يرى الخبير الاقتصادي لويس حبيقة أن البلديات في لبنان تستحصل على تبرعات من المغتربين الميسورين، ومن هنا تكمن أهمية كون رئيس البدية والأعضاء من الأشخاص الذين يعملون بكد وجهد للحصول على تبرعات أكبر.

ريما زهار من بيروت: قبل أن يكون دورها سياسياً، فإن دور البلديات في لبنان إنمائي بامتياز، فكيف تقوم البلديات بالإنتاج اليوم في ظل دولة عاجزة، وعلام تعتمد البلديات اقتصاديًا في معظم الحالات؟.. سؤال حملته quot;إيلافquot; لتطرحه على الخبير الاقتصادي اللبناني الدكتور لويس حبيقة، الذي أوضح أن دور البلدية الطبيعي إنمائي، ولكن السياسيين هم مواطنون كغيرهم، وحكمًا تتدخل السياسة في البلدية.

الخبير الاقتصادي لويس حبيقة

حبيقة، لا يرى مشكلة في ذلك، شرط أن يقوموا بالخدمات، التي يحتاجها المواطن، مشيراً إلى أن دور البلديات الإنمائي ليس فاعلاً كثيراً في لبنان، لأن المشكلة تكمن في تضارب الصلاحيات. ويسوء الوضع برأيه عندما quot; يفتح بعض رؤساء بلديات البلدية لمصالحهم الخاصة، وليس السياسية والحزبية، وهذا يدخل ضمن الفساد الإداري. أما كيف يمكن محاربة هذا الفساد؟ فيجيب quot;أولاً يجب إيصال الأشخاص الكفوئين، وطالما أن ذلك لا يحصل فإن الفساد سيستشري. مشدداً على ضرورة الرقابة، في كل الحالات، من قبل الأجهزة، ولافتاً إلى أن الرقابة على البلديات في لبنان ضعيفة جدًا، quot;ليس لسبب سياسي، بل لأن إدارة الدولة ضعيفة من نواحي التفتيش المركزي، والمجالس، والتفتيش المالي أيضًا.

وردًا على سؤال كيف تقوم بلديات بالإنتاج في ظل دولة عاجزة؟، يؤكد حبيقة أن الدولة تعطي للبلديات كل عام رسمًا معينًا من وزارة الداخلية، وإذا كانت إدارة البلدية جيدة فإنها قد تقوم بمشاريع جيدة. أما إذا كانت سيئة فستُهدر الأموال. وعن تأثير عدم وجود برامج إنمائية واقتصادية للبلديات على عمل البلديات في المستقبل، فيقول إن برامج البلديات معروفة، كالانتباه إلى النظافة والطرق، ولا تتضمن برامج سياسية، بل إنمائية بامتياز. وبرأيه، فالبرامج ليست مهمة بقدر ما يكون الأشخاص يريدون الخدمة بالفعل، ورئيس البلدية يجب أن يكون متفانياً في خدمة المواطنين.

ويوضح أن السياسة إذا لم تتدخل فستجري الأمور بسلاسة، ويتم تسهيل إجراء البرامج. أما مع النزاع السياسي فلن تجري الأمور بسهولة. لكن حبيقة يعتقد، حسب البلديات التي اتفقت على التوافق في ما بينها، أن الأشخاص الذين اختيروا يريدون الإنماء الاقتصادي للبلدية.

مؤكداً أن البلديات تعتمد اقتصاديًا في معظم الحالات على الرسوم البلدية التي تحصّلها، وعلى ما توزعه الدولة في الموازنة، ومشيراً إلى أن هناك بعض بلديات تستحصل على تبرعات من المغتربين الميسورين، وهذه التبرعات مهمة خصوصًا للبلديات ذات الصيت الحسن، من هنا تكمن أهمية كون رئيس البدية والأعضاء من الأشخاص الذين يعملون بكد وجهد للحصول على تبرعات أكبر.

ويرى أن أفضل وسيلة لرئيس البلدية والأعضاء للمساهمة في توفير الكهرباء للمواطنين تكون quot;من خلال الضغط على تأمين تيار أكبرquot;، موضحاً أن الكهرباء بوضعها الحالي مصدر نقمة باتجاه البلديات.