ترى قوى 14 آذار أن الامين العام لحزب الله حسن نصرالله استعجل في إلقاء خطابه للحد من تململ الطائفة الشيعية بوجه التدخل في سوريا، وأن حزب الله يفقد تدريجيًا رصيده في قلوب اللبنانيين.


بيروت: يرى النائب أمين وهبي ( المستقبل) في حديثه لـquot;إيلافquot; أنه كلما زاد انخراط حزب الله بالشأن السوري يزيد ذلك الخطر على لبنان وعلى دفعه باتجاه المستنقع السوري، وعلى المجتمع اللبناني والسياسيين اللبنانيين والاحزاب التي تتمتع بحس عالٍ من المسؤولية أن تحاول مواجهة وبطريقة سلمية انخراط حزب الله في الشأن السوري، والضغط سياسيًا من اجل دفع حزب الله الى الخروج من الساحة السورية، وعدم زجه للشعب اللبناني في وجه طموحات الشعب السوري بالحرية والمشاركة.

ويؤكد وهبي أن نصرالله عندما يدافع عن النظام السوري، يدافع بالمقام الاول عن الخيار الايراني، بمعنى أن ايران صاحبة الاستراتيجية الاساسية، أما حزب الله والسوريون فهم مكملات وعناصر تلك الاستراتيجية، وبالتالي دفاعه عن النظام السوري هو استثنائي عن هذه الذراع التي تمتد من طهران حتى شواطىء المتوسط، وهو يدافع عمّا ترسم القيادة الايرانية.

وهذا الدفاع ضد خيارات شعوب المنطقة الحرة، إن كان الشعب اللبناني أو السوري الذي يطمح الى التقدم والازدهار، وضد ما كان للمقاومة من رصيد ايجابي عند الشعب اللبناني كونها انجزت تحرير الارض في العام 2000.

ما يقوم به حزب الله، يضيف وهبي، لا يدمر فقط العلاقة بين الشعبين اللبناني والسوري بل ايضًا رصيد المقاومة في قلوب وعقول اللبنانيين وتاريخها المشرف في وجه اسرائيل.

ويقول وهبي إن اولوية نصرالله اليوم ما يجري في سوريا، ويصبح الوضع اللبناني في خدمة تلك الاولوية، في خطابه الاخير ركز على معالجة الشأن السوري كونه الهم الاول، وحاول أن يخاطب الجمهور الذي يريد أن يحافظ عليه، والذي احتضنه يوم كان بمواجهة اسرائيل، حاول أن يقنع جمهوره أن الدفاع عن النظام السوري هو بمكان كبير من الاهمية، ويلامس الدفاع عن المقدسات والمقامات الدينية، رغم أن الشعب السوري هو من يحمي كل تلك المقامات.

تململ الطائفة الشيعية

بدوره يقول النائب طوني ابو خاطر ( القوات اللبنانية) لـquot;إيلافquot; إن خطاب الامين العام لحزب الله حسن نصرالله، تحدث فيه أكبر مسؤول في حزب الله عن مدى التدخل بالشؤون الداخلية السورية، إن كان تحت عنوان الدفاع عن اللبنانيين في القرى الحدودية أو الدفاع عن المقامات الدينية، وكان يتحدث وكأنه الآمر والناهي بشؤون الوطن ككل، وكأن لا دولة ابدًا تسأل عن اللبنانيين، علمًا أن الشعب السوري محميّ منذ آلاف السنين، وتجاوز في خطابه كل الخطوط الحمراء، وجعلنا نشعر وكأنّ قضية النأي بالنفس كذبة، وهناك تورط واضح بدعمه للنظام السوري.

ويضيف ابو خاطر:quot; حزب الله مكون لبناني، ولعب دورًا هامًا في مقاومة اسرائيل، ولكن اليوم اتجهت البوصلة الى دولة غير عدوة، بل صديقة يتدخل بشؤونها الداخلية، وهذا كله يجر الى ردات فعل ونرى بعض المشايخ كالاسير والشهال وغيرهما، والحركات كلها تنم عن ردات فعل، وهذا من المؤكد سيوصلنا الى مشاكل داخلية، ونأمل الا تحصل، ولكن لماذا نسير دائمًا على شفير الهاوية.

ويرى ابو خاطر أن نصرالله لم يتحدث عن الامور الداخلية بإسهاب لأسباب عدة منها أنه استعجل في القاء الحديث، اذ شعر باحراج امام الرأي العام اللبناني وجزء كبير من الشريحة الشيعية والتي يعتبرها من المؤيدة له، شعر بتململ لديها بما يحصل، فقام بتلك المداخلة لتبرير تدخله لا اكثر ولا اقل.

والهدف الاساسي لخطابه القيام بتبرير لطائفته الشيعية لتدخله في سوريا، ولم يعطِ حيزًا كبيرًا للأمور الداخلية اللبنانية الا في آخر حديثه.

هل حديثه عن الطائرة بلا طيار ورفع مسؤولية حزب الله عنها يهدّىء الاوضاع بين لبنان واسرائيل؟ يجيب ابو خاطر:quot; نتمنى أن تبقى الاوضاع هادئة لأنه من الصعب تحمل معارك على جبهتين، لكن هذه الطائرة لن تأتي من العدم، ونعرف أن هناك فريفًا ارسلها، ولحزب الله سابقة في هذا المجال مع طائرة ايوب، رغم ذلك نتمنى أن تكف اسرائيل شرها عناquot;.