quot; في توراة مجهولة صنع الرب قابيل آخر، و بانتظار الوقت المناسب لطرحه في الأسواق أو تصديره، جعله ينام، ثم نساه، بعد دهر جاء الشاعر ( رصان سنؤم )* ليوقظه، ويدون هنا كل ما أراد أو استطاع قابيل أن يتذكره quot;.

القتل يطفئ شعلة الأساطير
أرواح عاطلة عن العمل وخطايا تتجول في الطرقات
جوقات من الشياطين تبحث عن الظلام اللازم لملء هذه الهاوية.

القتل يطفئ شعلة الأساطير
هذه الصورة لم تصلني، وصلني تجريدها
الشيطان يعود إلى مصدره
يرتل مع الملائكة الأناشيد على شرف موت الأب
ستفرح بحضوره الأهواء والرغبات، ستفرح الآثام، سيفرح
القتل، سيفرح الغراب الذي اكتشف الحقيقة كلها.

القتل يطفئ شعلة الأساطير
هذه الصورة لم تصلني، وصل البرق الذي يفرغ لمعانه في أباريقها
وكنت هناك
في زاوية من زوايا الحياة
أكسر جرة ماء قرب قبري
هذا كل ما أتذكره من طين وملائكة
من شمس ونمور.

كنت هناك
في صورة الملاك المكلف بحمل الرسالة
أهتف بالنسيان.
لا تتهاون أيها العابر
اجتز هذه الصحراء.

كنت هناك
في المطرقة التي رفعها إله عابس
و أُعلن بضربة واحدة
quot;إننا خاطئونquot;.

كنت هناك
أخرج الغيب المحفوظ في حافظة جلدية
باحثا عن ذكريات الله في القدر العابر
مثل صائغ أعمى
يحاول أن ينقش معجزة،
كانت الملائكة تطرز ممتلكات الرب الذهبية
وكان غراب يجر قلعة
كحكيم يأخذ بيد الحياة.

كنت هناك
في مذبح الطوب
أركع أمام النار
كصلاة ينقصها العطر،
كنت الذبيحة الجالسة على يمين الرب
أمسح المعصية من نظرة الآلهة
لتعود إلى الأرض بصمت ليل مغلوب
يغلبها كلام، يأسرها معنى
والصلوات، حجارة أهل النار.
كان بوسعي أن أرى الملائكة بوضوح
كان بوسعي أن أشم عطرها.

كنت هناك
في صورة درويش يتفرج على العالم الذي في روحه
يدفع برؤيا عينيه إلى الداخل
يقلب بياضهما مثل ساعة رمل
ويتفرج على قبر شارد يقترب منه.

سيكون القبر هو ظل النهار الذي يبحث عنه
في صمته تنعكس صورة درويش يتفرج على عبوره
إلى ليل العالم ndash; بيت النوم المؤقت بانتظار القيامة ndash;
أيها الضوء
لا تكشف سره
هو مسافر في طريق.

كنت هناك
في عظام آدم وبدن نوح وجسد علي
أنقش على الماء رائعة الموت وعدم بطلانه
كسادن الرعشة في جسد quot; الفاديquot;
هذه القربى أيقظت الخلاص الأكثر علواً
أنا (خروف المحرقة)
هو (حمل الله الذي يزيل خطيئة العالم)
إنها نفس الإشارة إلى إرث العذاب
القتل يطفئ شعلة الأساطير
الظلمة شمعدان السواد
الشيطان ملاك مخلوع
والأرض حديقة عدن المليئة بحيوانات مفترسة.
أنا قابيل في جسد المسيح
نفس النذير يعاشر فجر الإنسان المصلوب
الموت يخنق الموت في أرض لا مكان فيها ولا وطن
الجرح يجرح الجرح ولا يقلق للروح أو للدم.
بلا محبة، بلا أمل
بلا عزاء أو بريق ساحر
منزوعيْن من رحم السعادة
كأننا ندفع ثمن خطيئة الولادة في مملكة الرب.
مقدس أنا كخطيئة مرتكبة في الجنة
مغلف بالرغبات كظل الجريمة في عقل قاتل
قوي كالحية النحاسية في يد موسى
غاضب كوشم على جبين المحارب
كجرح وصقر
والقيامة انتصاري.

القتل يطفئ شعلة الأساطير
وهذا زرعي أحضرته إليك، أيها الأب
هذه زهرة ثمري، قرباني الحق وفصحي المذبوح
باركني أيها العارف بورعي
بارك أحلامي المتقدمة كلقيط تائه
بارك هذا الصوت المبحوح
اخلع عنك رداء القاضي وتعال لعناق صديق.

رفض الأب الزرع وقبَّل الذبيحة.

لماذا تسرَّ أيها الأب بالذبائح والمحروقات...؟
النبات أطهر من الذبيحة
والثمرة أفضل من شحم الكباش
لن يكون الدم علامة لي وعلى منزلي
لن تكون ندبُ الترهات اسمي
لن أتوضأ من دم الذبيحة
ولا أمجّد الحياة بحفلات القرابين
لا الاغواءات الغامضة تروسي
ولا الظلمة الأبدية قلادتي.
ستكون الوردة لا الضحية قرباني
باركها
باركها
باركها أيها الأب.

* لم نقف في كتب السير والأنساب ولا في مصنفات السيد quot; غوغل quot; على ترجمة وافية كافية وشافية عن الشاعر ( رصان سنؤم). لأن الناسخ هنا أراد أن يذكر من أجاز له، ويرسي من الحقائق رواسخها ويختم لنفسه، و لهذا الشاعر بخواتيم السعادة، فلجأ إلى حيلة ( المرايا المعكوسة ) لتدوين الاسم.

www.nasirmounes.com
[email protected]