وسائل الإعلام تعيد حساباتها تجاه أرباحها
السعودية: حظر إعلانات الأدوية والمستحضرات الطبية غير المرخصة
محمد العوفي من الرياض: أصدرت السعودية قراراً جديداً يضبط سوق الإعلانات التجارية في الصحف المحلية بمنعها الصحف من نشر إعلانات الأدوية والمستحضرات الطبية التي لم تسجل في وزارة الصحة السعودية، لتعيد الوسائل الإعلامية حساباتها التي قد تتأثر أرباحها نتيجة قرارات مشابهة قد تصدر في المستقبل.
وأبلغت وزارة الشؤون البلدية والقروية في خطاب حمل توقيع وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير متعب بن عبدالعزيز وزارة الثقافة والإعلام بضرورة التأكيد على الصحف المحلية باعتبارها الجهة المشرفة عليها بعدم نشر أي إعلانات الأدوية والمستحضرات الطبية التي لم تسجل أو ترخص من قبل وزارة الصحة.
ويأتي ذلك التوجه بعد أن انتشرت إعلانات تجارية في صحف محلية وأخرى مختصة في الإعلانات التجارية عن مستحضرات طبية وأدوية لا تحمل ترخيص من قبل وزارة التجارة ولا تحمل إي بيانات عن المحلات أو المؤسسات المنتجة لها أو تبيعها ويكتفي فقط بترك رقم هاتف الشخص أو الجوال.
ووضعت الوزارة حد لتلك الإعلانات التي قد تؤدي إلى انجراف المواطنين الذين لا يدركون عواقبها خلفها أو يعرفون مكوناته ومصادرها مما قد يتسبب في أضرار صحية كبيرة لهم.
ويهدد ذلك الحظر سوق الإعلانات في السعودية إذ تقوم أرباح الصحف السعودية على جزء كبير من الإعلانات التجارية، هو الأمر الذي دعا صحف سعودية إلى التخلي عن المادة الصحيفة والتركيز على الإعلانات التجارية في خطوة هدفت إلى إنعاش أرباحها السنوية وزيادة دخلها من تلك الإعلانات.
إضافة إلى أن هناك صحف في السعودية تعتمد فقط على الإعلانات التجارية وتوزع مجاناً في الأسواق والمحلات ومراكز التسوق الكبيرة، على الرغم من قلة قيمة الإعلان فيها إلا أنها لها انتشار واسع .
يأتي ذلك في الوقت الذي يبلغ حجم الإنفاق الإعلاني داخل السعودية على الوسائل الإعلانية المحلية والوسائل الإعلانية المهاجرة أكثر من 9 مليارات ريال (2,396,319) مليار دولار، ويقدر حجم الإنفاق الإعلاني على الوسائل الإعلانية السعودية بلغ (826,040) مليون دولار بزيادة قدرها 35 في المئة عن ما إنفاقه في نفس الفترة من العام الماضي.
وحصلت الصحف المحلية على الحصة الأكبر من ما تم إنفاقه بمبلغ إجمالي وصل إلى (641,990) مليون دولار وبنسبة 77 في المئة مما تم إنفاقه على الوسائل الإعلانية السعودية.
ويبلغ الإنفاق الإعلاني على الوسائل العابرة للأقطار العربية (بان عرب) ما مجموعه (1,767,436) مليون دولار، وكان نصيب الفضائيات أكثر من 86 في المئة، بما مجموعه (1,570,279) مليار دولار مما تم إنفاقه على الوسائل المهاجرة.
وبين رئيس لجنة قطاعات الإعلام والإعلان في غرفة الرياض، أن توقيع المملكة على حقوق الملكية الفكرية (تريبس) سيعزز من الابتكار وحماية الحقوق حيث أن مدة الحماية 50 عاماً للأعمال الأدبية والفنية،لافتاً إلى أن الفترة المقبلة لن تشهد إعلاناً كما كان في السابق يستخدم موسيقى أغنية أو رسومات دون شراء تلك الحقوق.
وكان الإنفاق الإعلاني الخليجي قد واصل ارتفاعاته القياسية ، ليصل إجمالي الإنفاق الإعلاني الخليجي إلى 2,1 مليار دولار، مقارنة ب 1,78 مليار دولار في عام 2004، لتكون حصة السوق الإماراتية من إجمالي الإنفاق الإعلاني الخليجي 22في المئة، السعودية 22 في المئة تقريبا أيضا، الكويت 10 في المئة، قطر 3 في المئة، البحرين 2في المئة، وعمان 2 في المئة أيضا، أما وسائل الإعلام العابرة للأقطار العربية (بان عرب) فقد حققت 39 في المئة من إجمالي الإنفاق الإعلاني الخليجي. ويحتلّ السوق الإعلاني السعودي الصدارة بين الأسواق الخليجية في حجم الإنفاق الإعلاني، في وقت بدأ فيه سوق الإعلان الإماراتية ينافس وبقوة السوق السعودي خلال السنوات الماضية، إلا أن المتخصصين يؤكدون ان نسبة النمو تأتي في صالح السوق السعودي، مقارنة بالسوق الإماراتي، وأن التوقعات تذهب إلى مواصلة السوق السعودي وتيرة النمو العالية.
التعليقات