تحدث نائب كتلة المستقبل نبيل دو فريج عن أسباب عرقلة الفريق الآخر تأليف الحكومة، وعزا هذا التأخير اليوم في ولادة حكومة جديدة في لبنان الى سعي كل من حزب الله وعون للانتفاضة على الطائف.


بيروت: يرى النائب نبيل دو فريج ( المستقبل) في حديثه لـquot;إيلافquot; أنه من الواضح أن فريق 8 آذار/مارس، يكمل في مخططه وهو ضرب الطائف والدستور اللبناني، من خلال تصعيب مهمة رئيس الحكومة المكلّف تمام سلام، ويريده أن يصبح quot;باش كاتبًاquot; بمعنى أن كل جهة في 8 آذار/مارس تفرض الحقيبة التي تريد، والمرشح الذي تختاره، وهذا عمل رئيس الحكومة المكلف في الدستور والقانون والمنطق، فعندما يُعيَّن لديه استشارات ملزمة مع الكتل النيابية، والفرق بيننا وبين 8 آذار/مارس، اننا نعطي رأينا فقط للرئيس المكلف، اما الفريق الآخر فيفرض ما يريد.

ويضيف دو فريج :quot; بحسب المنطق، يأخذ سلام بآراء جميع الفرقاء ويُشكِّل حكومة بالاتفاق مع رئيس الجمهورية، لأنهما المعنيان بتوقيع مرسوم الحكومة، ودور مجلس النواب أن يعطي الثقة أو يحجبها، ولكن الدور هنا ليس في عرقلة عمل سلام الذي عيّناه واعطيناه ثقتنا لأن فلاناً يريد هذه الحقيبة وآخر يريد مداورة.

ويتابع دو فريج أن هذا كله يدل على الطريقة التي يتعامل بها الفريق الآخر، إن كان في كل المؤسسات الدستورية في لبنان التي تُفرَّغ الواحدة تلو الأخرى، ويوصل الى الكلام الذي كان يقوله الامين العام لحزب الله حسن نصرالله عندما تحدث عن مؤتمر تأسيسي جديد، وهذا يعني ضرب الطائف من خلال ايجاد صيغة جديدة للبنان، وهذه خطورة على مستقبل البلد.

عون وحزب الله

اما كيف تؤثر الاحداث في سوريا على تأخير تشكيل الحكومة في لبنان؟ يرى دو فريج أن هناك اليوم حزبًا وتيارًا، حزب الله والتيار الوطني الحر واذا عدنا الى العام 1989، وكل الارشيف يظهر ذلك، حيث أن نصرالله لم يكن حينها امينًا عامًا لحزب الله، وكانت لديه صفة قيادية في الحزب، وقام بتصريح ناري حينها ضد الطائف، وقال لا يمكن أن نمشي باتفاق الطائف، ومن ثم الجنرال عون عندما كان في بعبدا عمل المستحيل وتحدث عن حل مجلس النواب وكان ضد الطائف، واليوم نشهد انتفاضة للاثنين على الطائف ولم يتغيّر أي شيء من حينها.

وهذا ضرب لكل ما هو دستوري من الطائف حتى اليوم لاقامة دستور جديد على قياسهما وهذا خطر جدًا للسلم الاهلي في لبنان.

عن الحرب الوشيكة التي تهدد السلم الامني بين لبنان واسرائيل، يقول دو فريج:quot; عندما تساعد اسرائيل حزب الله تعود وتقصف على لبنان، اليوم حزب الله بمأزق لديه آلاف المقاتلين في سوريا، وتكون اسرائيل قد خدمت حزب الله اذا قصفت لبنان، وحزب الله متورط في سوريا، والنظام ايضًا والاسلاميون غير المعارضة كذلك، وهدية لاسرائيل واميركا وروسيا والصين وللمجتمع العربي والدولي إن كان المتطرفون الاسلاميون أو النظام السوري وايران يقومون بمحاربة بعضهم، فهذا بمثابة هدية لاسرائيل وللمجتمع الدولي.

عن دعوات الجهاد التي انطلقت اخيرًا، يرى دو فريج أنها دعوات باطلة ويدخلون لبنان بأمور هو بغنى عنها، فالامور ليست بحاجة الى جهاد، وقام كل المعنيين والمعتدلين خصوصًا، برفض هذه الدعوى، ونتأمل ألا تأخذ الامور مجراها سوريًا، ونرفض تدهور الوضع لبنانيًا، وموقفنا واضح من خلال دعم المعارضة بالديموقراطية العلمانية التي تؤمن بالتعايش المسيحي الاسلامي بسوريا وبالاعتدال، وكل ما هو تطرف وجبهات واخوات نحن ضدهم قطعيًا.

بين صيغة جيش ومقاومة وشعب وصيغة اعلان بعبدا ايهما سيعتمدهما البيان الوزاري في حال تشكلت الحكومة؟ يرى دو فريج أنه ستتم الموافقة على صيغة وحدوية بين الاثنين، واللغة العربية مطاطة، ويعطي دو فريج مثلاً عندما كان مشاركًا في طاولة الحوار في العام 2006، مع الرئيس الاسبق للحكومة سعد الحريري، عندما طرحت العلاقات مع سوريا وطالبنا بترسيم الحدود مع سوريا، يقوم نصرالله الذي كان مشاركًا شخصيًا، ويقول إن كلمة ترسيم حدود تخلق حساسية مع السوريين، لأن فريق 14 آذار/مارس يطالب بها منذ فترة، ويقوم رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة ورئيس مجلس النواب نبيه بري بفتوى أن تسمى الكلمة تحديد الحدود، علمًا أن تحديد الحدود اقسى من ترسيم الحدود.

وغدًا ، يضيف دو فريج، سيجدون فتوى ايضًا للبيان الوزاري، ولبنان يبقى بلد العجائب ويمكن في ليلة واحدة أن تنتهي كل المشاكل.