تظاهرات في سوريا

تستمر أعداد الضحايا بالارتفاع في سوريا، التي تشهد تظاهرات وأعمال احتجاج ضد نظام الرئيس بشار الأسد، الذي أصبح في عزلة متزايدة على الساحة العالمية، لكن سوريا ليست وحدها المتضررة من الوضع الأمني المتدهور، فالشركات الروسية التي تستثمر أموالها فيدمشق تتكبد خسائر مالية هائلة تقدَّر بمليارات الدولارات.


لميس فرحات: تناولت صحيفة الـquot;موسكو تايمزquot; العلاقات التجارية والاقتصادية التي تربط روسيا بسوريا، خصوصاً عقود السلاح المربحة، واستثمارات الشركات الروسية في مجالات البنية التحتية والطاقة والسياحة السورية.

وأوضحت الصحيفة: quot;بلغت قيمة الصادرات الى سوريا قيمة 1.1 مليار دولار في عام 2010، كما إن الاستثمار الروسي في البلاد وصل إلى 19.4 مليار دولار في عام 2009، لذلك يمكن القول إن هناك الكثير على المحك بالنسبة إلى روسياquot;.

ونقلت الصحيفة عن أنطون قدراتييف، مدير مبيعات في شركة quot;يورالماش القابضة للمعدات والحفرquot;، التي تستثمر في سوريا وتنفذ أعمالاً على اراضيها منذ نحو 14 عاماً، قوله: quot;كل الطلبيات وعمليات التصدير إلى سوريا توقفت، وكأنها وصلت إلى طريق مسدودquot;، مضيفاً إن طبيعة عمل الشركة تستلزم وجود العمال بين الناس وعلى الأرض للتواصل والتفاوض، لكن الوضع الامني جعل هذا الاحتمال مستحيلاً.

ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، قتل أكثر من 2200 متظاهر في حركة الاحتجاج التي تضخمت ضد نظام الأسد منذ آذار/مارس. واستخدمت الحكومة السورية، التي لا تسمح للصحافيين بدخول البلاد، الدبابات والقناصة والمدفعية الثقيلة ضد المتظاهرين لقمع الاحتجاجات.

ونقلت الـ quot;موسكو تايمزquot; عن سيرجي ماكاروف، مدير شركة سترويترانسغاز، وهي شركة لبناء منشآت التنقيب عن الغاز في سوريا، قوله: quot;على الرغم من أعمال العنف، فإن أعمالنا تسير من دون أي انقطاع يُذكرquot;.

لكنه أضاف أن الشركة واجهت مشاكل مع الموردين الأوروبيين الذين لم يقوموا بتأمين المعدات الضرورية لعمل الشركة، كما إنهم رفعوا التعريفات في ظل تعطل القطاع المصرفي.

وأشار ماكاروف إلى أن الشركة اتخذت تدابير امنية اضافية للحفاظ على سلامة موظفيها، وقال: quot;إذا أعلنت روسيا عن إجلاء مواطنيها، فنحن على استعدادquot;.

في المقابل، أشارت الصحيفة إلى أن شركات روسية أخرى لم تتأثر بأعمال الاحتجاجات التي تجتاح سوريا، ونقلت عن نيكولاي غرشينكو، مدير شركة هندسة، قوله: quot;أنا على اتصال يومي مع الفريق الروسي للشركة في حلب، المؤلف من 20 عاملاً، ولم نشهد أي تعطيل في الأعمالquot;.

واضاف غريشينكو، الذي يعمل في سوريا منذ أكثر من 50 عامًا، ان الأسد quot;رجل محترمquot;، مقارناً احتجاجات اليوم باضطرابات عام 1980 في سوريا، والتي سحقت بنجاح من قبل الحكومة، مخلفة حصيلة 25000 قتيل وجريح من المدنيين.

ووفقًا للبيانات الصادرة من ترير وزارة الدفاع الروسية، هناك عقود في مجال الاسلحة بقيمة اكثر من 4 مليارات دولار مع سوريا، بما في ذلك طائرات مقاتلة من من طراز ميغ 29، وصواريخ بانتسير القصيرة المدى أرض/جو، وأنظمة المدفعية والاسلحة المضادة للدبابات. كما إن سوريا تستضيف على أراضيها القاعدة البحرية الوحيدة لروسيا في البحر الأبيض المتوسط.

وختمت صحيفة الـ quot;موسكو تايمزquot;، بالقولquot;على الرغم من أن روسيا أدانت العنف الذي تمارسه السلطات السورية ضد المتظاهرين، إلا أنها ترفض الدعوات الدولية إلى فرض عقوبات اقتصادية جديدة من قبل الأمم المتحدة، تعرقل تقدم اي جهود في هذا الإطارquot;.