رأى الرئيس التنفيذي في شركة طيران ناس سايمون ستيوارت أن المنافسة مطلوبة وصحية إذا ما كانت عادلة بين شركات الطيران العربية والدولية الأخرى. وأكد أن ما تواجهه ناس من صعوبات مرده غياب الوعي العام بقدرة ودور الطيران الإقتصادي في خدمة الإقتصاد الوطني.
الرياض: طيران ناس هي الخطوط الجوية الأولى والمتخصصة في مجال الطيران الاقتصادي في المملكة العربية السعودية، جعلت السفر جواً أمراً يسيراً وفي متناول الجميع بأسعار منخفضة.
انطلقت أولى رحلات طيران ناس في 17 فبراير/شباط عام 2007. وخلال عامين من الجهد المتواصل، وصلت إلى خدمة 20 وجهة داخلية ودولية.
وكانت شركة طيران ناس أعلنت عن إلغاء الرحلات الداخلية للوجهات الإلزامية ابتداء من مايو/أيار الماضي. مكتفية بالقول حينها إن السبب يعود إلى الخسائر المترتبة على التشغيل لتلك الوجهات. لكن المتابعين لوضع النقل الجوي رأوا أن الإعلان قد جاء نتيجة لتراكمات من المطالبات لهيئة الطيران المدني التي تعنى بالإشراف وتنظيم السوق الجوية للمملكة العربية السعودية بشأن منحها المميزات الممنوحة مسبقا للمشغل الأول في السعودية quot;الخطوط الجوية العربية السعوديةquot; من خلال التخفيض الخاص لها بأسعار الوقود وكذلك سيطرتها التامة على الخطوط التجارية لعدد من المدن الداخلية في السعودية.
ولم يكن إيقاف طيران ناس لرحلاتها الداخلية قد فاجأ المجتمع السعودي لكونه الإيقاف الأول، بل جاء الإعلان الأول لإلغاء الرحلات للوجهات الداخلية من قبل الخطوط الجوية العربية السعودية في شهر إبريل/نيسان من العام 2008، التي أعلنت عن إيقاف تسيير العديد من الرحلات الداخلية لأكثر من 14 وجهة وكذلك تخفيض عدد الرحلات المتجهة من عدد من المطارات إلى النصف. وكان هذا الإعلان هو طريقة متفقة لتسليم الطيران الاقتصادي الجديد آنذاك quot;ناسquot; وquot;سماquot; تلك الوجهات بدلاً من الخطوط السعودية.
وجاء الإعلان الثاني لإيقاف الرحلات من قبل المشغل الثاني للطيران الاقتصادي طيران quot;سماquot; حيث ألغت سما وجهتها إلى أكثر من خمسة مطارات داخلية بسبب المبالغة في أسعار الوقود التي تدفعها. الجدير بالذكر أن طيراني quot;سماquot; وquot;ناسquot; هما أيضًا مشغلان للعديد من الوجهات الدولية من المطارات السعودية وتضع كل منهما العديد من الأسعار المنافسة والعروض التشجيعية للعديد من الدول.
في المقابل، تشهد المدينة المنورة في السعودية خلال الفترة من 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2010 وحتى 31 مارس/آذار 2011 تعزيز خطوط شركة طيران ناس فيها، حيث تنطلق من وإلى المدينة المنورة ثلاث محطات جوية جديدة تشمل مدن بيروت وعمان وأبوظبي. علمًا أن طيران ناس يسير من وإلى المدينة المنورة 6 محطات جوية أخرى على مدار العام وتغطي مدن الرياض والدمام وأبها وجيزان محلياً والكويت والشارقة دولياً.
quot;إيلافquot; أجرت حواراً مع الرئيس التنفيذي في شركة طيران ناس سايمون ستيوارت. فكان هذا اللقاء. بدأت الشركة بحماسة ونشاط واضح داخل السعودية بعد فترة ركود ملحوظة بتكثيف الرحلات الآتية من خارج السعودية والمتوجهة إلى مطار المدينة لاستقطاب أكبر عدد من الحجاج، فهل هذا هذا ما يسمونه لعبة السوق أم لأن الشركة فقدت ثقة المواطن والمقيم السعودي في الشركة؟
يؤكد ستيوارت أن هذا الكلام خال تماماً من الصحة، موضحًا أن لطيران ناس خطته بالنسبة إلى توسيع شبكة محطاته الجوية وزيادة شريحة المتعاملين معه من المسافرين، quot;فإذا ما نظرنا إلى الرحلات المحلية أو الداخلية فإن طيران ناس يسير رحلات لعدد 6 مدن سعودية رئيسة هي الرياض وجدة والدمام والمدينة المنورة وجيزان وأبها، وعلى صعيد الرحلات الدولية يسير رحلات إلى 18 وجهة جوية تغطيها كلها أكثر من 400 رحلة أسبوعية.
وأكد أن رحلات الشركة كافة تشهد معدلات تشغيل جيدة توقع معها أن تنقل بنهاية العام الحالي أكثر من 2.6 مليون مسافر، فيما نقلت عام 2009 عدد 1.8 مليون مسافر فقط. وقد أوردت آخر الدراسات الميدانية التسويقية أن ما يزيد عن 90% من عملاء طيران ناس راضون عن الخدمات المقدمة لهم ويؤكدون إنضباط مواعيد الإقلاع. والأكثر من ذلك يشير إلى أن نحو 37% من ركاب طيران ناس من رجال الأعمال والتنفيذيين وهي الشريحة الأكثر تعاملاً مع شركات الطيران، لافتًا إلى أن هناك مؤشرات إيجابية تعكس ثقة العملاء في طيران ناس.
وطالب التفريق بين الرحلات المجدولة أو المنتظمة - وهذه تخضع لموافقات مسبقة سواء مع الطيران المدني السعودي أو في الدول التي تهبط فيها طائرات الشركة ndash; ورحلات الحج الخاصة وهي تخضع لإتفاقيات ثنائية بين طيران ناس والهيئات المعنية بشؤون الحج في الدول التي يتم التعاقد معها، وتكون مرتبطة فقط بموسم الحج، وأضاف quot;يجب النظر إلى أن نجاح طيران ناس في التعاقد هذا العام على نقل 30.000 حاج من دول عدة يمثل ثقة من الدول التي ينتمي إليها هؤلاء الحجاج بطيران ناس وقدراته على الإلتزام بالإتفاقيات.
التعامل كأجانب في مسألة الوقود
أما عن صحة أخبار تفيد بأن الوقود يباع للشركة بقيمة تزيد عن 10% عن تلك القيمة التي تباع فيها للخطوط السعودية، فقال إنه في الوقت الذي حدد فيه سقف تذاكر الرحلات الداخلية منذ زمن طويل لم يعد يتناسب مع الوضع الإقتصادي، ولقد لمست هيئة الطيران المدني السعودية هذا الأمر وتم رفع دراسة في صدده. وأمل أن يتم قريباً حل هذه المشكلة حتى تؤدي الشركة دورها في خدمة المسافرين على الرحلات الداخلية. كما يجد أنها تعامل باحتساب قيمة الوقود مثل الشركات الأجنبية لا كشركة وطنية، بل إنها تدفع ما نسبته 10-17% أكثر من البلدان الأخرى. كما إن الشقيقة الخطوط السعودية تدفع 75% أقل من quot;قيمة الوقود الذي ندفعه نحن في طيران ناسquot;.
وعبّر ستيوارت عن اعتزازه بالمكانة التي استطاع طيران ناس أن يرتقي إليها، حيث استطاعت الشركة خلال عام 2010 وحده إفتتاح 7 محطات جوية جديدة، ولديها خطط أيضًا لإفتتاح مزيد من المحطات خلال عام 2011. بل إنها نفذت خطة تقديم خدمات إلكترونية متقدمة مثل إصدار بطاقة صعود الطائرة إلكترونياً وحجز الفنادق والمبيعات الجوية وخدمات الطعام على متن أسطولها الجوي وغيرها من الخدمات التي تحاول من خلالها المنافسة بقوة.
أما تميز quot;ناسquot; فقد وضعته الشركة، بحسب ستيوارت، إنطلاقاً من أربع قيم تعمل على تطبيقها كسبيل لتميزنا وهي أدق المواعيد، وأفضل الأسعار، وأحدث الطائرات وأذكى الخدمات.
المنافسة مطلوبة
الرئيس التنفيذي في شركة طيران ناس سايمون ستيوارت رأى أن المنافسة مطلوبة وصحية إذا ما كانت عادلة. وقال quot;نحن من جانبنا وضعنا إستراتيجيتنا لتطوير الأداء والتوسع المدروس، ويبقى مهماً النظر إلينا كناقل جوي وطني يمثل بنية استراتيجية ويدعم بالدرجة الأولى الإقتصاد الوطني بما يسهم به من دور في حركة النقل الجوي في المملكة، وهنالك الكثير من شركات الطيران وخاصة الاقتصادي منها في المنطقة تدعمها دولها بقوة إقتصادياً إيماناً بدور هذه الشركات في خدمة البنية الإقتصادية لتلك الدول، ويطلب منا بعد ذلك منافسة مثل تلك الشركات المدعومةquot;.
quot;نتشرف بخدمة الحجquot;
بالنسبة إلى الخطط المستقبلية في كيفية تشغيل الشركة وتنظيم الرحلات وهل ستتوقى الشركة لفترة بعد موسم الحج بعدما استغلته. أجاب على السؤال التالي بقوله quot;أود أن أصحح مفهوم عبارة إستغلال موسم الحج، فنحن نتشرف بهذه الخدمة ومن الطبيعيكشركة طيران سعودي أن نستعد مبكراً لهذا الموسم، كما أننا لم نبدأ الدخول والإقدام على تقديم هذه الخدمة إلاً بعد ثقتنا التامة بالقدرة على أداء هذه الخدمة التي بدأناها بنقل 25.000 حاج العام الماضي من الهند، لتصل إلى 30.000 حاج هذا العام من دول عدة، ونعمل على زيادة هذه الأعداد بشكل مضطرد خلال الأعوام المقبلة.
وبخصوص الخطط المستقبلية، فأكد السعي إلى التوسع في شبكة محطات ناس الجوية والتميز في الخدمات المقدمة للركاب بشكل يمكنها من تحقيق رؤيتها.
غياب الوعي العام بقدرة الطيران الاقتصادي
أخيرًا عن تطلعات ستيوارت التي يتمناها من هيئة الطيران المدني في السعودية لفت النظر إليها؟، لفت إلى أن quot;هيئة الطيران المدني هي الهيئة الناظمة والداعمة لصناعة الطيران المدني في المملكة وتبذل من خلال رئيسها المهندس عبدالله رحيمي وكل زملائه الكثير من الجهد لدعم شركات الطيران السعودية وتطوير صناعة الطيران المدني في المملكة العربية السعودية، ونحن نتعاون جميعاً لتذليل الصعوبات التي تواجه هذا القطاع المهم.
وأكد أن ما تواجهه ناس من صعوبات ملخصه غياب الوعي العام بقدرة ودور الطيران الإقتصادي في خدمة الإقتصاد الوطني. وتوقع من الهيئة الإستمرار في توضيح هذا الدور المهم والتعاون مع الجهات الحكومية الكريمة الأخرى لتذليل العقبات التي تواجهه لتحقيق أهدافه الوطنية.
التعليقات