بحسب احصاءات أخيرة يتضح أن لبنان من اغلى الدول في المنطقة بعد الامارات وقطر، ويعيد الاقتصاديون الامر الى أسباب كثيرة منها فقدان هيبة الدولة اللاجمة لغلاء السلع.


بيروت: بحسب معطيات إحدى الشركات الاحصائية، احتل لبنان المركز الثالث كأغلى دولة في المنطقة، ويبدو اليوم أن الامارات وقطر هما البلداناللذان يسبقانلبنان في الغلاءفي المنطقة.

يتطرق الخبير الاقتصادي ايلي يشوعي في حديثه لـquot;إيلافquot; الى أسباب تبوّؤ لبنان المركز الثالث كأغلى بلد في المنطقة، فيحيل الامر الى هيبة الدول التي تشكل عنصرًا مهمًا للجم الفوضى في التسعير، لأن البائع يعرف تمامًا حينها أن مقابله دولة ستحاسبه أو الدولة سهرانة على المنافسة بشكل كافٍ.

مع عدم وجود هذا الشعور عند البائع أو التاجر، ندخل في فوضى التسعير، وحصرية التمثيل التجاري لها حسناتها ولكن لديها الكثير من السيئات.

وهناك غلاء داخلي مع عدم وجود مؤسسات ضابطة للدولة، لمراقبة الاسعار، وثانيًا عدم وجود منافسة في الاسواق، وثالثًا عدم وجود نوعية، فقد سقطت تلك النوعية لأن الجمارك التي انحدرت الى 5 % سمحت للتجّار ان يستوردوا كيفما كان، وايًا ما كان، فسقطت نوعية البضائع، فلم تعد كما كانت في السابق، وسبب آخر ايضًا للغلاء يعود الى الاستيراد من الخارج، نحن نستورد اليوم بـ21 مليار دولار، ونصدّر بـ 5 مليارات فقط، لدينا عجز تجاري هائل يقدر بـ16 مليار دولار، هذا الكم الكبير من الاستيراد، يتبعه غلاء في الخارج لسبب أو آخر، فضلاً عن المواد الاولية اذا ارتفعت بقوة كسعر النفط والطاقة، وكلها تسبب هذا الغلاء، مع ضغط نقابي ايضًا على اصحاب الشركات من اجل تصحيح الاجور أو رفع مستوياتها.

غلاء وسياحة

اما الى أي مدىيؤثر غلاء المعيشة في لبنان على سياحته اليوم؟ فيجيب يشوعي:quot; السائح الاجنبي لديه بلد منظم وسير وشعب منظمان، وحياة ذات نوعية مرتفعة، فيتوجه الى دول هي عكس دوله، كسريلانكا، والهند والفيلبين، وبنغلادش، ولبنان يمكن اعتباره quot;بين بينquot; بمعنى ليس تمامًا كدولة وليس كتلك الدول التي ذكرناها.

فالاجنبي لا يتوجه كثيرًا الى لبنان، بل كان يتوجه الى مصر خصوصًا ( مصر ايام مبارك) واميركا اللاتينية، اما العرب فيتوجهون الى لبنان لاسباب عدة منها المناخ، رغم أن مناخهم اليوم اصبح شبيهًا بمناخ لبنان، ومنها الجبال، من اجل الاصطياف، والسبب الثاني لتفقد اشغالهم وعقاراتهم واستثماراتهم، اما السبب الثالث فللاستجمام والحرية الموجودة في لبنان.

عن الخطة التي يجب وضعها في ظل الغلاء للحد من الامر؟ يجيب يشوعي:quot; على الدولة أن تفرض هيبتها، وكذلك حسن التدبر، والادارة مع القرار الصائب، لم تعد هناك دول تحكم بلغة الماضي، الدول اليوم تحكم بلغة العصر، ولم تعدلغة الاحزاببل اصبحت لغة الاقتصاد والمال والاعمال.

فلم تعد هناك عقائد وقوميات في القرن الواحد والعشرين، بل فقط اقتصاد ومال وتكنولوجيا.

وعلى حكّامنا اليوم أن يتكلموا هذه اللغة، لأنه من دونها لن تكون هناك دولة في لبنان، ولا مجتمع راقٍ يتحسن ويتقدم ويتطور مع اقتصاد ينمو ويزدهر.
الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان، لا تتكلم لغة العصر.

والمقصود اليوم عند النظر الى أي تلفزيون اميركي أو اوروبي نجدهم يتحدثونعن الحياة اليومية وتفاصيلها الاقتصادية والمنافسة والاسعار والسلع ومشاكل الزراعة والانتاج، والمشاكل على صعيد اوروبا وفرص العمل، وعلى حكّامنا السياسيين أن يتعلموا هذه اللغة بدل التقوقع وراء لغة الاحزاب والايديولوجيات التي تعود الى اربعينات القرن الماضي والتي لم تعد معمولاً بها في أي دولة راقية.