بوريس باسترناك: شذرات في الكتابة

مُحالٌ أنْ تعبرَ الطريقَ دون أنْ تدوسَ الكَونَ كُلّه!

***
أيّها الصّمتُ إنك أفضل من كلِّ ما سمعت!

***
أنا ضوءٌ معروفٌ بحقيقةِ أني استطيع القاءَ ظلٍّ!

***
تهْ بلا أثر، عُدْ منهوكَ القوى!

***
الشعر هو النثر، النثر ليس بمعنى المجموع الكلي لأعمال هذا الكاتب او ذاك النثرية، وإنما هو النثرُ عينُه، صوتُ النثر، النثرُ في حالةِ من الفاعليّة، وليس في حالة الجَزالة. الشعر هو لغةُ الواقعةِ العضويةِ، أي الواقعة التي لها تبعات حياتيّة. وبالطبع، كأي شيء آخر في العالم، فإنه قد يكون جيدا أو سيئا، وهذا متوقف على احتفاظنا به دون تشويه، أو على سعينا لإفساده. وأيّا كان الأمر، فإن الشعر هو هذا بالضبط، أي نثر نقي في توتّره التحوّلي.

***
الشعر لا يمكن تعريفه. لأن تعريفه هو هذا بالضبط:ما إنتسمّيه، حتى يصبح شيئا آخرَ.

***
الشعر جنون بلا مجنون. الجنون خلود طبيعي. الشعر خلود سمحت به الثقافة...

***
إنسان سيء لا يمكن أن يكون شاعرا جيدا.

***
الكاتب هو فاوست العصر الحديث، إنه الفردي الوحيد الباقي حيا في عصر جماهيري. ويبدو، في نظر معاصريه الأصوليين، شِبهَ مجنون.

***
الأدب هو فنُ اكتشافِ شيءٍ خارقِ العادة حول أناس عاديين، وقولُ، بكلمات عاديّة، شيءٍ خارق العادة.

***
لو كنت أعلم، عند بداياتي أنَّ هذا ما سيحدث؛ أنَّ أبياتاً قادرة على أن تقتل؛ أن تخنقك بالدم حتى الموت، لرفضت رفضا قاطعا المشاركة في مهزلة بهذه الورطة.

***
إن ما يخلقه الكاتب، لهو نصٌ، بعدٌ ثالث؛ عمقٌ يثير ما قد قيل ومعروض عموديا فوق الصفحة، و، الأكثر اهمية، يفصل الكِتاب عن الكاتب.

***
لم تدمّر الثورة (ثورة اكتوبر) كلَّ شيء.. الزمان يوجد من أجل الإنسان وليس الإنسان من أجل الزمان.

***
مُراد العمل الإبداعي هو التفاني وليس الهتاف والشهرة... كم مخز أن تكون على كل لسان وأنت لم تبلغ شيئا.

***
يجب أن يكون ديواني المقبل جديدا كمطر الصيف، حيث كلُّ صفحةٍ فيه عليها أن تنذر القارئ بقُشَعْريرة... هكذا يجب ان يكون ديوانٌ. وإلا فمن الأفضل أن لا يكون.