(إلى صديقي العلاّمة د. فوزي رشيد)

... و أنا مشدوه العينين
تحفّـني
صخورٌ،
جماجمٌ،
رماحٌ،
أوعيةٌ،
و عظامُ حصانٍ
ذي عينين
كُرديّتين
في الطّـمي،
تشدّ أصابعي المقشعرّةُ
على فتاتِ إناءٍ كالحيّة
و روحي الخاشعةُ
رهن طلاسم الحيوانات والعواصم المنقرضة
تقارعُ وساوسَ المغاور و أنقاضي المقبلة
أوّاه
طالما
أثكلت الحرائقُ تاريخي الآتي،
دكّت مدافعُ - منْ برونز تماثيلي - مستقبلي الغابر
نهبني تجّـارُ القبورِ
و السّـدنةُ مابرحوا يختلسون صروحي و رمسي.

و أنا مشدوه اللبّ
أستغورُ فأسي و فتاتَ الإناءِ
تختلجُ ذاكرتي المحتلّـةُ
بصمتٍ - كالقوسِ المشدودِ-
يجوسُ دهدهةَ القرونِ السحيقة
و لايعيا:
- لابدَّ أنْ أستنطقكِ يا طلاسمَ الإنسانِ المجهول ؛
مهما
تكاتميني،
يستوحشْـني نفيُ الشعوبِ
يسمْـني قمعُ المنحوتاتِ و بركانُ فيزوف عذاباً
تُـتـعسْـني رُقُـمُ المنافي
أرسفْ في الآثارِ المريبة.

و أنا مشدوهُ الروحِ
في حضرةِ صخورٍ و أوراقِ أشجارٍ
تكتمُ
عظامَ أسماكٍ
آثارَ أقدامِ وحوشٍ وطيور
أصدافاً و أفوافَ أزهار
لربّما
تبوحُ بما للبحارِ منْ أسرار،
و إذا بفراشةِ تهافتتْ على قلبي
فسألتها :
- مَـنْ سيرثُ كوكبَـنا المسلوخ
فأجابتني مزهوّةً:
-هاتِ ديناصوراً واحداً ؛ فكيف بالفهاررة؟!

بداية 1978 قرية أوج تبّه