نجحت جمهورية التشيك العام الماضي في اجتذاب استثمارات أجنبية مباشرة قيمتها 5,1 مليار يورو الأمر الذي يزيد بمقدار 2,5 مرة عن حجم الاستثمارات التي دخلتها في عام 2009


براغ: أظهرت دراسة حديثة أجراها معهد فيينا للدراسات الاقتصادية الدولية المقارنة وشملت 20 دولة شيوعية سابقا بان الاستثمارات الأجنبية المباشرة الأكبر التي دخلت هذه الدول العام الماضي قد استقطبتها تشيكيا حيث دخلها أكثر من 5,1 مليار يورو الأمر الذي يزيد بمقدار 2,5 مرة عن عام 2009. واعتبر المؤلف الرئيسي للدراسة غابور هونيا أن تشيكيا كانت الوحيدة بين هذه الدول العشرين التي تمكنت من جذب استثمارات تزيد عن الاستثمارات التي كانت تأتي قبل بدء الأزمة الاقتصادية في عام 2008 ورأى أن تشيكيا اختلفت عن بقية الدول أيضا في أن الاستثمارات المباشرة تتجه في الأغلب نحو قطاع الخدمات المالية والتجارة فيما تراجع التدفق الاستثماري إلى الصناعات التحويلية حيث اتجهت إليه العام الماضي اقل من ثلث الاستثمارات فيما اتجهت57 % نحو قطاع الخدمات .

وأشارت الدراسة إلى أن الحجمالكبير للاستثمارات التي دخلت تشيكيا العام الماضي جعلها المستقطب الأكبر للاستثمارات المباشرة بين الدول الشيوعية سابقا نتيجة لتقسيم الحجم الكلي للاستثمارات على عدد السكان. ووفق الدراسة فقد حصل نظريا كل مواطن تشيكي منذ عام 1990 حتى نهاية العام الماضي على استثمارات أجنبية قدرها 9238 يورو متجاوزة تشيكيا بذلك استونيا التي كانت الأكثر اجتذابا للاستثمارات حيث بلغ نصيب المواطن الاستوني 9156 يورو .وتقيم الدراسة النمساوية تشيكيا على أنها دولة ناجحة استثماريا وان الشركات الأجنبية تعيد استثمار جزء مهم من الأموال التي تكسبها فيها فيما يرى المحلل الاقتصادي في البنك التجاري التشيكوسلوفاكي بيتر دوفيك بان الاقتصاد التشيكي لا يزال جذابا للمستثمرين الأجانب ولاسيما من الناحية الضريبية ونفقات الاستثمار والعروض التسهيلية الاستثمارية التي تقدم عادة للشركات الناشطة استثماريا في الصناعات التحويلية .

من جهتها تقول الناطقة باسم شركة الاستثمارات التشيكية quot;تشيك اينفيست quot; شتييبانكا فيليبوفا بأنه لم يعد هناك مجال في تشيكيا لتنفيذ استثمارات كبيرة مماثلة لمعمل هيونداي لإنتاج السيارات ولمعمل كولين الذي ينتح سيارات صغيرة من نوع تويوتا وسيترون وبيجو ولذلك توقعت أن لا تتدفق استثمارات كبيرة يتطلب تنفيذها القيام بالأعمال اليدوية بقسط عام مشيرة إلى أن تشيكيا غير قادرة في هذا المجال على منافسة الأسواق الآسيوية حيث الرواتب والأجور اقل. ويتوقع معهد فيينا أن تصل تشيكيا هذا العام استثمارات أجنبية مباشرة قيمتها نحو 4 مليار يورو الأمر الذي يتوافق مع تقديرات تكهنات بعض المحليين الاقتصاديين التشيك الذين يشيرون إلى أن الحكومة البولندية تخطط لعمليات خصخصة واسعة الأمر الذي سيجعل جزءا هاما من الاستثمارات الأجنبية يتجه إلى بولندا المجاورة .

يذكر أن حجم الاستثمارات الأجنبية التي دخلت تشيكيا منذ عام 1990 حتى نهاية عام 2010 بلغ وفق دراسة معهد فيينا 97,2 مليار يورو فيما دخل بولندا 138 مليار بينما دخل المجر 68,5 مليار أما رومانيا فقد اجتذبت 52,4 مليار مقابل اجتذاب سلوفاكيا 37 مليار وبلغاريا 35,9 مليار أما استونيا فاجتذبت 12,3 مقابل 11,2 لسلوفينيا .