أبوظبي: حددت دولة الإمارات طاقاتها الإنتاجية المستقبلية من النفط الخام عند مستوى 3,5 مليون برميل يومياً، من نحو 2,7 مليون برميل حالياً، باستثمارات يتجاوز حجمها 260 مليار درهم، وضعت الخطط والبرامج التنفيذية والعملية للوصول إلى هذا الهدف عام 2017.وبرز هذا الهدف لدولة الإمارات في كلمتين منفصلتين لمعالي سهيل بن محمد المزروعي وزير الطاقة، وعبدالله ناصر السويدي مدير عام شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) أمام مؤتمر الشرق الأوسط للنفط والغاز الذي انعقد بأبوظبي في 22 أبريل الماضي.
وشكّل عام 2012 والنصف الأول من عام 2013 حلقة مفصلية في تاريخ الصناعة النفطية في دولة الإمارات، وذلك نظراً للعديد من الإنجازات والانتهاء من تنفيذ مشاريع مهمة، والبدء في تنفيذ مشاريع جديدة، أو استكمال عدد كبير من المشاريع التي تصب في تطوير القدرة الإنتاجية للدولة لتحقيق زيادة الإنتاج، إلى جانب إنجاز أول مشروع في المنطقة يمكن الإمارات من تصدير 1,5 مليون برميل من النفط يومياً دون المرور بمضيق هرمز، وهو خط حبشان - الفجيرة، أو ما يعرف باسم ldquo;أدكوبrdquo;.
وأعلن المزروعي والسويدي أن الإمارات تسعى لزيادة قدرتها الإنتاجية إلى 3,5 مليون برميل يومياً من النفط الخام للمساهمة في استقرار الأسواق العالمية وضمان التزاماتها طويلة الأجل مع المستهلكين.وذهب السويدي إلى أبعد من ذلك، بالتأكيد على أن الوصول إلى هذه الطاقة الجديدة سيكون عام 2017 من خلال استخدام التكنولوجيا الجديدة في قطاع الطاقة.وأشار المزروعي في هذا الصدد إلى أن التقنيات الحديثة سيكون لها دور كبير في المشهد القادم للطاقة، مؤكداً أن النجاح في تطبيق هذه التقنيات الحديثة قد فتح آفاقاً جديدة في إنتاج النفط والغاز، حيث يتم الآن تطوير الاحتياطات الهيدروكربونية الصعبة في المكامن المعقدة، وإنتاج الغاز والنفط الصخري وغيرها من المصادر غير التقليدية.
وقال وزير الطاقة ldquo;لقد أثبتت الأحداث الأخيرة أنه من الضروري التركيز على أمن الطاقة لمواجهة الكوارث الطبيعية والأحداث الجيوسياسية والظروف الأخرى غير المتوقعة التي قد تحدث في أي وقت بالعالم، وفي هذا الصدد عمدت دولة الإمارات إلى بناء وتشغيل خط أنابيب نفط حبشان - الفجيرة لضمان تدفق النفط الخام إلى الأسواق العالميةrdquo;.ولفت إلى أنه رغم حالة عدم اليقين التي تواجه الطلب على النفط بشكل خاص، والصناعة النفطية بشكل عام، فإنه من المؤكد أن عصر البترول لا يزال مزدهراً وأن الطلب على المدى الطويل آخذ في النمو، كما أن الدول المنتجة مثل دولة الإمارات مستمرة في الاستثمار في طاقتها الإنتاجية لتلبية هذا الطلب المتنامي.
وأكد أهمية الاستثمار في قطاع الطاقة في هذا الوقت، حيث يتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على النفط بمقدار مليون برميل يومياً ليصل إلى 105 ملايين برميل يومياً عام 2030، فيما تتوقع بعض السيناريوهات الأكثر تفاؤلاً أن يصل الطلب العالمي إلى 112 مليون برميل يومياً.وأكد المزروعي أن دولة الإمارات تولي قطاع الطاقة أهمية كبيرة، وتعمل، في هذا الصدد، من خلال أربعة محاور هي العمل مع دول منظمة الأقطار المصدرة للبترول (أوبك) للمساهمة في المحافظة على توازن واستقرار أسواق النفط العالمية، وتنويع مصادر الطاقة بالاستثمار في مصادر الطاقة المكملة وبالأخص في زيادة استخدامات الطاقة الشمسية وفي إنتاج الطاقة النووية، واستخدام احدث التقنيات لاستكشاف واستغلال المواد الهيدروكربونية والمحافظة على البيئة وترشيد استخدامات الطاقة المتجددة.
وأشار إلى أن الطاقة النووية ستسهم بحلول عام 2021 بنسبة قد تصل إلى ربع إنتاج الكهرباء في الإمارات، وذلك عن طريق تشغيل أربع محطات تنتج 5,6 ألف ميجاوات من الكهرباء، إضافة إلى إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وذلك بتدشين محطة (شمس-1) بطاقة 100 ميجاوات والتي تعتبر الأكبر من نوعها في المنطقة.بدوره، أكد السويدي وجود خطة متكاملة لتطوير قطاع النفط والغاز في أبوظبي التي تحتوي على أكثر من 95٪ من الاحتياطي النفطي في دولة الإمارات.وأشار إلى التزام ldquo;أدنوكrdquo; الراسخ والدائم بالإيفاء بالطلب المتنامي على الطاقة والمساهمة في تلبية الطلب العالمي على الطاقة، والتي ستتواصل وستنعكس عبر العديد من الاستثمارات التي يجري تنفيذها في مختلف مجالات الصناعة النفطية، مع الالتزام التامّ بالمحافظة على متطلبات البيئة.
وأكد أن ldquo;أدنوكrdquo; نجحت في التغلب على التحديات الكبيرة التي كانت تواجه عمليات تطوير أول حقل للغاز الحمضي، حيث من المتوقع أن يبدأ الإنتاج من حقل (شاه) في أواخر عام 2014 الأمر الذي سيسهم في زيادة إمدادات الغاز في أبوظبي.ولفت إلى أن قطاع الطاقة يواجه بعض التحديات التي تتطلب تبنّي استراتيجيات جديدة واكتساب مهارات للتعامل مع التغير الذي سيطرأ على دور المنتجين الرئيسيين في الأسواق العالمية للطاقة.وقال ldquo;رغم ذلك، من المتوقع أن تستمر الدول المنتجة للنفط في منطقة الشرق الأوسط في لعب دور مهم في الإيفاء بالطلب العالمي على الطاقة، حيث إن المصادر التقليدية كالنفط والغاز ستبقى لسنوات قادمة من المصادر الحيوية والرئيسية ضمن منظومة الطاقة العالميةrdquo;.
التعليقات