الياس توما من براغ : يختلف المهرجان السينمائي الدولي للأفلام الوثائقية quot; عالم واحد quot; الذي انطلقت فعالياته في براغ مساء الثلاثاء عن غيره من المهرجانات في العالم بأنه الأكبر في مجال الأفلام الوثائقية الخاصة بحقوق الإنسان من جهة وفي انه الأكثر تحريضا للمشاهدين بمواضيعه الجدية على الانتقال من دائرة المعرفة إلى ساحة الفعل في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان في العالم ومساعدة الضعفاء إنسانيا واجتماعيا وثقافيا وسياسيا من جهة أخرى.
مهرجان هذا العام تشارك فيه 104 أفلام من 40 دوله تم اختيار هذه الأفلام من بين 1600 وصلت إلى إدارة المهرجان الأمر الذي يعكس مدة الاهتمام بهذا المهرجان ومدى سخونة وكثرة المشاكل الموجودة في العالم التي قام الفنانون بإنجاز أفلامهم الوثائقية عنها للتنبيه إليها.
مهرجان هذا العام هو الثالث عشر على التوالي ويتضمن مسابقة رئيسية ومسابقة أخرى تحمل عنوان quot; لكم الحق بالإطلاع quot; كما أدرجت مسابقة جديدة لم تكن في المهرجانات السابقة تحمل عنوان quot; وسائل الاتصال الجديدة تغير المجتمعاتquot; أما المواضيع التي توزعت عليها أفلام هذه العام فهي كثيرة كما في الأعوام الماضية حيث تتضمن المواضيع التالية : وجه الفساد، رغم العمر، الطرق نحو الحرية، التحديات البيئية، الصوت النسائي، بانوراما، لا تعليق..
القائمون على المهرجان يؤكدون أن هدف المهرجان ليس عرض المشاكل القائمة في العالم فقط وإنما أيضا تحريض قطاع واسع من الناس على بدء التفكير في كيفية انتقالهم من مجال التلقي السلبي إلى دائرة الفعل الايجابي من خلال المساعدة بمختلف الطرق للناس الآخرين في أي مكان من العالم عبر الدعم المعنوي أو المالي أو المساعدات الإنسانية أو تنظيم المبادرات ولهذا يعقب عرض الأفلام نقاشات صريحة مع منفذي هذه الأعمال حول طبيعة المشاكل التي عرضوها في أفلامهم.
بعض الأفلام المعروضة هذا العام حملت مواضيع تنبه إلى مشاكل الفقر والجوع وقلة التسامح في العالم وتنامي الهجرة غير المشروعة والجفاف ووضع المسنين والتمييز الذي يلحق بهم وبالأطفال وبالظلم الاجتماعي الذي يقع على العاملين في قطاعات مختلفة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية و حتى معتقل غوانتمامو وجد له انعكاسا في احد الأفلام الوثائقية.
وفي دليل على أن المهرجان يتجاوز إطار المهرجانات السينمائية التقليدية فان عروض المهرجان ستستمر في براغ حتى السابع عشر من هذا الشهر تنتقل بعدها إلى 33 مدينة تشيكية لعرضها على طلاب المدارس والشباب في المدارس والمراكز الثقافية ثم تنقل إلى بروكسل لعرضها في البرلمان الأوربي كي تصل المشاكل المعروضة في هذه الأفلام إلى أسماع وأذان أصحاب التأثير السياسي.
المهرجان يشاهده في تشيكيا سنويا أكثر من 100 ألف مشاهد الأمر الذي لا يعتبر رقما قليلا، وبالنظر لكون الأطفال والشباب إضافة إلى المشاهدين العاديين هم الذين يتابعون عروضه المكثفة فانه رسالته تصل إلى شريحة واسعة من الناس حيث يغرس فيهم القناعة بان مشاكل العالم المختلفة تمس الجميع بغض النظر عن المسافات الجغرافية وان الدفاع عن حقوق الإنسان مسالة كونية بكل ما في هذه الكلمة من معنى كونها تمس الإنسان وحقوقه الأساسية.