نيو أورلينز: تدرس شركة بريتش بتروليوم quot;بي بيquot; حلاً جديداً لسد البئر التي تسبب تسرب النفط إلى خليج المكسيك نهائياً، بينما أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في واشنطن أنه يتفهم quot;غضبquot; الأميركيين.

من جهة أخرى، تحدثت وسائل إعلام عن احتمال استقالة المدير العام للمجموعة النفطية البريطانية العملاقة توني هايورد. وتشبه العملية المسماة quot;ستاتيك كيلquot; تلك التي حاولت المجموعة القيام بها في أيار/مايو، ولم تنجح. وتقوم العملية الجديدة على ضخّ محلول من المياه والمواد الصلبة تحت ضغط منخفض في أنبوب يمر عبر الصمام المانع للانفجار، ومن ثم سده بالأسمنت.

وتقول بي بي إن فرص نجاحها أكبر هذه المرة لأنها أوقفت تسرب النفط. وعليه فإن المحلول الذي سيتم ضخّه لن يتعين عليه مقاومة ضغط خليط النفط والغاز المتسرب.

وقالت بي بي الثلاثاء إنها ستتخذ القرار حتى منتصف الأسبوع، أي قبل الانتهاء من حفر أول بئر لتحويل النفط في نهاية الشهر.
وباتت العملية ممكنة بفضل تثبيت غطاء على البئر الأسبوع الماضي. وسمح الغطاء منذ الخميس بوقف تسرب ملايين الليترات من النفط يومياً في المياه.

ومددت الإدارة الأميركية حتى الثلاثاء مرحلة الاختبارات التي تجريها بي بي على الغطاء بهدف رصد أي تسرب. وكانت البقعة النفطية التي تسبب بها غرق منصة quot;ديب ووتر هورايزنquot; في 22 نيسان/أبريل وتبعات ذلك، في صلب مباحثات الرئيس الأميركي باراك أوباما وكاميرون، الذي قال إنه quot;يتفهم تماماً غضب الأميركيينquot; على بي بي. وأكد كاميرون أن على بريتش بتروليوم quot;وقف التسرب وتطهير المنطقة ودفع تعويضات عادلةquot;.

إلا أنه قال محذراً إن quot;بي بي شركة مهمة للاقتصاد البريطاني وللاقتصاد الأميركي، وآلاف الوظائف مرتبطة بها على ضفتي الأطلسيquot;. وأضاف quot;لذلك من مصلحة البلدين أن تبقى المجموعة قوية ومستقرة في المستقبلquot;. إلا أن واشنطن ولندن أكدتا أن هذه القضية لن تؤثّر على العلاقات المميزة بينهما. وأبرمت بي بي الثلاثاء اتفاقاً مع منافستها الأميركية أباتشي لبيعها أصولاً لقاء سبعة مليارات دولار.

وتسمح هذه العملية للمجموعة النفطية بتنفيذ برنامج يسمح لها بالتخلي عن عشرة مليارات دولار تعهدت بدفعها لتمويل صندوق التعويض على ضحايا الكارثة.

من جهة أخرى، قال كاميرون إنه لا يعتقد أن قرار الإفراج عن الليبي عبد الباسط المقرحي اتخذ تحت تأثير بريتش بتروليوم ورفض الدعوات الأميركية إلى إجراء تحقيق في هذا الشأن. وقد ذكرت صحيفة تايمز الأربعاء أن المدير العام لبي بي الذي يواجه انتقادات لإدارته مشكلة البقعة السوداء في الولايات المتحدة سيعلن استقالته في الأسابيع العشرة المقبلة.

ونقلت الصحيفة اللندنية عن مصادر قريبة من المجموعة البريطانية أن هايورد البالغ من العمر 53 عاماً سيغادر المجموعة في الأول من تشرين الأول/أكتوبر، شرط أن تكون البئر أغلقت نهائياً. وسيتزامن رحيله مع إعلان استراتيجية جديدة تحمل اسم quot;فيوتشر بي بيquot; لتحسين سمعة المجموعة، وحمايتها من عرض شراء من جانب مجموعة منافسة، بحسب ما قال الأميركي روبرت دادلي.

ورداً على سؤال لوكالة فرانس برس، أكدت ناطقة باسم بي بي أن هايورد quot;باق في منصبه، وبتمتع بدعم الإدارة ومجلس الإدارةquot;.
وأخيراً أشارت وكالة التصنيف الائتماني موديز في دراسة الثلاثاء إلى أن البقعة السوداء ستؤدي حتى نهاية السنة إلى خسارة 1.2 مليار دولار، بسبب توقف نشاطات، وفقدان 17 ألف وظيفة في منطقة خليج المكسيك.