يبدي البريطانيون تشاؤمًا كبيرًا مع بداية عام 2011 بسبب هواجس تتعلق بوظائفهم وأوضاعهم المالية.


لندن: ذكرت صحيفة الاندبندنت البريطانية في عددها الصادر السبت أن البريطانيين يعتبرون من بين الأكثر تشاؤمًا في العالم، إذ إنهم يستقبلون العام الجديد 2011 بكآبة أكبر إزاء وظائفهم وأوضاعهم المالية بالمقارنة مع الدول الصناعية الأخرى في أنحاء الكرة الأرضية.

وجاء في استطلاع للرأي أجراه معهد إبسوس موري، نشرته الصحيفة، أن الاستطلاع الذي شمل 24 بلدًا أظهر أن البريطانيين يقعون ضمن الفئة الأكثر تشاؤمًا بشأن توقعاتهم لأوضاعهم في العام الجديد، ما يشير إلى عدم ثقتهم باقتصاد البلاد، وبالتالي عدم تعافي اقتصادها وفق الخطط والإجراءات المتخذة.

وأوضحت الصحيفة أن الاستطلاع أظهر أن شخصًا بريطانيًا واحدًا فقط من أصل كل ستة أشخاص يشعر أن أوضاعه ستكون أفضل حالاً، وأن ثلاثة أرباع البريطانيين المستطلعة آراؤهم قلقون على مستقبلهم الوظيفي، وأنهم لن يكون لديهم القدرة على شراء بيت أو سيارة.

وتابعت الصحيفة أن 73 % من البريطانيين الذين شملهم الاستطلاع قالوا إنهم قلقون إزاء احتمال عدم احتفاظهم بوظائفهم، بينما قال 75 % إنهم قد لا يستطيعون القيام بعملية تجارية كبيرة مثل شراء بيت أو سيارة في الأشهر الستة المقبلة بالمقارنة مع احتمالات قيامهم بذلك في الأشهر الستة الماضية، مضيفة أنه في الوقت الذي عبّر البريطانيون عن قلقهم إزاء الأحوال السيئة المتوقعة لأسواق العقارات، لم يؤكد سوى 32 % منهم على احتمال شراء بيت جديد في الشهر المقبل.

وأشار الاستطلاع إلى أن 17 % فقط توقعوا أن يتحسن وضعهم المالي في الأشهر الستة المقبلة، وهو ما يشكل نصف نسبتهم في أستراليا، إذ إن 35 % يتوقعون تحسنًا ملحوظًا لأوضاعهم المالية في الفترة نفسها، كما يتوقع 34 % في الولايات المتحدة، و29 % في ألمانيا تحسن أوضاعهم.

ونقلت الصحيفة عن آشيش براشار المتحدث باسم معهد إبسوس موري لاستطلاعات الرأي قوله إن هناك إشارات توحي بعدم تحسن الأحوال الاقتصادية في البلاد، وأنه يصعب تشجيع الناس على شراء منازل، وبالتالي تحريك سوق العقار في البلاد.

ولفتت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي أعرب فيه البريطانيون عن قلقهم إزاء نسبة البطالة، فإنهم قلقون أيضًا إزاء تنامي معدل الهجرة إلى بريطانيا، التي يدخل إليها أكثر من نصف مليون مهاجر في العام الواحد.

وكان استطلاع للرأي، نشرته صحيفة بريطانية في أيلول/سبتمبر الماضي، أشار إلى أن بريطانيا تعاني هجرة أصحاب الكفاءات منها، بعدما تبين أن خمس الوافدين المقيمين فيها يفكرون في العودة إلى بلدانهم الأصلية، وأن ارتفاع معدلات التضخم وتضاؤل فرص العمل دفعا 67 % من الأجانب الوافدين المقيمين في بريطانيا إلى الاعتقاد بأن الاقتصاد قد تردى.

كما لاحظ ثلث الذين استطلعت آراؤهم تقريبًا تراجعًا في فرص العمل في بريطانيا منذ مطلع عام 2009. وذكر أكثر من نصف هؤلاء أن الارتفاع الشديد في تكاليف المعيشة جعل بريطانيا من أقل المناطق مواتاة للعيش.