لا يعرف قطاع الخدمات المصرفية الخاصة quot;برايفت بنكينغquot; (private banking)، في سويسرا، الذي يتمحور، رئيسياً، حول تقديم أحدث الصرخات الاستثمارية، عالية المردود، لأولئك الذين يريدون استثمار مبالغ مالية قيمتها عالية وquot;غير مألوفةquot;، الحداد! لم تتمكن، أي أزمة، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، من عرقلة تقدم هذا القطاع هنا.

برن (سويسرا):. على صعيد أبرز المصارف السويسرية، كما quot;يو بي اسquot; وquot;كريديه سويسquot; وquot;يوليوس بيرquot;، فان حجم الاستثمارات، في هذا القطاع، تراجع حوالي 5 في المئة في العام الماضي، مقارنة بتراجع

حوالي 16 في المئة، لدى المصارف الأوروبية، وأكثر من 14 في المئة لدى مصارف أميركا الشمالية. أما العام، فان الخدمات المصرفية، الخاصة بطبقات الأغنياء، هنا، انتعشت بنسبة 12 في المئة. ما يجعلها تضحي تنافسية مقارنة بما يحصل في الأسواق المصرفية الآسيوية!

من جانبهم، يفيدنا المراقبين الماليين السويسريين أن مجموع ثروات العملاء، التابعين لقطاع الخدمات المصرفية الخاصة في سويسرا، ومن بينهم الخليجيين، سيصل، في نهاية العام، الى حوالي تريليون فرنك سويسري وهو مستوى يعيد الذاكرة الى فترة ما قبل الأزمة المالية. في عام 2006، بلغ هذا المجموع 858 بليون فرنك سويسري صعوداً الى 971 بليون فرنك سويسري، في عام 2007. وبعد تراجع في ادارة ثروات هؤلاء العملاء، بنسبة 6 في المئة، في عام 2008، وزيادة بنسبة 12 في المئة، طوال العام الفائت، نجحت المصارف السويسرية في توطيد الزيادة، المسجلة في عام 2009، بنسبة 3.5 في المئة اضافية، في نهاية شهر يونيو(حزيران) الماضي.

في سياق متصل، يشير أندريا كوريات، المحلل المصرفي، الى أن 40 في المئة، تقريباً، من الثروات التي تديرها المصارف الوطنية، في قطاع quot;برايفت بنكينغquot;، أصحابها رجال أعمال، يبلغ متوسط أعمارهم 60 عاماً وهم يمتلكون ما معدله حوالي 4 بليون فرنك سويسري. بالنسبة لأولئك الذين بحوزتهم ثروات تتراوح بين نصف مليون وخمسة ملايين فرنك سويسري، فانهم يشكلون حوالي 38 في المئة من عملاء هذا القطاع المربح. كما أن 12 في المئة منهم، تقريباً، يمتلك أكثر من نصف بليون فرنك سويسري.

علاوة على ذلك، يشير المحلل كوريات الى أن أكثر من 60 في المئة من العملاء يختار استثمارات متوسطة الأمد. بيد أن 55 في المئة منهم يختار برامج استثماراتية تضمن له مردوداً مضموناً. في ما يتعلق برجال الأعمال الخليجيين، وجزء كبير منهم يمتلك حسابات مصرفية مشفرة في مصارف سويسرية وغير، هنا، ينوه المحلل كوريات بأن أكثر من 70 في المئة منهم، لا سيما بعد عام 2008، بدأ تنويع استثماراته عن طريق اختيار برامج استثماراتية quot;جريئةquot;، قصيرة الأمد، على عكس العملاء الأوروبيين الذين يبحثون، راهناً، عن كل شيء يجعلهم يتفادون خسارة رؤوس أموالهم بالكامل.