تهدد أعمال الشغب التي تشهدها العاصمة اليونانية أخيرًا بتقويض القطاع السياحي الحيوي في البلاد. فما زال السوّاح حول العالم يراقبون أوضاع اليونان عن كثب قبل أن يقوموا بأي حجوزات إلى أثينا، في وقت أعلنت فيه وزارة المالية أن الناتج المحلي الإجمالي للبلاد سينخفض 4 % هذا العام، و 2. % خلال العام المقبل.

إعداد أشرف أبوجلالة من القاهرة: بالتزامن مع التحذيرات التي أطلقها بعض الخبراء أخيرًا، فإن الحكومة اليونانية قد تضطر إلى وقف تدابير التقشف التي أعلنت عنها، إذا ما ازدادت حدة التظاهرات المُعارِضة لتلك الخطط. وقد أكّدت تقارير صحافية أن التظاهرات وأعمال الشغب التي تشهدها أثينا في هذه الأثناء تهدد بتقويض السياحة في البلاد، وهي واحدة من صناعات النمو القليلة هناك، وأفضل أمل يمكن للحكومة الارتكاز عليه، لتخفيف حدة المتاعب التي تمخضت عن برنامجها الخاص بالتقشف الذي لم يسبق له مثيل.

وحول هذا السياق، أوضح إيان غيمس، المدير في شركة Otus amp; Co المتخصصة في الاستشارات السياحية ومقرّها لندن، أنّ الناس سوف يفكرون مرتين، قبل الذهاب إلى اليونان. وسوف يبدأ الذين قاموا بالحجز إلى هناك بالاتصال بمنظمي رحلاتهم السياحية. وإن لم تتمكن اليونان من وضع الموقف تحت السيطرة، فستحدث مشكلة كبرى، كما نقلت عنه وكالة بلومبيرغ للأخبار الاقتصادية والبيانات المالية على شبكة الإنترنت.

غايتنر يبحث مساعدات اليونان مع نظرائه في مجموعة السبع

الإضراب يشلّ اليونان ويختبر قدرتها على تنفيذ تدابير التقشف

البنوك الدولية تهبّ لدعم خطة إنقاذ الاقتصاد اليوناني

إلى ذلك، تشير الوكالة إلى أن تلك التظاهرات التي أدت أول أمس الأربعاء إلى مقتل ثلاثة أشخاص، واشتعال النيران في أربعة مبانٍ، تأتي في الوقت الذي تتحضر فيه البلاد لاستقبال موسم السياحة الخاص بفصل الربيع. لافتة إلى أن السياحة تُشكِّل نحو 16 % من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، ويعمل فيها نحو خمس السكان، وفقًا لتقديرات أصدرها مجلس السياحة والسفر العالمي، الذي يوجد مقره في العاصمة البريطانية لندن.

وبحسب ما أعلنته وزارة المالية اليونانية، فإن الناتج المحلي الإجمالي للبلاد سوف ينخفض بنسبة 4 % هذا العام، وبنسبة 2.6 % خلال العام المقبل. في حين رأى أولي رين، مفوض الشؤون الاقتصادية والنقدية في الاتحاد الأوروبي، أن تدابير التقشف التي وافقت عليها أثينا في مقابل خطة الإنقاذ، التي تم التوصل إليها في الثاني من أيار/ مايو الجاري، سوف تعمّق من الانكماش بمقدار 1 % هذا العام، وبنقطتين مئويتين العام المقبل.

وفي الوقت الذي دفعت فيه أعمال العنف التي شهدتها البلاد خلال الفترة الماضية بالبعض إلى التفكير في إلغاء خططهم الخاصة بالسفر إلى اليونان، تمضي الوكالة لتنقل في ختام تقريرها عن درو باترسون، المدير التنفيذي لوكالة quot;جيتسيترquot; المتخصصة في الخصومات ومقرها نيويورك، قوله quot;ربما كانت عناوين الأخبار السلبية عما يدور في اليونان رادعًا أوليًا للمسافرين الذين يشعرون بالقلق إزاء سلامتهم. فالزبائن يقرأون ما تنشره الصحافة عما يحدث هناك، ومن ثم يتخذون قراراتهم. وعندما تتفجر الأمور، وتُنشَر أخبار سلبية في الصحافة، فإن ذلك يؤدي إلى تباطؤ وتيرة الحجزquot;.