الرباط: دعا مشاركون في "منتدى الأعمال المغربي السعودي"، الذي ينظمه المركز الإسلامي لتنمية التجارة اليوم الخميس بالدار البيضاء، إلى حوار استراتيجي مغربي- سعودي لتحقيق التكامل الاقتصادي بعيدا عن الحلول الظرفية.

&
واعتبروا، خلال هذا المنتدى، المنظم بمشاركة مسؤولين ورجال أعمال من البلدين، أن التحديات المتعلقة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية تفرض بلورة رؤى بعيدة المدى قابلة للتطبيق، مؤكدين، في هذا السياق، على وجود إرادة سياسية لتحقيق هذا التكامل.&
&
وشدد رجال أعمال ومسؤولين من السعودية والمغرب، خلال نقاش حول كيفية بلورة حلول مستدامة تساهم في تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، على أن المطلوب في الوقت الراهن توسيع مجال الاستثمار في إطار شراكات تعود بالنفع على الجميع، وكذا إيجاد حلول ناجعة لنقل المنتجات في وقت معقول وبتكلفة مناسبة.
&
وأبرزوا أن المغرب يتوفر على مؤهلات كبيرة في عدة مجالات، منها الطاقات المتجددة والسياحة والطيران وصناعة السيارات والفلاحة والصناعة الغذائية والنسيج، فضلا عن وجود بنية تحتية تشمل مطارات دولية وموانئ وفضاءات مخصصة لخدمات اللوجيستيك.
&
أما بالنسبة للسعودية، فتتوفر، حسب المتدخلين، على قاعدة صناعية كبيرة وإرادة لتنويع الإنتاج الصناعي خارج إطار صناعة النفط ومشتقاتها، وتنويع صادراتها نحو المغرب والخارج لتشمل عدة منتجات منها التمور.
&
وفي ما يخص العلاقات ما بين مصالح الجمارك في المغرب والسعودية، جرت الإشارة إلى أنها تتعزز في إطار السعي لمواكبة المصدرين من البلدين وتسهيل كل العمليات المرتبطة بمجال الاستثمار.
&
ويشمل برنامج هذا المنتدى، الذي يشارك فيه رجال أعمال من البلدين لبحث فرص جديدة للتعاون والشراكة، عقد لقاءات أعمال مصغرة لحصر مجالات التعاون الجديدة بين رجال الأعمال المغاربة ونظرائهم السعوديين.&
&
ويمثل الوفد السعودي، المشارك في هذا المنتدى، قطاعات المنتجات الغذائية والمواد الكيميائية والتجهيزات الكهربائية ومواد البناء والأسمدة ومواد التعبئة والتغليف والسلع الاستهلاكية.&
&
وقال عبد الله بن عبد الله العبيد، وكيل وزارة التجارة والصناعة لشؤون التجارة الخارجية بالمملكة العربية السعودية إن المبادلات التجارية بين المغرب والسعودية لا ترقى إلى المستوى الممتاز للعلاقات السياسية والروابط التاريخية التي تجمع البلدين .
&
وأضاف العبيد، الذي يرأس الوفد السعودي المشارك في "منتدى الأعمال المغربي السعودي" أن العلاقات الاقتصادية بين المغرب والسعودية "تبقى متواضعة، وهذا غير منطقي بالنسبة لبلدين تجمعهما علاقات سياسية ممتازة وروابط أخوة وصداقة ".
&
وبعد أن أشار إلى أن بعد المسافة الجغرافية بين البلدين لا يبرر وجود مبادلات تجارية متواضعة ، أكد أن المغرب والسعودية يتوفران على مؤهلات كبيرة في مختلف المجالات ، تؤهلهما لتوسيع مجال تعاونهما الاقتصادي .
&
واستحضر العبيد ، على سبيل المثال ، مجال الفلاحة الذي يشكل قطاعا هاما للغاية بالنسبة للمغرب ، في الوقت الذي تحتاج فيه السعودية إلى استيراد مواد فلاحية وغذائية من الخارج .
&
وحسب العبيد فإن " المنتجات الفلاحية والغذائية المغربية لها سمعة طيبة على المستوى العالمي ، والسعودية ترحب بها "، مبرزا أنه " يتعين فقط تذليل بعض الصعوبات والمعيقات المتعلقة أساسا بالنقل" .
&
في سياق متصل، شدد على أهمية تنمية وتعزيز الروابط التجارية والاستثمارية بين المغرب والسعودية ، من خلال تنمية الصادرات بين البلدين ، ووضع إطار قانوني جديد ينظم المبادلات التجارية .
&