الدنمارك عام 2009 وبالطبع لدي مسلسلات كثيرة اهمها مسلسل المسافر مع كاظم الساهر اما مخرجا فقد بدات في الكويت مع مؤسسة النورس للانتاج الفني وهناك قمت باخراج الكثير من الافلام الوثائقية وبعد ذلك العمل في تلفزيون بغداد وعدة مؤسسات عراقية اهمها بابل ولدي اكثر من 30 فيلم وثائقي في العراق فقط في بداية تسعينيات القرن الماضي ثم الهجرة الى الاردن والعمل مع عدة مؤسسات اردنية والكثير من الافلام الوثائقية واهم فيلم اخرجته كان شموع في عهد الحسين وهو عن الملك الراحل ملك الاردن وبعد ذلك الهجرة الى الدنمارك وقد عملت بها 7 افلام كمخرج وفلمين ممثلا واهم الافلام راكا وجبار وفايروس واللقالق وغيرها ها انا اليوم اعيش في لندن وهناك امكانية لعمل فيلم جديد قبل نهاية هذا العام

* خلال احدى امسيات مهرجان الخليج السينمائي الثالث بدبي انسحبتم اعتراضا على احدى التصنيفات للمخرجين بالعراق.. اشرح لنا الموقف واسباب هذا الانسحاب؟
-ان اهم النشاطات التي يقوم بها مهرجان الخليج السينمائي هي الندوات المرادفة للمهرجان وكانت في تلك الليلة امسية السينما العراقية وعنوانها واضح السينما العراقية وقد كان الحضور كبير جدا من قبل المخرجين العراقيين والنقاد والضيوف وهذا من حسن حظنا كسينمائيين عراقيين كي نطرح هموم السينما في العراق يعني ان الندوة كانت عامة تخص السينما في العراق في حين ان الاخ مدير الندوة قد استضاف اثنين من المخرجين الشباب احدهم لديه فيلم واحد والثاني لديه فيلمين وهم با لتاكيد مخرجين شباب وجيدين ورائعين ويجب دعمهم لكن ليس على حساب مجموعة كبيرة من المخرجين الذين كانوا متواجدين لذا قمت في حينها معترضا ان تحصر تجربة السينما في العراق بشابين اثنين.

* حصد العراق في مهرجان الخليج السينمائي الثالث بدبي اغلب الجوائز فهل يعني ان السينما العراقية بخير وقادرة اثبات نفسها رغم كل الظروف المحيطة بها؟
- اولا لدي اعتراض على تسمية السينما العراقية فانا اعتقد ان انتاج الافلام في العراق لازال لايرتقي الى ان نقول السينما العراقية لان 100 فيلم او اكثر لا تعني اننا نملك سينما تسمى السينما العراقية كما السينما التركية او السينما الايرانية وغيرها لاننا لازلنا في مرحلة التجارب الاولى واهم شيء الان في العراق لا توجد دور عرض سينمائي وان هذه الافلام التي شاهدتها اثناء المهرجان وحصلت على جوائز ماهي الا افلام مهرجانات تنتج خصيصا الى المشاركة في بعض المهرجانات العربية او الدولية كي تعطي لبعض المخرجين فرصة السفر وفرصة الالتقاء مع الاخرين وهذا من حقهم لان السينمائي العراقي محاصر من قبل كل الجهات في العراق ولا توجد اي شركة اومؤسسة قادرة على انتاج فيلم عراقي من الالف الى الياء والجوائز التي حصل عليها الشباب اثناء المهرجان هي ليست افلام بمعنى افلام لها جمهور او صالات عرض انها قد تصلح كافكار لافلام كبيرة ممكن ان تنتج بشكل افضل لو توفرت لها اساليب انتاجية حقيقية وعلى العموم ان الجوائز ليست مقياس لجودة الفيلم فهناك اشياء كثيرة تؤخذ بنظر الاعتبار لمنح الجائزة وعلى كل حال ان الشباب الذين حصلوا على جوائز في هذا المهرجان هم مشاريع لمخرجين كبار لو اتيحت لهم الفرص المناسبة ولكن العراق غارق بالدماء والنزاعات السياسية والسينما جزء كبير منها ترف اي بمعنى انها صناعة تزدهر في ظل ظروف الاستقرار. واحب ان اوضح نقطة مهمة فالعراق الان محتل ويعاني من ظروف الاحتلال ولديه معانات على كل الاصعدة وحالة الفقر والمرض والخرافات تملأ الشارع العراقي مما يجعل العراق استوديو كبير يستطيع اي مخرج او مصور في بعض الاحيان من تصوير ماسي العراقيين وفقرهم ومرضهم مما يجعل الصور السينمائية العراقية غاية في الدراماتيكية وتستطيع هذه الصورة من التاثير على المتلقي بغض النظر عن الفيلم مصنوع صناعة اكاديمية او هو عبارة عن اخبار مصورة لنقل واقع ماساوي يمر به العراق فلذا ارجو ان لا نعول كثيرا على هذه الجوائز فالجوائز هنا وباعتقادي يجب ان تمنح للمواطن العراقي والى الظرف العام.

* يظهر من خلال بعض الندوات اوالملتقيات السينمائية التي يحضرها مخرجون من العراق وجود شرخ وتباين في الافكار والاساليب وتتحول بعضها الى صراعات.. الا توجد نقاط مشتركة تجمعكم ام ان هذا نتاج الوضع السياسي المأزوم بالعراق؟
- هذا سؤال جدا مهم حيث ترى الصراعات كبيرة داخل التجمعات والمهرجانات التي يحضر بها المخرجين العراقيين واحب ان اؤكد ان هذه الصراعات ليست بين العراقيين فقط لكن بين اغلب العرب نظرا لمزاجيتنا الحادة والمتقلبة والرافضة للنقد واستقبال الامور بشكل هادئ والكل يعتقد انه تاركوفسكي او فليني او بازوليني وترى المخرجين يلغون الاخر ويحاولون دائما ان ينتقصوا من تجربة المقابل لذا ترى هذه الصراعات تطفح على السطح اعتقد عندما لا نلغي الاخر يكون هناك توافيق اما بالنسبة لمخرجين الداخل والخارج نستطيع ان نقول ان هناك ازمة بالعلاقات نوعا ما لكن ليست بتلك المشكلة الواضحة والملفته للنظر انما هناك بعض الاصوات التي تغرد خارج السرب نظرا لضيق الافق
اضف ان غالبية المخرجين العراقيين الذين يعيشون خارج العراق انما لديهم افاق واسعة ورؤية عالمية وشهادات من ارقى الجامعات العالمية ولديهم احتكاك كبير مع السينمائيين في الغرب وحضور واضح للمهرجانات العالمية مما يعطيهم فرص مشاهدة لنوعية افلام كبيرة قد لا تتوفر للسينمائي الموجود بالدخل والسينما بالنسبة لهم ثراء ثقافي وفني وهم يحملونه اينما حلوا ورحلوا وهذا مما يجعلهم انا س يشعر وبنوع من الغبن من سياقات الانتاج العراقي الداخلي اما بالنسبة لاخوتي في الداخل فهناك مخرجين رائعين لكنهم يعتبرون العراق وتجربته السينمائية ملك خاص لهم لقلة فرص الانتاج وكذالك هناك اعتبار اخر الا وهو أنهم من ضحى وعانى من ويلات الحروب ومشاكل الاحتلال فاذا وجدت هناك فرصة هم اولى بها ولسنا نحن وفي كثير من الاحيان ينظر سينمائي الداخل لنا اننا يجب ان نكون مصدر لدعمهم ومساعدتهم للخروج من ازمتهم. وكذالك أعتقد ان التأزم السياسي ينعكس بشكل وبآخر شئنا ام ابينا على كل مفردات الحياة واهمها الثقافة والكل يعرف بما يدور في العراق.

لديكم عمل سينمائي عن التمييز العنصري...حدثنا عن هذا الفيلم؟
-ان العنصرية اصبحت سمه من سمات العصر بين شعوب الارض ومنها الغربية بالرغم مما تحمله من ثراء وارث حضاري وترى العنصرية في الشرق قد وصلت الى اتعس حالاتها نظر لما يقوم به السياسيين سواء في الشرق او الغرب من تاجيج مشاعر الكراهية بين شعوب الارض وهذا ما لاحظته بشكل واضح وجلي من خلال نمو يمين اوروبي متطرف يحاول ان يصل بنا الى نفق مظلم علما اني قد لاحظت العنصرية بدات تأخذ مسارها اتجاه الجيل الثاني والثالث وهذه هي المأساة لذا اتفقت معي احد المؤسسات الدنماركية لانتاج فيلم سينمائي يعالج هكذا قضية وقد كان فيلمي حول هذا الموضوع المسمى باللقالق وهي تجربة سينمائية اعتز بها كونها فكرة كونية واللقلق هو طائر يهاجر من مكان الى اخر باحثا عن الدفء ونراه بمجرد وصوله الى اي بقعة ارض يذهب الى اعلى مكان كي يبني عشا له وفي هذا الفيلم يكون الصراع بين محمد وماريا نرى عدم التوافق بين الشباب الدنماركي والجيل الثاني من المهاجرين ففيلم اللقالق يعتمد على حدوته بسيطة لكنها عميقة جدا حيث يلتقي بالصدفة الصديقين القديمين منذ ايام الابتدائية في الطريق وبعد اللقاء والاسئلة والكلام عن الذكريات يصلون الى جسر خشبي فوق النهر كي يقطعوه وفي وسط الجسر تاتي شابة صغيرة تركب على دراجة هوائية ونظر لضيق المساحة تصدم بمحمد مما يجعلها تقع على الارض وبعد ذلك تتوتو وتتكلم بكلمات نابية اتجاه محمد بالرغم من انها هي التي صدمته وهو بالطبع يرد عليها بنفس القدر من التوتر هنا تنهض الفتات الشابة وتذهب وهنا تشتم محمد شتيمة اخرى قبل ان تذهب مما يجعله ينرفز ويشتمها ونرى ان صديقته ماريا تغضب عليه وتبدا بالتنابز باشياء كثيرة وخاصة ايام طفولتهم مما يجعله يشعر بأنحياز صديقته وتهجمها عليه وعند الوصول الى نهاية الجسر نرى الصراع يشتد ونصل الى مرحلة ضرب ماريا الى محمد يعني الا عودة وعلى فكرة الفيلم بعد حادثة الدراجة الهوائية يتحول من الملون الى الاسود والابيض والصوت يبدا بالتشويش وعدم الوضوح مما يعطي انطباع ان التواصل مع الغرب في ظل هكذا ظروف عنصرية غير ممكنة وبالطبع هذا كله نتيجة صعود الكثير من الاحزاب اليمينية في اوروبا الى سدة الحكم وهولندا اقرب مثال على ذلك.

* جمال امين اين يضع نفسه كمخرج سينمائي وما هو افضل عمل لكم؟
- لا استطيع ان اضع نفسي في مكان واستطيع ان اقول اني من جيل الحروب والدكتاتورية جيل كان ولا يزال الانسان به لايساوي ثمن رصاصة موته لم استطع خلال عقد السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات ان نعمل افلام سينمائية مستقلة او افلام تعبر عن طموحنا وواقعنا وانما كانت السينما هي وسيلة من وسائل تثبيت الفكر الشمولي الدكتاتوري في عراق الحرائق والدمار والحروب والجوع الازلي
وبالنسبة الى افضل افلامي فهذا سؤال من الصعب ان اجيب عليه لان جميع افلامي هي مهمة بالنسبة لي ولكن ارى ان فيلم قطع غيار وفيلم فايروس هما اقرب الى نفسي ووجداني لما بهما من حالة توثيقية واقعية لما جرى ويجري في العراق وممكن ان تكون هذه النوعية من الافلام بمثابة وثيقة تاريخية تقول هكذا كان العراق في يوما ما.

* العديد من الافلام السينمائية العراقية تظل افلام مهرجانات حسب ما يرى البعض وقليلة هي الاعمال التي توزع بالصالات.. ما الاسباب من وجهة نظركم وما هو الحل للخروج من هذه الدائرة الضيقة؟
- تسعون بالمئة او اكثر من الافلام العراقية هي افلام صنعت للمهرجانات وللامسيات الثقافية نعم وهناك اسباب كثيرة منها ان اغلب الافلام العراقية هي افلام وثائقية وانت تعرف ان الافلام الوثائقية لاتوجد لها صالات عرض ليس في العراق فحسب انما في كل الدول العربية كذالك ان صالات العرض السينمائي في العراق منذ اكثر من 20 عام تحولت الى صالات خربة واماكن لعرض افلام رديئة وفي احيان كثيرة بورنو بالطبع في عصر الدكتاتورية اما الان فلا توجد صالات سينما في العراق بسبب خفافيش الظلام قد اغلقت جميع دور العرض السينمائي في العراق واصبحت مخازن وفي الحقيقة لم اسمع بان فيلم عراقي قد عرض بصالة سينما سواء في العراق او خارج العراق الا في حالات نادرة وليس على شكل عروض الافلام التقليدية وانما عروض ليوم او يومين كما ان عدد الافلام الروائية التي انتجت منذ تحرير واحتلال العراق الى الان لايتجاوز أصابع اليد الواحدة.
للخروج من هذه الازمة يجب ان يعاد الى العراق تقليد الذهاب الى السينما وهنا لابد من ان تفتح جميع دور العرض السينمائي ويجب تحديث بنايات دور العرض كي تتلائم مع الذوق العام وهذا ياتي بدعم وزارة الثقافة وان يقوم اصحاب دور العرض السينمائي وشركات التوزيع بشراء الافلام العراقية كي تصبح هذه العملية حافز للانتاج الوفير من الافلام وهناك طريقة بسيطة وجميلة ومهمة لعودة الجمهور الى دور العرض السينمائي الا وهي السفرات المدرسية والجامعية ففي الدنمارك مثلا ترى الكثير من المدارس والجامعات يذهبون بشكل دوري الى السينما وهذا اذا عرفنا ان الدنمارك لاتعاني من دور العرض ولا من الجمهور لكن هذه السفرات تؤسس لتقاليد شبابية للذهاب الى السينما كما ان هناك فكرة اخرى ان تكون هناك نوادي سينما كثيرة في البلاد وكذلك عرض الافلام داخل الحرم الجامعي والمدارس وهذه الطرق جميعها تؤدي الى رفع حالة التذوق السينمائي والارتقاء بالمزاج العام كما وان هناك تجربة جبارة قام بها بعض الشباب في العراق ولكنها لم تجد الدعم وهذه التجربة هي الذهاب الى القرى والنجوع لعرض افلام سينمائية اي بمعنى اخر يجب ان تهب جميع مؤسسات الثقافة بدعم وتفعيل عرض الافلام السينمائية داخل العراق وليس فقط الافلام العراقية نظرا لان السينما هي من اهم ادوات التنوير.

* كثيرة هي المهرجانات العربية..هل تنظرون لهذه الظاهرة انها صحية وايجابية وما هو الدور المطلوب منها؟
- بالتاكيد ان المهرجانات السينمائية بكل انواعها هي حالة صحية وعلى اقل تقدير هذه المهرجانات تحاول ان تصد زحف الحركات السلفية في المجتمع العربي فوجود مهرجانات للسينما اعتقد مهم جدا واهم من مهرجانات السلاح والدم التي نراها يوميا ومن الضروري ان تاخذ هذه المهرجانات دور اوسع للعروض السينمائية وان تملئ دور العرض من خلال تكثيف الدعوات الداخلية واستقطاب كم كبير من المشاهدين وخاصة الشباب واذكر اني قد شاركت في مهرجان اودنسة في الدنمارك وقد كان طلاب الجامعة والثانوية العامة يملئون القاعات اضافة للضيوف كذالك اتمنى ان تتنقل عروض الافلام مثلا لو اخذنا مصر على سبيل المثال ان تنتقل افلام المهرجانات التي تقام بالقاهرة الى الاسكندرية وبور سعيد والفيوم وهكذا كي تتحقق اهداف هذه المهرجانات كما اننا لاننسى ان هذه الافلام التي تعرض في المهرجانات ممكن ان لاتتاح للمشاهد فرصة مشاهدتها فلهذا تكون فرصة كبيرة لاتباع هذا الاسلوب بالعروض وهذا ماهو حاصل في الكثير من الدول.

* تتزايد في العالم العربي تيارات تكفيرية متخلفة تنال الفنان العربي.. ما هو الحل للخروج من هذا المازق؟
-التكفيريون هم اعداء الحرية واعداء الاسلام الذي يدعون به لذا اعتقد ان من واجب الدول دعم انتاج افلام سينمائية وثائقية وروائية لكشف حقائق هؤلاء التكفيريين والحد من وصولهم الى مراكز القرار وتسليط الضوء عليهم من خلال دعم وسائل الثقافة العامة وبكل وسائلها ولايفوتني ان اقول ان التكفيريين يعملون بشكل كبير في الوسط الجامعي وبين الشباب لذا يجب ان تعمل القوى الثقافية اذا صحت التسمية على ذلك ان تعمل بشكل مكثف بين الشباب على ان يكون هناك خطاب يتلائم مع البيئة العربية او الاسلامية اي ان لايكون خطاب استعلائي هجومي وانما خطاب تنوير عميق يعتمد اشاعة الوسائل السلمية وقبول الاخر فالمشكلة التي نواجهها في امتنا العربية والاسلامية هي عدم قبول الاخر والكل يعملون وكانهم وكلاء الله والكل يقول انا وجميع هذه الحركات التكفيرية تاخذ نصوص قرانية مجتزئة كي تلائم افعالهم الجرمية ونسيوا كلام الله سبحانه وتعالى في القران الكريم (لوشاء الله لجعلكم امة واحدة) فنحن نرى ان الله لم يجعلنا امة واحدة فالاختلاف هو سر الكون فلماذا يكفر بعضنا الاخر اذا كان الله سبحانه وتعلى هو الذي صنع الاختلاف والاختلاف بكل شيء من الاديان اللى العروق والاجناس والمذاهب والرغبات وكل شيء لذا اخي الكريم وكما قلت سابقا يجب على السينما ان تكون وسيلة من وسائل التنوير والتقارب بين الناس وهي اهل لذلك.
[email protected]