صيف بلا سياح
السعودية: أهالي الشرقية يهربون للدول المجاورة للاستمتاع بالسياحة
مشعل الحميدي من الدمام
شهدت منطقة الشرقية صيف هذا العام أسوأ صيف لها مقارنة مع السنوات السابقة وذلك بعدم وجود مقومات السياحة التي أجبرت الكثير من العوائل على التوجه إلى الدول المجاورة ( البحرين - الإمارات - الكويت - عمان ) التي تتوفر فيها كل ما يحتاجه السائح من فعاليات ومناسبات ومسابقات تبرد عليها حرارة الصيف الحارقة بالإضافة إلى انتظار أبناء الشرقية الإعلان عن مهرجان الشرقية مثل الأعوام السابقة وجاءت العطلة الصيفية والتي اقتربت من إنهاء شهرها الثاني ولا توجد أي بوادر على وجود مهرجان هذا العام في المنطقة مما سبب لهم استياء شديدا، خاصة أن جملة تشجيع السياحة الداخلية تتكرر على مسامعهم كثيراً دون أي اهتمام حقيقي بذلك من قبل الجهات ذات الصلاحية في المملكة .quot;
وقال خالد النصار رئيس لجنة السياحة في الشرقية إن الهدف من المهرجانات هو الاستفادة المادية من قبل التجار وليس فقط دعاية و إعلانا للمنطقة في كل مكان وإعلانات ضخمة وفي النهاية يكون الوضع عاديا ولا يوجد فيه تميز فقط بهرجة إعلانية تخدع الزائر ولذلك أصحاب القطاعات في المنطقة هم الذين يدعون إلى إقامة مهرجان وليس اللجنة السياحية التي هي فقط تقوم بالتنسيق والتجار هم الذين يقومون بالتنفيذ الفعلي كونهم المستفيد الأول والأخير مشيراً إلى أن اللجنة كونها تابعة للمؤسسات التجارية تقوم بمساعدة التجار وتوعيتهم . وأضاف إن من الأنشطة التي طالما أراد أصحابها انتسابها إلى السياحة لأخذ التراخيص اللازمة لإقامتها هي خيام بازارات التسوق مع دمج أنشطة اجتماعية وترفيهية معها لجذب الزبائن على الرغم من إحجام اللجنة السياحية عن هذه الأنشطة وعدم موافقة لجنة تنظيم الفعاليات والمناسبات التابعة لجهاز السياحة لها إلا بشروط من أهمها موافقة وزارة التجارة والدفاع المدني، فمازالت هذه الأنشطة تقام. وأشار الى ان هناك مشكلة اجتماعية ما زالت حلولها ناقصة وهي ظاهرة منع الشباب من دخول المجمعات التجارية منوها بأن معاملة الشباب على أنه ومن دون استثناء عدواني وغير أخلاقي تجاه الجنس الناعم هو تعميم يعكس نظرة المجتمع إلى مخرجات ما ينتجه من تربية، لأن هذا الشباب هو من تربيتنا ونتاج أيدينا ما يعني أن الخلل مشترك، وفي الوقت نفسه ان الأضرار من قبل بعض الشباب اللا مسؤول والتي أدت إلى هذه الإجراءات لا تسمح بأن يترك الحبل على الغارب. وكثيرا ما نتساءل في اللجنة السياحية عن كيفية علاج هذه المشكلة وأنه من الإجحاف منع الشباب من مزاولة حق من حقوقهم كمواطنين صالحين من غير توفير سبل الإرشاد ومن غير وجود الأنشطة البديلة التي بإمكان الشباب أن يصرف طاقاته فيها وان تحول بعض الطاقات من استخدام سالب إلى استخدام موجب. تصرفات الشباب في الأسواق والمحلات العامة يجب أن تعالج على أنها ظاهرة اجتماعية يحتاج حلها إلى ذوي الاختصاص في علم الاجتماع وأصحاب الحكمة والموعظة من رجال الدين حتى توجه الأنشطة السياحية والاجتماعية لما فيه فائدة المجتمع. وأوضح مدير عام العلاقات العامة والإعلام في الأمانة العامة للمنطقة الشرقية حسين البلوشي في تصريحات سابقة أن الأمانة العامة هي جزء لا يتجزأ من كل شيء يتم في المنطقة الشرقية وهي عضو من المجموعة التي تقوم بتنظيم الفعاليات الصيفية وليست جهة منفذة مضيفا أن الأمانة تقوم بتسهيل إيجاد الأماكن وغيرها من الأمور التي تستطيع القيام بها الأمانة لإقامة تلك المهرجانات ومثال على ذلك التعاون وتسهيل الأمور لإجراء فعاليات قافلة الخير في كورنيش الدمام . وقال ان المسؤولية المباشرة تقع على الغرفة التجارية كونها هي الجهة المنفذة وهي التي تستطيع أن تقوم بهذا الأمر لأنها بيت التجار في المنطقة موضحاً أن سكان المنطقة الشرقية والزوار يهمهم بشكل كبير وجود مهرجان في المنطقة الشرقية . أشـار المواطن محمد الدوسري إلى حـزنـه العـميق وهـو يـسمـع عن المهـرجانات التي تـقـام في بعـض مدن الممـلكـة في الشـمال و الجنوب والمنطقة الغربية بينما المنطقة الشرقية التي تقع في مكان استراتيجي على شواطئ الخليج و التي يرتادها الكثير من الخليجيين غائبة عن هذه التظاهرة الكبيرة وهي المهرجانات الصيفية رغم ما نسمعه ونقرأه عما يسمى بصيف الشرقية . وقال كيف يطالبون المواطنين بالاتجاه إلى السياحة الداخلية و الأوضاع السياحية ما زالت تعاني لدينا في المملكة فإذا كانت الشرقية واحدة من أهم ثلاث مناطق في المملكة لا يوجد فيها أي من هذه المقومات فهذه كارثة خاصة أن المهرجان الحالي عبارة عن إغلاق الأفواه التي تطالب بالسياحة مما يعني ان الأمر يعود إلى وجود خلل كبير في هذا الجانب . وأوضح أن الأمانة العامة في المنطقة الشرقية هي التي تتحمل المسؤولية الكبرى لغياب الفعاليات في هذا الصيف عن المنطقة الشرقية ولذلك يجب أن يعرفوا أن أي منطقة لا يمكن أن تكون صالحة للسياحة دون تعريف عنها و أحسن تعريف هو المهرجانات السياحية التي كانت ضعيفة في السنوات الماضية وبدل أن تفعل أكثر تلغى . أما صالح السبيعي فقال إن الوضع في المنطقة الشرقية هذه السنة لا يشجع على البقاء فيها خلال فترة الصيف فالشخص يأخذ إجازة من أجل التمتع هو و أسرته بهذه الفترة و استغلال الفرص والعروض المناسبة والتي لا تتوفر إلا في المهرجانات السياحية ولكن الذي يحدث هذه السنة لا يناسب أهمية المنطقة التي تقع في منطقة إستراتيجية لاتصالها بجميع دول الخليج. وذكر أنه من المخجل أن تسمع عن المهرجانات الكبيرة في إمارة دبي بشكل سنوي وقوي بينما نحن لا نزال نغيب عن هذه التظاهرات المهمة . وقالت مصادر سياحية إن المشاريع الاستثمارية في القطاع السياحي تأثرت بالتضخم الموجود في الأسواق حيث قدرت نسبة الزيادة في أسعار المواد الخام بـ30 في المائة، مما كان له اثر سلبي على القيمة المالية للمشروع. وتوقعت الدراسات الصادرة عن مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) التابع للهيئة العليا للسياحة بأن تشهد السياحة المحلية لصيف هذا العام 2008م نمواً ملحوظاً يقدر بنحو 15% مقارنة بعام 2007 مع ارتفاع عدد الرحلات السياحية المحلية داخل المملكة للفترة من شهر يوليو وحتى نهاية شهر سبتمبر من عام 2008م إلى (11) مليون رحلة مقابل (9.6) ملايين رحلة متحققة للفترة نفسهامن عام 2007م بمعدل نمو مقداره (15%) بالإضافة إلى ارتفاع مصروفات الحركة السياحية المحلية لصيف 2008م بنسبة (14%). بما يعادل حوالى (10.6) بلايين ريال مقابل دخل متحقق (9.3) بلايين ريال لعام 2007م .
التعليقات