محمد رجب السامرائي: مضي 775 عاماً على احتراق بغداد الأول، ومضت ثمانية أعوام على الاحتراق الثاني... الذي غير معالم دار السلام والعراق العريق، ولكن رغم البون الشاسع في الزّمشن بين الاحتراقين، واليدّ التي أشعلت جذوة الحريق، إلاّ أنّ النتائج كانت واحدة، حينما تحولت بغداد ببنائها وبتاريخها وبثقافتها وبتراثها في إلي كومة من الرماد، وما تزال بغدادنا تئن تحت وطأة الاحتلال الذي دمر الحرث والنسل، وهي تنتظر اليوم الذي يظللها بالأمن والأمان لتعود داراً للسلام والوئام.

بغداد المدينة، العاصمة، أمّ المصائر، التراث المزدهر عبر السنين، الفيض العاطر، حاضرة الزّمان، وسليلة المجد المُؤثل بالفَخَار والتاريخ والسيرة الزاهرة. مدينة أبي جعفر المنصور بانيها، وهارون الرشيد في عصره الذهبي، بعطرها الذي يضوع من بين رحابها، ليحكي للأجيال عظمتها وشموخها، وليروي لهم حكايات شهرزاد لألف ليلة وليلة وقصص السندباد البحري ...وعنفوان بغداد الآسر.

بغداد السلام حلم مؤسسها المنصور، ونتاج عقله، وطفلته المُدللة، طلعت مِن صُلبِهِ، ونشأت في كتفهِ شامة عربية إسلامية أصيلة، وترعرعت في ألق العزِّ وديمومة العطاء.

اختصرت بغداد العالم، واختصرت العواصم في نفسها، فأصبحت أمّ الأمصار، وسيدة البلاد، وقبّة الإسلام، ودار السلام. ومذ أن فتحت بغداد أكمام ردائها، فتح النهار المُضيء علىها فجره النبيل، فازدانت بالبِشرِ والطلاقة في وجهها الصبُوح لتحمل كبرياءها العتيد بين الضلوع، لنضمها بين أفئدتنا وبين الحنايا المُكتوية بتضاريس المُدن الإسلامية الآسرة بالعذوبة لحناً آثراً ولتشرق بين شقيقاتها العربيات بروائع الحكايات والإشراقات وبفيض الأخبار عنها منذ هاتيك السنين.
عندما نتحدث عن الاجتياح المغولي التتري المدمر لبلاد المشرق العربي فسيكون حديثنا ذو شجون. إذ يعني فتح صفحات التاريخ على كلياتها من أجل استقراء تلكم الأحداث المروعة وعملية الدمار والقتل والسبيّ الذي فعلته أيدي المغول الهمج في ديار المسلمين في المشرق العربي.
أفعالٌ المغول يندي لها جبين الإنسانية من هتك وقتل وخراب في كل مدينة غزوها من أرض العرب والمسلمين. إذ تذكر كتب التاريخ ما فعله المغول بعاصمة الخلافة العباسية بغداد - دار السلام - من تدمير وحرق وقتل لأبنائها حيث قضوا على الحرث والنسل فيها، ولم يسلم من بطشهم النساء والأطفال الذين راحوا يذبحونهم كالخِراف وتجري دماءهم الطاهرة وسط شوارع بغداد كالسيول. لقد بدأ هولاكو حملته وحصاره لبغداد في 22 محرم سنة 656هـ من عدّة جهات. وقبل الدخول في سرد وقائع الغزو المغولي لعاصمة الخلافة الإسلامية، لابدّ أن نشير باقتضاب إلي تأسيس بغداد ونبذة عن التتار وإنشاء مملكة المغول التي اجتاحت العالم وقتذاك.


المنصور وبغداد المدورة

بدأ الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور بناء عاصمة الخلافة الإسلامية بغداد- دار السلام- سنة 145هـ/ 762م، غربي نهر دجلة quot; صوب الكرخ quot; وهو أوّل مَن مَصرّها وجعلها مدينة، وأنتقل إليها من الهاشمية...وجعل شكلها دائرياً يحيط بها سوران عظيمان. وتولي رباح البنّاء بناء سور بغداد الدائري. وأمر المنصور بحفر خندق واسع حول المدينة وأجري فيه الماء، وأحاطها بعدّة أسوار. 1
وأحضر المنصور المهندسين وأهل المعرفة بالبناء والعلم والزرع والمساحة وقسمة الأرضين، وأحضر الفَعَلَة والصنّاع من النجارين والحفارين والحدادين، وأختط خطتها التي صممها له المهندسquot; الحجاج بن أرطأةquot; دائرية الشكل. ويذكر بأنّ بغداد قد خُطّت أولاً بالرماد ووضعت على الخطوط المدورة كُرات من القطن، وصُبّ علىها النفط وأشعلت فيها النار من أجل رؤيتها بصورة مجسمة على الأرض، وبعد أن شاهدها الخليفة المنصور أمر بحفر أسسها والخندق الذي يسورها. 2وقد فرغ المنصور من بناء عاصمة الخلافة العباسية ونقل الخزائن إليها والدواوين وبيوت الأموال سنة ست وأربعين ومائة، وكان استتمامه لجميع أمر المدينة سنة تسع وأربعين ومائة. 3


التتار ببلاد الصين

التتار شعب بدوي يعيش على أطراف صحراء غوبيquot; أرض التتار بأطراف بلاد الصين، وظهرت هذه الأمة من أجناس التُرك سنة ست عشرة وستمائة وكانت جبال طمغاج من أرض الصين بينها وبين بلاد تركستان ما يزيد على ستة اشهر، وأسس إمبراطورية المغول شاب مغولي اسمهquot; تيموجينquot; وعُرِف في التاريخ بعدئذ باسمquot; جنكيزخانquot;، وهو جدّ هولاكو. 4

والتتار قوم مشهورون بالشرّ والغدرquot;. وهم يطيعون رؤساءهم طاعة كبيرة، ويحبون الحرب والسلب، ويعبدون الكواكب، ويسجدون للشمس أثناء شروقها، ويأكلون لحوم الحيوانات جميعها حتي الكلاب، وتعرف ديانتهم القديمة بالشامائية. والتتار هم اصل القبائل المتفرعة عنهم جميعاً من مغول وتُرك وسلاجقة وغيرهم. وقد يكون سيطرة المغول على التتار في مرحلة من مراحل تاريخها هو الذي جعل اسم المغول يطلق على الجميع. 5

إمبراطورية المغــول

كانت الإمبراطورية المغولية أكبر إمبراطورية عرفها التاريخ، حيث امتدت أراضيها من البحر الأصفر في آسية الشرقية إلي حدود أوربة الشرقية، وشملت في بعض الأحيان الصين، كوريا، منغوليا، فارسquot; إيرانquot;، تركستان، أرمينيا، ونواحي من بورما، فيتنام،تايلند، روسيا. وبسبب هذا الامتداد الشاسع فقد أسهمت الإمبراطورية المغولية إسهاما ملموساً في اتصال الأمم والشعوب بعضها ببعض، وذلك عن طريق الهجرات والتجارة، وبفضل الطرق التي ربطت أجزاء الإمبراطورية المختلفة، ومكنت من انتقال بعض المعارف والفنون من مكان لآخر. فمثلاً شهد العهد المغولي انتقال فنّ الطباعة، وصناعة الورق وكذلك البارود من الصين إلي أوربة الغربية. 6

وكان لتوسع القبائل الآتية من منغوليا بقيادة زعيمها جنكيزخانquot; الذي أُنتخب عام 1206مquot; مفاعيل عميقة على منطقة جغرافية واسعة. إذ أنّه بعد وفاة جنكيزخان عام 1227م اتّسعت إمبراطورية المغول من بحر قزوين إلي بحر الصين. وجاء تأثير المغول على العالم العربي في ثلاث نواحٍ: علاقات العرب مع المغول؛ استيلاء المغول على مناطق غير عربية ولكن مسلمة، منها بلاد فارس، إقامة السلطة المغولية في مناطق عربية- إسلامية. بدفع من جنكيزخان أنشأت إمبراطورية المغول الصينية وتمّ احتلال تركستان الغربيquot; 1219-1225مquot;، وكذلك سلطنة خرزم التي خضعت لغزوٍ جرّار. وأنقسم إرث جنكيزخان بين أبنائه مملكة الصين، وممالك تركية ثلاث، ثم أُضيفت إليها مملكة رابعة باحتلال إيران، والعراق وسورية. وكانت هذه الأخيرة في أصل سلالة المغول الخان. وتمّت المرحلة الاحتلالية الأخيرة، احتلال المغول التيموريين في القرن الرابع عشر. 7


خلافة المستعصم بالله

آلت الخلافة العباسية منذ سنة 640هـ إلي أبي أحمد عبد الله الملقب بالمستعصم بالله ابن الخليفة المستنصر بالله، وأصبح الخليفة السابع والثلاثين والأخير من أسرة بني العباس. وقد كان رجلاً متديناً هادئ الطبع عفّ اللسان حسن الأخلاق، ولكنه لم يكن على ما كانوا علىه من التيقظ والهمة والتدبير، فكان مهملاً للأمور، يتكل فيها على غيره. 8 وعُرِف عن الخليفة المستعصم بالله الركون إلي وزيره مؤيد الدين بن العلقمي الرافضي الفارسي الأصل الذي كان يوجهه بشكل غير صحيح، ويسير به بطريق غير مستقيمة، وقد أطمع ابن العلقمي التتار بالسير إلي العراق وأخذ بغداد ونصح لهم، وإذا جاء خبر عنهم كتمه عن المستعصم، على حين كان يخبرهم بأحوال الخليفة وأوضاع البلاد، وكان يريد أن يقضي على الدولة العباسية لغرض في نفس يعقوب، وكانت الرُسل تنتقل بين ابن العلقمي والتتار خفية، والناس في غفلة عما يُراد بهم، والخليفة تائه لا يطلع على الأمور.9

بغداد أمام الغزاة

تشير المظان التاريخية بأنّ أبواب العراق قد طرقها المغول لعدة مرّات في عهد الخليفة المستعصم، إلاّ أنّهم لم يفلحوا في الاستيلاء علىها إلاّ في سنة 656هـ- 1258م. وكانت أوّل مرّة يزحفون فيها إلي أطراف بغداد في عصر هذا الخليفة في سنة 643هـ. وكان لسليمان بن برجم زعيم تركمان الإيوائي نفوذ كبير في بغداد في ذلك الوقت. وكان أحد زعماء هذه الطائفة نفسها يدعي ليل بن بدر قد شقَّ عصا الطاعة على الخليفة العباسي وخرج إلي الجبال، وأسرع سليمان شاه لإخماد حركته وقتل ابن بدر. وبدأ quot; هولاكو quot; سلسة الذبح والقتل عام 1258م، حين حاصر بغداد وضرب أسوارها بالمنجنيقات، ثم ذبح جميع الذكور فيها واستباح المدينة التي سقط فيها ثمانمائة ألف قتيل لمدة أربعين يوما ولم يخرج هولاكو من بغداد إلا بعد أن quot; ثقل الهواء فيها بما حمل من كريه رائحة الجيف المنتفخة وأشلاء القتلي المطروحة في شوارع المدينة quot;.
وعقب خمسة وثلاثون سنة فقط عاد حفيد هولاكو quot; تيمورلنك quot; إلي بغداد فدخلها من جديد وقتل عشرات الألوف من السكان وعذب الأحياء في شوارع المدينة لانتزاع الأموال منهم، وبعد عام واحد من احتلال تيمورلنك لبغداد ضرب السلطان احمد حصارا حول المدينة ودخلها عنوة وارتكبت مجازر في شوارع بغداد راح ضحيتها هذه المرة جنود تيمورلنك. ثم عاد تيمورلنك إلي بغداد فحاصرها أربعين يوما وبعد قصف شبه يومي بالمنجنيقات والنار دخلت قواته المدينة وهذه المرة أمرهم تيمورلنك بإبادة سكان المدينة عن بكرة أبيها، فأقيمت في بغداد عدة أبراج من رؤوس القتلي بعد هدم وتدمير منازل المدينة وجوامعها واضطر تيمورلنك إلي مغادرة بغداد بسبب رائحة الجيف وفساد الهواء من جراء تفسخ جثث مئات الآلاف من القتلي.
إثر ذلك أعاد العراقيون بناء مدينتهم من جديد ... وبعد سبع عشرة سنة فقط سقطت بغداد للمرة الرابعة بعد أن حاصرتها جيوش quot; قرة يوسف quot; التي قادها ابنه quot; محمد شاه quot; الذي أسس في بغداد دولة quot; الخروف الأسود التركمانية quot; وقام التركمان بقتل جميع سكان بغداد من العرب. وقد اندلعت أزمة بين أولاد quot; قرة يوسف quot; وهما محمد الذي احتل بغداد وحكمها ثلاثة وعشرين عاما وبين أخوه quot; أسبان quot; الذي حاصر المدينة عدة أسابيع تمكن بعدها من دخول بغداد فذبح جميع القوات الموالية لأخيه ونفذ حكم الإعدام به.
بعد اقل من تسع سنوات سقطت بغداد للمرة السادسة في تاريخها حين حاصرها السلطان quot;جهان شاه quot; مدة ستة اشهر كاملة أكل خلالها سكان بغداد القطط والكلاب والجيف وقام السلطان بتدمير المدينة وتخريبها وتحريقها قبل أن يعين ابنه quot; بيربوداق quot; واليا علىها . وأعلن بعد ستة أشهر أخري quot; بيربوداق quot; الانفصال عن أبيه السلطان quot; جهان شاه quot; حاكم تبريز فغضب الأب وهدد بالانتقام من ابنه فتوجه بجيش جرار إلي بغداد وحاصرها لمدة سنة كاملة أكل خلالها الناس بعضهم بعضاً من الجوع لتسقط بغداد للمرة السابعة في تاريخها وقام السلطان بقطع رؤوس جميع الذكور في المدينة واعدم ابنه quot; بيربوداق quot; بعد تعذيبه وعين على المدينة الوالي quot; محمد الطواشي quot;
.
كذلك حوصرت بغداد للمرة الثامنة بعد سنوات قليلة من قبل جيوش تتبع مقصود بن حسن الطويل الذي كان يمثل قبائل تركمانية عرفت باسم quot; دولة الخروف الأبيض ... وقام كالعادة بذبح وقتل ما تيسر من سكان بغداد. وكان السقوط التاسع لبغداد على يد إسماعيل الصفوي الذي ذبح فئة معينة منهم وهدم قبور أئمتهم وذبح علماء المسلمين، ولم يترك بغداد إلا بعد أن عين خادمه خليفة علىها وأطلق علىه لقب quot; خليفة الخلفاء quot; للسخرية من المسلمين

بعد ذلك حدث السقوط العاشر لمدينة بغداد على يد القائد ذو الفقار بن على وهو كردي حيث تمكن بمعاونة اثنين من اخوته من تصفية النفوذ الصفوي في بغداد فقتل جميع الأسري، وبعث إلي العثمانيين يطلب منهم العون لتثبيت حكمه في بغداد خوفا من عودة النفوذ الصفوي إلي المدينة.
غضب شاه إيران quot; الشاه طهماسب quot; من سقوط بغداد في يد الأكراد حلفاء خصومه العثمانيين، فتوجه الشاه على راس جيش جرار إلي بغداد، ورغم انه حاصرها عدة أسابيع إلاّ انه لم يتمكن من دخولها إلا بعد أن اتفق مع الأخ الأكبر للوالي الكردي ذو الفقار، حيث قام الأخ بفتح أبواب بغداد ليلا للجيش الإيراني الذي ارتكب مجازر في المدينة ولم يغادرها إلاّ بعد تعيين الأخ الذي غدر بأخيه واليا على بغداد وأطلق علىه لقب quot; سلطان على ذو الفقار كش quot; أي quot; قاتل ذو الفقار quot; .... وكان هذا هو السقوط الحادي عشر لبغداد. 10

الزحف صوب بغداد

تعاونت جماعة من الأكراد مع المغول المحتلين ورافقتهم في دخول العاصمة بغداد. فظن المغول أنّ هذا العدد القليل من جُند الخليفة هم كلّ جيشه، فأسرعوا بالزحف نحو بغداد؛ سنة ستمائة واثنتين وخمسين، وبعد أن قام هولاكو بفتح الري وأصبهان وهمدان، وأثناء وجوده في قلعة الموت هناك سنة ستمائة وخمس وخمسين، وصله في طريقه كتاب ابن صلايا صاحب اربلquot; أربيل حالياًquot;، وفيه وصيه ابن العلقمي وزير الخليفة المستعصم إلي هولاكو يستحثه لقصد بغداد. 11

وكاتب ابن العلقمي المغول وأطمعهم في بغداد، وأرسل إليهم غلامه وأخاه، وسهّل علىهم فتح العراق، وطلب أن يكون نائبهم، فوعدوه بذلك وتأهبوا لقصد بغداد، وأشار على الخليفة بالخروج لملاقاة هولاكو، والمثول بين يديه، لتقع المصالحة على أن يكون نصف خراج العراق لهم ونصفه للخليفة. 12
وهنا أشار الوزير ابن العلقمي على الخليفة العباسي ببذل الأموال والتّحف النفيسة إلي هولاكو، فثناه عن ذلك الدويدار وغيره، وقالوا: غرض ابن العلقمي إصلاح حاله مع القائد المغولي. فأصغي إليهم وبعث هدية قليلة مع العالم عبد الله بن الجوزي، فتنمّرَ هولاكو وبعث يطلب الدويدار وابنه وسليمان شاه فما راحوا. وأقبلت المغول كالليل المُظلم، وكان الخليفة قد أهمل حال الجُند وتعثّروا وافتقروا... 13

وعندما علم المستعصم بمقدم وتجحفل قوات هولاكو على مشارف دولته أرسل للمغول قائد جيشه وهو شرف الدين إقبال شرابي، بينما وصل الجيش المغولي إلي أطراف بغداد في شهر ربيع الآخر سنة 643هـ، وخرج جيش الخليفة بقيادة شرابي وبعون من مؤيد الدين بن العلقمي وزير الخليفة للجهاد ضد المغول. ولما لم يجد المغول في أنفسهم قدرة على المقاومة فروا ليلاً وأمنت بغداد شرّهم في هذه المرّة. 14

ثم جاء هولاكو من العراق بجيش جرّار إلي همدان. ورافقه في رحلته نصير الدين الطوسي وعطا ملك الجويني وابنا رئيس الدولة والطبيب الهمداني. وظل خان المغول- هولاكو- في همدان وعلى أطراف كرمنشاه قرابة عشرة اشهر. وفي بداية إقامته كان قد أستدعي بايجو أحد قادته وأرسله مرّة أخري إلي بلاد الروم، ثم أنشغل طوال مدّة إقامته بإذكاء العداء القديم بين الوزير ابن العلقمي ومجاهد الدين ولضعف الخليفة المستعصم قرّر أن يرسل الهدايا لهولاكو وقبول طاعته لسدِّ طريق وصول المغول إلي العراق وإنقاذ آخر معاقل العلم والأدب في المشرق الإسلامي من براثن هؤلاء البرابرة. 15


مراسلات هولاكو والمستعصم

بدأت الاتصالات بين الخليفة العباسي المستعصم بالله والأمير المغولي قبيل عبور الأخير لنهر جيحون في سنة 653هـ- 1255م، وهو في طريقه إلي استنزال طائفة الإسماعيلية من صياصيهمquot; الحصونquot; المنتشرة في المناطق الجبلية في خراسان وقزوين. وقد أرسل هولاكو رسائل مستعجلة إلي الحكام في المناطق الغربية، وجُلهم من المسلمين، وهو مازال مقيماً في مدينة كشر وضواحيها. وطلب هولاكو في رسالته الموجهة إلي الخليفة المستعصم في بغداد أن يمده بالجيوش والعدّة والعتاد، لتقاتل مع جيوش المغول ضد أراضي الإسماعيلية؛ فإذا ما فعلوا ذلك، فإنّ هذا سيُؤخذ بعين الرضا، وسيُحمد لهم فعلهم وموقفه الطيب. وبناءً على ذلك، فإنّ أراضيهم، وأموالهم وأسلحتهم ومساكنهم، ونساءهم ستبقي لهم. أما إذا لم يَعر المستعصم ذلك المطلب الهولاكي أي اهتمام، فإنّه سينفذ فيه أوامر أخيه quot; ألقا آن منكوquot;، التي تقضي بتدمير مملكته، وإلحاقه وأسرته وشعبه بالآخرين من الهالكين على أيدي المغول.

لم تكن إجابة الخليفة المستعصم للقائد المغولي شافية، إذ لم يستطع أن يتخذ موقفاً مُعيناً من الغزو المغولي لعاصمته بغداد بعدُ؛ فلا هو استجاب للدعوة، ولاهو قد شرع بإعداد العُدة والاستعداد لمنازلة الخصم العنيد، وذلك بتكوين جيش قوي من داخل أراضي دولته، أو دعوة المسلمين إلي الجهاد تحت قيادته، لكنه فقد مملكته، وشعبه، وأهله، وماله، وحياته أمام الموج المغولي الهمجي الذي لم يبقِ ولم يذر. 16


الرّد بعد سنتين

لم يرد هولاكو على رسالة المستعصم إلاّ بعد حوالي السنتين، أي في ربيع سنة 655هـ- أيارquot; مايوquot; 1257م، بعد أن شارف على الحدود الشرقية لأراضي الدولة العباسية، وأخذ للانقضاض علىها. وجاء في وصيةquot; ألقا آن منكوquot; إلي أخيه وقائد حملته الغربية هولاكو، بأن يدعو خليفة بغداد أولاً إلي الاستسلام والخضوع لسلطان المغول:quot; ...، فإذا بادر خليفة بغداد بتقديم فروض الطاعة، فلا تتعرض له مُطلقاً، أمّا إذا تكبّر وعصي، فألحقه بالآخرين من الهالكينquot;. ومما جاء في رسالة هولاكو للمستعصم التي بدا فيها التكبر والاستعلاء قوله: إنّنا أرسلنا إليك رُسلنا وطلبنا منك مساعدتنا بإرسال مَدَد من الجُند، عندما سرنا لفتح قلاع الملاحدةquot; أي الإسماعيليينquot;. وعلى الرغم من أنّك أظهرت الطاعة، إلاّ أنّك لم تبعث الجُند الذين طلبناهم. لأنّ علامة الطاعة وتنفيذ الأوامر والوقوف معنا هي أن ترسل لنا جيشاً عندما سرنا إلي الحرب ضد الطغاة، ولكنّك لم ترسل إلينا الجُند وقدمت بدلاً من ذلك أعذراً جوفاء.

إثر هذا التأنيب أراد هولاكو أن يستجلي الموقف بصورة واضحة حتي لا يقع في حرج ويخرج عن أوامر أخيه منكو، ثم أستأنف هولاكو يملي شروطه على المستعصم قائلاً: ...، وعلىك أن تهدم الحصون وأن تطم الخنادق، وأن تسلم إدارة شؤون البلاد إلي ابنك، ثم تسارع إلي المثول بنفسك أمامنا، وإذا لم ترد الحضور بنفسك فأرسل نيابة عنك واحداً من الثلاثة ابن العلقمي، أو الدوادار، أو سليمان شاه، حتي يقوم بإبلاغ رسالتنا لك دون زيادة أو نقص. 17

اجتياح أراضي الدولة العباسية

ثم شرعت القوات المغولية الغازية بقيادة هولاكو باجتياح أراضي الدولة العباسية في العراق، وأخذت تضيِّق الخناق على العاصمة بغداد نفسها، التي كان المستعصم يظن بأنّهم: لن يبخلوا علىه بها أو يظنوا أنّها كثيرة علىه. وكانت الوفود التي تريد إطفاء النار أن تكون رُسُل سلام بين المغول والمسلمين، وكان الخليفة على استعداد لتلبية مطلب خصمه والخروج إليه، كي ينقذ نفسه ومدينته وساكنيها من الاجتياح البربري المغولي من الدمار. فقد رفض وزراؤه تنفيذ أوامره ومنهم الوزير مؤيد الدين بن العلقميquot; الفارسي الأصلquot; الذي رفض توسلات الخليفة، والخروج لمقابلة هولاكو وتخليص بغداد من الاجتياح القادم على أيدي المغول.

الإطباق على بغداد

لم تقنع مراسلات المستعصم لهولاكو ولا دفع الأموال له للعدول عن اجتياح بغداد وعودته إلي خراسان، فقد صدرت أوامر هولاكو لجيشه بالإطباق على بغداد من ثلاث جهات هي: من الشرق، ومن الجنوب، ومن الغرب، ويبدو أن الخليفة العباسي نجح بعد عدّة محاولات في إقناع وزيره ابن العلقمي، بالخروج لمقابلة هولاكو للتوصل معه إلي اتفاق بشأن إنقاذ بغداد وساكنيها من الكارثة. وبعد حصار دام عشرة أيام سقط أحد أبراج بغداد في يوم الجمعة 25 محرم 656هـ، الموافق 3 شباطquot; فبرايرquot; 1258م، بعدها شرع المغول يشقون طريقهم في المرحلة الأخيرة من هجومهم الكاسح لاقتحام العاصمة بغداد.


التخريب شبراً شبراً !
بدأ حصار بغداد يوم الثلاثاء 22 محرم سنة 656هـ والذي أستمر حتي نهاية المحرم. أخذ المغول في هذه الأثناء يخربون العاصمة بغداد شبراً شبراً ويفتحون الأبراج ويتقدمون, وعندما وجد الخليفة المستعصم أنّ الأمر يفلت من يده، سعي إلي ردّ هولاكو عدّة مرّات عن طريق إرسال الهدايا والرُسُل، إلاّ أنّه لم يقبل دعوة الخليفة، وأرسل نصير الدين الطوسي إلي المستعصم لاستدعاء سليمان شاه والكاتب، فاضطر الخليفة إلي إرسالهما إليه. فطلب هولاكو منهما للخروج بأتباعهما من بغداد حتي يتمكن من الزحف بهم ضمن قواته على الشام ومصر. وخرجت قوات بغداد وحشد من أهالي المدينة مع الكاتب وسليمان شاه من المدينة التماساً لطريق النجاة وتوجهوا إلي هولاكو. فقتلهم السفاح المغولي عن آخرهم، وبعد عدّة أيام قتل الكاتب وسليمان شاه وابنه وأرسل رؤوسهم إلي بدر الدين لؤلؤ في الموصل مع ابن لؤلؤ. 18


المستعصم عند هولاكو

بعدها قرر الخليفة المستعصم بالله الخروج خارج أسوار بغداد مع أبنائه الثلاثة ومعهم ثلاثة آلاف من سادات بغداد وأئمتها وقضاتها وأعيانها لملاقاة هولاكو بعد أن خفّ ضغط وزيره الدوادار علىه وذلك في اليوم الرابع من شهر صفر سنة 656هـ، الموافق للعاشر من شهر شباطquot; فبرايرquot; سنة 1258م. وأستقبله هولاكو بكل حفاوة وتقدير، وأخذ يخاطبه، لاستدراجه بأن الأمور ستكون على ما يجب إن هو نادي على مقاتلي بغداد بالكف عن مقاتلته، وإلقاء أسلحتهم، وأن ينادي على أهل بغداد بتركها وما يملكون كما هي، والخروج خارج أسوارها، ففعل الخليفة ما أملاه هولاكو، بعد ذلك قرر هولاكو قتلهم جميعاً وحبس المستعصم عند باب كلواذا، واجتياح بغداد، وفي التاسع من شهر صفر، دخل هولاكو بغداد وسلمه المستعصم بيده مفاتيح خزائن ظلت في يدِّ أجداده لمدة خمسة قرون.


مقتل المُستعصم

قام المغول خلال اجتياحهم لبغداد بتخريب المباني والعمارات كأضرحة الخلفاء وقتلوا كثيراً من الناس. وبعد أسبوع، أمر هولاكو بوقت القتل والغارات، ثم غادر المدينة لسوء جوّها في 24 صفر، ثم أستدعي المستعصم وقتله هو وابنه الأكبر أبا بكر مساء يوم الأربعاء الرابع عشر من شهر صفر 656هـ، ثم قتلوا ابنه الأوسط بعد عدّة أيام، وقتلت قوات المغول كل مَن صادفوه من بني العباس عدا الخليفة الأصغر مبارك شاه الذي وهبه هولاكو لزوجته التي سلمته بدورها إلي نصير الدين الطوسي وزوجوه بامرأة مغولية. وهكذا سقطت دولة العباسيين التي دامت خمسمائة وخمس وعشرين سنة وزالت الخلافة تماماً ويقال إنّ عدد ضحايا بغداد بلغ ثمانمائة ألف قتيل.
19
وبعد مقتل الخليفة المستعصم، عين هولاكو ابن العلقمي وزيراً كما كان أيام خلافة المستعصم، وعين قائداً عسكرياً لبغداد وبدأ إعمار ما تخرب ودفن جثث القتلي. وعاد هولاكو بعد فترة إلي مدينة خانقين، إلاّ أنّ قواده استولوا على مدن الحلة والنجف والكوفة، ولما أبدي أهالي مدينة واسط مقاومة، أقدم المغول على قتل أربعين ألفاً منهم واجتاحوا المدينة ثم توجهوا إلي شوشتر وغيرها من مدن خوزستان. 20


المغول والتقتيل

ثم قام المغول بقتل أفواج أعيان بغداد وعلمائها وأمراء جندها وفقهائها،ووضع السيف في أهل بغداد، وما يزال السيف يعمل فيهم أربعين يوماً في قتل ونهب وأسرٍّ وعقوبة على الأموال. فقتلوا الرجال والنساء والصبيان والأطفال عدا النصاري لأنّه كان عندهم مَن يحرس بيوتهم. وقيل بأنّ عدد القتلي ببغداد زاد على ثلاثمائة ألف نفس، عدا ألفين من الغلمان في الدخول، ومن هلك في القني والآبار وسراديب الموتي جوعاً، وعطشاً، ووقع الوباء فيمن تخلف بعد الوقعة من شمِّ روائح القتلي وشرب الماء الممتزج بالجِيف وكثرة الذباب، فإنّه ملأ الفضاء، وكان يسقط على المطعومات فيفسدهاquot;.21 أي أصبحت بغداد بعد الأربعين يوماً من التدمير الهولاكي خاوية على عروشها. 22

لم يكتفِ هولاكو ووزراؤه بهذا القتل، لكل مَن قاوم وقاتل أو أبدي قليلاً من الاحتجاج، أو أكتشف المغول أنّه كان يميل إلي بيت الخلافة، أو أنه كان ينظر بازدراء إلي الوزير ابن العلقمي، أو حتي أنه كان يستنكف مِن استقبال قادة جيش هولاكو لجنود المغول، بل إنّ القتل بلغ حداً أنّه أصبح لعبة أو تسلية يُوصي بها العالِم نصير الدين الطوسي وكأنّ القتل لأهالي بغداد بالذات في الطرقات والأزقة لا يختلف عن قتل القطط والهَوَام والحشرات، إذ لا قيمة لها إنْ لم يكن ضررها للإنسان أكثر مِن نفعها.

استباحة بغداد بكاملها
ولم يكتفِ هولاكو وجنده بما فعلوا من دمار وقتل للأبرياء، ونهب البيوت وحرقها، إنّما أمر جيشه بمداهمة المساكن واستباحة العاصمة بغداد بكاملها وقتل وذبح كل مَن يجدونه واستحياء النساء وسبيهنّ، محصنات أو غير محصنات، إذ حدثت الاستباحة بعد مقتل الخليفة وأولاده وأعمامه وأعيان خلافته وكل المدافعين والمقاومين لحماية العاصمة حتي بدأت تضعف المقاومة والدفاع عن بغداد مما شمل حتي النساء والصبيان لذلك قتل الجيش المغولي الكثير من الصبيان في هذه المداهمة والاستباحة لأنّهم وجدوا وسيلتهم في المقاومة بضرب المغول بالأحجار الصغيرة والقصب وسعف النخيل وبكل ما تيسر من سطوح مساكنهم، حتي لو كانت قشة صغيرة، مما أثار غضب هولاكو وجنده، فأصدر أمره بإباحة المدينة وقتل كل مَن يلاقيه المغول. 23وقرر هولاكو الرجوع إلي مقر حكمه في شهر جمادي الأول سنة 656هـ، وفوّض أمر بغداد إلي الأمير بهادر ومعه ابن العلقمي، وهكذا زالت الدولة العباسية بعد أن امتدت أيامها خمساً وعشرين وخمسمائة سنة.24

رمي الكتب في دجلة

طال التدمير الهولاكي نهب وحرق كل التراث التي حفلت به بغداد- دار السلام - في دور العلم والمكتبات فيها، ودمرت كل معالم الحضارة العباسية، التي نمت دورها ومراكزها العلمية في كل مكان من العاصمة نمو العشب في الأرض الطيبة، ففي سنة 891م أحصي مسافر عدد دور الكتب العامة في بغداد بأكثر من مائة مكتبة. 25

لقد شمل الدمار المغولي مرافق ومراكز الحضارة والعلم، فنهر دجلة على سبيل المثال الذي يقسم بغداد بين صوبي الكرخ والرصافة صار لونه أحمر من الدماء التي سالت، ومِن حبر الكتب والمؤلفات والمجلدات التي أُلقيت في دجلة، وهو الشاهد الحقيقي على تلك الدماء الحُمر القانية التي سالت فيه، والكتب المُذهبة التي رُميت في عبابه، فجري بها إلي حيث مياه الخليج العربي، ولم تكن الكتب والمجلدات التاريخية والجغرافية والأدبية قد أُلقيت وحدها في نهر دجلة ومياه نهر عيسي والصراة وكلواذي، إنّما ألقي المغول المصاحف الشريفة في الأنهار والأوحال، بل وداستها حوافر خيولهم الهمجية. 26


قطز يقضي على المغول؟

على الرغم من جبروت وهمجية المغول في التدمير والخراب لكل ما اجتاحوه من بلدان في طريقهم صوب بلاد المشرق العربي، لكنّ القدر كان لهم بالمرصاد، حين بعث الله عزّ وجل مَن يحمي بيضة الإسلام ويكسر شوكة الظالمين. فأرسل إليهم أحد القادة الذين كتب التاريخ عن بسالته وحرصه على الدين وحلمه في طرد المغول من ديار المسلمين، فكان لهم بالمرصاد ونفاهم من أرض العرب وبددّ جمعهم، وشتت شملهم، وأنهاهم عن بُكرة أبيهم. إنّه السلطان المظفر قطز، الفارس الشجاع، الذي هزم التتار، وطهّر بلاد الشام منهم يوم معركة عين جالوت الشاهدة. وكان قطز شجاعاً بطلاً، ناصحاً للإسلام، وكان الناس يحبونه ويدعون له كثيراً. 27
وقطز مملوك من مماليك أيبك، شهد معارك كثيرة مع الأيوبيين مما أتيح له خبرة في الحروب، وكان يتوقع أن يتولي يوماً ما سلطان الأمة، وأن يفعل الخيرات، وكثير من المبرات ويقاتل المغول ويهزمهم، ويقضي على فلولهم ويُكسر عنجهيتهم، وأن يكون صاحب شأن في كمصر والشام. 28


اللقاء فيquot; عين جالوتquot;

وشاء الله تعالي أن يكون لقاء المسلمين مع الجيش المغولي في quot; عين جالوتquot;، وهي بليدة بين بيسان ونابلس من أعمال فلسطين، كان الروم قد استولوا علىها مدّة، ثم استنفذها منهم صلاح الدين الملك الناصر يوسف بن أيوب في سنة 579هـ. 29 وتُعدّ معركة عين جالوت من أهم المعارك الحاسمة في التاريخ الإسلامي، حيث جعلت سلطنة المماليك في مصر القوة الأساسية في الشرق الأدني وإلي أن قامت الإمبراطورية العثمانية. وقد استفادت القيادة المصرية من عدم توفر معلومات كافية لدي المغول عن طبوغرافية المنطقةquot; عين جالوتquot; فانتخبت المدخل الغربي لوادي الجالوت، ساحة قتال مثالية لها، وأجبرت جيش المغول على
قبول المعركة فيها.

الهزيمة النكراء للمغول

بعد أن استشار القائد قطز في القاهرة مستشاريه وقادة جيشه لملاقاة المغول، انطلق جيشه من مصر بقيادته تتحسس طريقها عبر سيناء، وتستبق الزّمن وهي تسعي للقاء الأعداء التتار. وبعد مرحلة من التحركات- التمهيدية- حدث اللقاء فيquot; عين جالوتquot; قرب الناصرة بفلسطين، وغير بعيد عن quot; حطينquot;. هناك فيquot; عين جالوتquot; وقعت المعركة الحاسمة، وكانquot; كُتْبُغَانُوِينquot; هو مقدّم المغول على عسكر هولاكو، حيث التقي الجمعان يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر رمضان، وتقاتلا قتالاً شديداً لم يُرّ مثله، حتي قُتِل جماعة كثيرة من الطرفين، وبعد التحام وكرّ وفرّ في نزالٍ دامٍ انتهت المعركة بالظفر والنصر للمسلمين، وزال القلق على مستقبل الإسلام والمسلمين، وأستثمر المسلمون هذا النصر المؤزر وأفادوا منه، فانطلقوا والثقة تملأ نفوسهم والإيمان يُعمِّر قلوبهم لحرب أولئك الفرنج الذين تعاونوا مع التتار. 31

الهوامــــش

1. يعقوب ليسز: خطط بغداد في العهود العباسية الأولي، ترجمة: صالح أحمد العلى، مطبعة المجمع العلمي العراقي، بغداد، العراق، 1984م، ص63، وياقوت الحموي: معجم البلدان، دار إحياء التراث العربي، مؤسسة التاريخ العربي، ط1،بيروت، لبنان، 1997م، مج1/361، وإبراهيم فصيح البغدادي: عنوان المجد في بيان بغداد والبصرة ونجد، الدار العربية للموسوعات، الطبعة الأولي، بيروت، 1999م، ص 79، و.........: بغـداد، دار الحرية للطباعة، بغداد، ( د.ت)، ص: 4، وعبد الكريم العفيفي: موسوعة 1000 مدينة إسلامية quot;، مكتبة الدار العربية للكتاب، ط1، القاهرة، مصر، 2000م، ص 115.
2.محمّد رجب السامرّائي: بغداد نافذة على التاريخ، اليرموك، جامعة اليرموك، اربد، الأردن، العدد السابع والخمسون، أيلولquot; سبتمبرquot; 1997م، ص 54.
3. الحميري: الرّوض المِعطار في خبر الأقطار، تحقيق إحسان عباس، مكتبة لبنان، بيروت، لبنان، 1975م، ص 110.
4. ابن خلدون: المقدمة، دار الكتاب المصري، القاهرة، مصر، دار الكتاب اللبناني، بيروت، لبنان، طبعة مزيدة ومنقحة، 1999م، 6/1101، وبسام العسلي: المظفر قطز ومعركة عين جالوت، مشاهير قادة الإسلامquot; 10quot;، دار النفائس، ط5، بيروت، لبنان، 1986م، ص 82.


5
. محمود شاكر: التاريخ الإسلاميquot; 6quot; الدولة العباسية، المكتب الإسلامي، ط3، بيروت، لبنان، 1987م، 2/346.
6. ...............: الموسوعة العربية العالمية، مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، ط2، الرياض، السعودية، 1999م، 23/ 547.
7. مجالي مرسي: مُعجم العالم العربي، ترجمة جورج سعد، دار الهيثم، ودار الحداثة للطباعة والنشر والتوزيع، ط1، بيروت، لبنان، 1994م، ص 163-16.
8. سلمان التكريتي: بغداد أو مدينة السلام وغزو المغول، مكتبة الشرق الجديد، بغداد، العراق، 19988م، ص 124.
9. محمود شاكر: المرجع السابق، 2/343.
10. محمّد رجب السامرّائي: بغداد أمام الغزاة، الخليج، عدد يوم 20 نيسانquot; أبريلquot; 2003م، الشارقة، دولة الإمارات العربية المتحدة.
11. ابن خلدون: المرجع السابق، 6/1105.
12. الذهبي: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، تحقيق: عمر عبد السلام التدمري، دار الكتاب العربي، ط1، بيروت، لبنان، 1999م، ص 34-35، وسلمان التكريتي: المرجع السابق، ص 231.
13. الذهبي: المرجع السابق، ص 32.
14. عباس إقبال: تاريخ المغول منذ حملة جنكيز خان حتي قيام الدولة التيمورية، ترجمة: عبد الوهاب علّوب المجمع الثقافي، أبو ظبي، الإمارات، 2000م، ص 196-197.
15. عباس إقبال: المرجع السابق، ص 199-200.
16. سعد بن حذيفة الغامدي: العراقيون والمغول، دار النهضة الإسلامية، ط1، الرياض، السعودية، 1992م، ص 41.
17. الغامدي : المرجع السابق، ص 42-44.


18. عباس إقبال: المرجع السابق، ص201.
19. الغامدي: المرجع السابق، ص 46، 48-49، 51-56، وللاستزادة أنظر، عباس إقبال: المرجع السابق، ص 201-202، والغامدي: المرجع السابق ص 51-56، وسلمان التكريتي: المرجع السابق، ص 229-230، 236، والذهبي: المرجع السابق، ص 36-37.
20. عباس إقبال: المرجع السابق، ص 202.
21. الكتبي: عيون التواريخ، تحقيق نبيلة عبدالمنعم وفيصل السامر، بغداد، العراق، 1980م، 20/134-135.
22. محمود شاكر: المرجع السابق، 2/356.
23. سلمان التكريتي: المرجع السابق، ص 238، 243-244، 249-250.
24. محمود شاكر: المرجع السابق، 2/356.
25. زيغريد هونكه: شمس العرب تسطع على الغرب، نقلع عن الألمانية، فاروق بيضون، وكمال دسوقي، منشورات دار آفاق الجديدة، ط6، بيروت، لبنان، 1981م، ص 385.
26. سلمان التكريتي: المرجع السابق، ص 260-261.
27. قاسم عبده قاسم: السلطان المظفر سيف الدين قطز بطل معركة عين جالوت، دار القلم، ط1، دمشق، سورية، 1998م، ص4.
28. محمد ضاهر وتر: معركة عين جالوت 658هـ- 1260م، دراسة في الجيشين المملوكي والمغولي، ط1، دمشق، سورية، 1989م، ص 123.
29. الحموي: المصدر السابق، مج 5-6/ 369.
30. عماد عبد السلام رؤوف: عين جالوت، مركز البحوث والمعلومات، دار الحرية للطباعة، بغداد، العراق، نيسانquot; أبريلquot; 1986م، ص 40-41.
31. بسام العسلي: المرجع السابق، ص 19، ومحمود شلبي: حياة الملك المظفر قُطز قاهر التتار، وبطل معركة عين جالوت، دار الجيل، ط1، بيروت، لبنان، 1992م، ص 279-280.
المصادر والمراجع
أ?. المصادر:
1. ابن خلدون: المقدمة، دار الكتاب المصري، القاهرة، مصر، دار الكتاب اللبناني، بيروت، لبنان، طبعة مزيدة ومنقحة، 1999م.
2. الحميري: الرّوض المِعطار في خبر الأقطار، تحقيق إحسان عباس، مكتبة لبنان، بيروت، لبنان، 1975م.
3.الذهبي: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، تحقيق: عمر عبد السلام التدمري، دار الكتاب العربي، ط1، بيروت، لبنان، 1999م.
4.الكتبي: عيون التواريخ، تحقيق نبيلة عبدالمنعم وفيصل السامر، بغداد، العراق، 1980م
5. ياقوت الحموي: معجم البلدان، دار إحياء التراث العربي، مؤسسة التاريخ العربي، ط1،بيروت، لبنان، 1997م.

ب?. المراجـع
1. إبراهيم فصيح البغدادي: عنوان المجد في بيان بغداد والبصرة ونجد، الدار العربية للموسوعات، الطبعة الأولي، بيروت، 1999م.
2. بسام العسلي: المظفر قطز ومعركة عين جالوت، مشاهير قادة الإسلامquot; 10quot;، دار النفائس، ط5، بيروت، لبنان، 1986م.
3.زيغريد هونكه: شمس العرب تسطع على الغرب، نقلع عن الألمانية، فاروق بيضون، وكمال دسوقي، منشورات دار آفاق الجديدة، ط6، بيروت، لبنان، 1981م.
3. سعد بن حذيفة الغامدي: العراقيون والمغول، دار النهضة الإسلامية، ط1، الرياض، السعودية، 1992م.
4. سلمان التكريتي: بغداد أو مدينة السلام وغزو المغول، مكتبة الشرق الجديد، بغداد، العراق، 19988م.
5. عباس إقبال: تاريخ المغول منذ حملة جنكيز خان حتي قيام الدولة التيمورية، ترجمة: عبد الوهاب علّوب المجمع الثقافي، أبو ظبي، الإمارات، 2000م.
6. عبد الكريم العفيفي: موسوعة 1000 مدينة إسلامية quot;، مكتبة الدار العربية للكتاب، ط1، القاهرة، مصر، 2000م.
7. عماد عبد السلام رؤوف: عين جالوت، مركز البحوث والمعلومات، دار الحرية للطباعة، بغداد، العراق، نيسانquot; أبريلquot; 1986م.
8. قاسم عبده قاسم: السلطان المظفر سيف الدين قطز بطل معركة عين جالوت، دار القلم، ط1، دمشق، سورية، 1998م.
9. مجالي مرسي: مُعجم العالم العربي، ترجمة جورج سعد، دار الهيثم، ودار الحداثة للطباعة والنشر والتوزيع، ط1، بيروت، لبنان، 1994م.
10. محمد ضاهر وتر:معركة عين جالوت 658هـ- 1260م، دراسة في الجيشين المملوكي والمغولي، ط1، دمشق، سورية، 1989م.
11. ومحمود شلبي: حياة الملك المظفر قُطز قاهر التتار، وبطل معركة عين جالوت، دار الجيل، ط1، بيروت، لبنان، 1992م.
12. محمود شاكر: التاريخ الإسلاميquot; 6quot; الدولة العباسية، المكتب الإسلامي، ط3، بيروت، لبنان، 1987م.
13. ...............: الموسوعة العربية العالمية، مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، ط2، الرياض، السعودية، 1999م.
14. يعقوب ليسز: خطط بغداد في العهود العباسية الأولي، ترجمة: صالح أحمد العلى، مطبعة المجمع العلمي العراقي، بغداد، العراق، 1984م.

ج. الدوريات

1. محمّد رجب السامرّائي: بغداد نافذة على التاريخ، اليرموك، جامعة اليرموك، اربد، الأردن، العدد السابع والخمسون، أيلولquot; سبتمبرquot; 1997م.

2. محمّد رجب السامرّائي: بغداد أمام الغزاة، الخليج، عدد يوم 20 نيسانquot; أبريلquot; 2003م، الشارقة، دولة الإمارات العربية المتحدة.