يجمع خبراء السوق المحليين على أن تدخل المصرف المركزي السويسري، الأسبوع، مجرد علاج مؤقت لتخفيف الآلام من قوة الفرنك السويسري. أما النتائج، من هذا التدخل، فانها ما تزال ترسو على ما دون التوقعات. صحيح أن الاجراءات التي اتخذها المركزي السويسري، القاضية بقطع نسب الفوائد وضخ كميات ضخمة من الفرنكات في الأسواق، واجب وطني بيد أن الأحكام النهائية يتخذها قضاة الأموال، أي الأسواق المالية ومن يديرها من خلف الستار! في مطلق الأحوال، يرى المحللون، هنا، أن هكذا اجراءات مؤهلة للتلاشي في الهواء، في غضون أيام معدودة. ما يعني أن لا شيء، بعد اليوم، يمكنه وقف ماراثون الفرنك السويسري، نحو التعادل مع اليورو، الا أحداث دولية استثنائية، لم يرها بعد أحد، في الأفق.


برن: يبدو أن العملة الوطنية السويسرية تستغل، كذلك، ما يحصل باليابان أين قرر المصرف المركزي التدخل لاضعاف قيمة الين الياباني في أسواق الصرف. ما يجعل المعارك في هذه الأسواق عابرة للقارات. وبدلاً من التراجع، لو قليلاً، هاهو الفرنك السويسري يحقق انتصارات أخرى تجعله بين الملاجيء الدولية الآمنة، بامتياز.

في هذا الصدد، يشير الخبير كريستوف غوبسرالى أن قيمة الفرنك السويسري، أمام اليورو، ستتراوح، قريباً، بين واحد و1.10 لا أكثر. ما يعني أننا أمام توازن جديد في أسواق العملات، طبيعي أم غير طبيعي اعتماداً على التحاليل المالية الصادرة عن رؤوساء المؤسسات المالية، الوطنية والأجنبية.

علاوة على ذلك، ينوه الخبير غوبسر بأن التحديات بين الأسواق المالية والمضاربين، من جهة، والمصرف المركزي السويسري، من جهة أخرى، ستشتد. أما الرابح من هذه المواجهات النفسية، فانه سيقرر، بسهولة، مصير قوة العملة الوطنية في الشهور القادمة. اذ ثمة من يرى أن اليورو قد يتدهور لتضحي قيمته 50 في المئة أقل من قيمة الفرنك السويسري. وفي ما يتعلق بمصير الدولار الأميركي فانه لا يتعلق بالديون الأميركية، فحسب، انما بمسار أسعار الذهب والنفط وبيانات سوق العمل الأميركية. هذا ويستبعد الخبير غوبسر انهيار قيمة الدولار أمام الفرنك السويسري، على المدى القريب، بما أنه أقدم عمراً من اليورو.