ينبغي على أوروبا تعزيز صادراتها لتتمكن من تفادي مرور أسواقها في فترة ركود اقتصادي.
طلال سلامة من برن: ينبغي على أوروبا وسويسرا تعزيز صادراتها في العام المقبل، كي تتمكن من تفادي مرور أسواقها في فترة من الركود الاقتصادي.
على الصعيد السويسري، فإن تراجع قوة الفرنك أمام اليورو والدولار الأميركي معاً، لم يعط بعد ثماره المنشودة. فالشركات المصدرة للسلع المحلية تضغط على المصرف المركزي السويسري للإقرار بسلة إجراءات جديدة ترمي إلى إضعاف العملة الوطنية إلى حد أبعد أمام اليورو خصوصاً.
أما في أوروبا فإن التحدث عن أزمة الديون السيادية لم يعد كافياً بحد ذاته. فاليوم، نرى أزمة موازية تقتحم المصارف، ومصدرها وكالات التصنيف الائتماني. ومع أن الحكومات والمؤسسات الدولية حاولت الالتفاف حول الحواجز السياسية والاقتصادية التي تحول دون إيجاد الحلول المعقولة للأزمة، إلا أن الأزمات الغربية تتخذ منحى جديداً، قد يغيّر كثيراً ملامح الأسواق المالية.
تتفاقم حاليًَا أزمة المصارف الأوروبية المتعثرة مالياً، إلى جانب مرور الأسواق المالية بأوضاع غير مستقرة أبداً، ويعترف مدراء وحكام المصارف أن التضامن السياسي الأوروبي لإنقاذهم من الهلاك غائب كلياً، اليوم. ورغم أن السلطات المالية الأوروبية تحاول كل يوم تنظيم جهودها للعثور على مخارج مالية جديدة، إلا أن المصارف التي لديها فروع خارجية تعاني وضعًا صعبًا.
فكلما تمددت أذرعة هذه المصارف إلى الخارج.. كلما زادت موازناتها، وبالتالي مصائبها المالية. وهذا أمر لا يأخذه في الاعتبار زعماء الدول الأوروبية الذين ينهمكون أولاً في مواجهة خلافاتهم الداخلية.
في هذا الصدد، تشير الخبيرة ميشيل باخمان لصحيفة quot;إيلافquot; إلى أن تعزيز الصادرات قد يكون الحل المقبول بالنسبة إلى الدول الأوروبية، التي تراجع تصنيفها الائتماني في العام الحالي.
بالنسبة إلى سويسرا، فإن صادراتها، في العام المقبل، ستسير نحو اتجاهات جديدة، ومن ضمنها أوروبا الوسطى، إضافة إلى دول إسلامية، كماليزيا وباكستان. أما على صعيد دول اليورو، فإن تعزيز صادراتها نحو الدول النامية، خصوصاً تلك المتعلقة بقطاع السلع الفاخرة، سيقدم يد العون لها ولشركاتها في الوقت نفسه.
تنوه هذه الخبيرة بأن المصارف الأوروبية بدورها يتوجب عليها النظر إلى مناطق تضمن لها جني الأرباح الجيدة. على سبيل المثال، تعتبر أوروبا الشرقية بين المناطق المثالية لها. كما إن فروع مصارف أوروبا الغربية (السابقة) داخل أسواق أوروبا الشرقية ساهمت في تأسيس أنظمة مالية مستقرة نسبياً. كذلك ساعدت الأنظمة الاقتصادية لدول أوروبا الشرقية في الوصول إلى مستويات جيدة من الدخل الشهري. فلماذا ينبغي على مصارف دول اليورو الاستسلام للقدر، بعدما عملت على تطوير البنى الاقتصادية لدول مجاورة أخرى؟ تتساءل الخبيرة.
التعليقات