أعتقد أن اللقاء بين السيد مقتدى الصدر ووفد الإئتلاف أنصب على نقاط مهمة وخطيرة، تهم الإئتلاف اكثر مما تهم السيد مقتدى الصدر، ذلك أن الإئتلاف برهن من جديد على هشاشة كيانه وعلاقاته ومسيرته، وآخر ما يؤكد ذلك القتال الضاري بين الصدريين والبدريين في السماوة، وتشير الدلائل الحسية أن الإئتلاف بحاجة إلى السيد مقتدى الصدر اكثر من حاجة الأخير للإئتلاف، وقد أدى تعليق الكتلة الصدرية مشاركتها في الحكومة إرباكا مزعجا جسد الحكومة، حتى با تت شبه مشلولة، فشطر منها عاجز بسبب النقص بالكفاءة وشطر منها عاطل بسبب التعليق، وشطر منها عاطل بسبب ضعف مؤسساتها، فهي حكومة بلا حكم. الإئتلاف ربما يطالب الصدر بعودة الصدريين للحكومة، وأظن ان الصدر سيقول لهم ما معناه، تلك هي لعبة الديمقراطية، ثم لنا مطالبنا، وهي مطالب مشروعة، وفي مقدمتها جدولة الإنسحاب. الإئتلاف سوف يعرض على الصدر حل ملشيا جيش المهدي، ولكن السيد الصدر سقول لهم بشكل حاسم وحازم...


أولا : أن بعضكم بحماية هذه المليشيات، فعليكم ان تشكروها لا تحلوها.
ثانيا : أن أعلام الحكومة يعدد اكثر من عشرين مليشيا، فلماذا تبدأون بمليشيا جيش المهدي ؟
ثالثا : حل مليشيا جيش المهدي قرار شعبي وليس قراري أنا.
رابعا : كيف اقدم على حل مليشيا جيش المهدي، والحكومة المالكية عاجزة عن حماية وزرائها فضلا عن أبناء الشعب العراقي.
خامسا : إن هذه القرار أمريكي، وأنتم آدوات أمريكية في التنفيذ.
ينبري أحد الوافدين ليقول له ما معناه، أن جيش المهدي سيدنا يضم الكثير من المجرمين والقتلة، فيرد عليه السيد مقتدى الصدر بما معناه : ـ،
أولا : أنتم حكومة ومن واجبكم القاء القبض على هؤلاء وتقديمهم للمحاكمة العادلة.
ثانيا : وهل سلمت المليشيات الأخرى من هذه الظاهرة، وهل سلمت وزاراتكم من نهابين ولصوص ومزورين ؟
ثالثا : هذا ليس سببا كافيا مقنعا لحل مليشيا جيش المهدي.
أحد الوافدين سوف يناقش معه مطلب الصدريين بجدولة إنسحاب القوات المحتلة، فيقطع السيد مقتدى الحوار بقوله ما معناه : هذا خط أحمر، أنا ضد الإحتلال، وأرى في قوات الإحتلال هي سبب كل مشاكل العراق، وهذه قوات الإحتلال تحميكم ولم تحم الشعب العراقي. وإذا كان لهذه القوات فضل كبير عليكم فهي ليس لها فضل علي.
ينبري أحد الوافدين من الحزبيين الكبار ليؤكد للسيد مقتدى الصدر دور حزبه العتيد في العملية السياسية، وجهوده العظيمة في تعبأة الجماهير العراقية على طريق الحكم الإسلامي، ومن ثم طرد الإحتلال عاجلا أم آجلا، ولكن السيد مقتدى الصدر سيقول له ما معناه :
يا هذا أسمع مني جيدا...
أولا : أن قيادات حزبك جاءت إلى العراق بفضل الإحتلال بشكل وآخر.
ثانيا : أن حزبك وصل الى البرلمان بفضل فتوى اية الله العظمى السيستاني.
ثالثا : أن حزبك فشل فشلا ذريعا في الانتخابات البلدية، وقد تمنن عليه المجلس الأعلى ببلدية يتيمة.
رابعا : أنتم تحولتم إلى طلاب سلطة ونسيتم الإسلام والعمل في سبيل الإسلام.
خامسا : ليس لكم القدرة على تعبأة مظاهرة مثيرة ومشجعة في محافظة من محافظات الجنوب.
يشير أحدهم إلى أن حكومة الإئتلاف الان مسكت بيدها الملف الأمني، وهذا انتصار كبير للإئتلاف، ويبشر بذلك السيد مقتدى الصدر، مشيرا أنها بداية موفقة على طريق إستباب الأمن في ربوع العراق الحبيب. ولكن مقتدى الصدر سيقول له ما معناه : ــ
أولا : أن ما قامت به القوات البريطانية قبل يوم من أقتحام لمركز شرطة عراقي وإطلاق سراح المسجونين فيه وتهديم المركز بكامله إنما هو دليل على أن الملف الأمني حقيقة بيد البريطانين في البصرة، وأن إعتقال الامريكان لدبلوماسيين إيرانيين يعني أن الملف الأمني ليس بيد حكومة المالكي.
ثانيا : ولنفرض يا سيد ا لنائب أن ذلك صحيحا، ولكن أين هي الآثار ؟ بل با لعكس، لقد برهنتم الحاجة الى الأمريكان أكثر مما برهنتم على عدم الحاجة للأمريكان، بدليل ما يحدث في السماوة، ف، لقد برهنتم الحاجة الى الأمريكان أكثر مما برهنتم على عدم الحاجة للأمريكان، بدليل ما يحدث في السماوة، فإن الأمن بيدكم يا سيادة النائب، وأنت كنت مسؤول عن الأ وضاع الأمنية في العراق في حكومة السيد الجعفري، ألم تتذكر ؟
ثالثا : هذا مجرد كلام وليس عليه دليل إلى هذه اللحظة.
يلتفت أحد الموفدين ليؤكد له أن الإئتلاف يستمد قوته من تأييد المرجعية الدينية، الأمر الذي يستدعي مقتدى الصدر ليقف على قدمية ويقول لهذا الوافد بلغة قوية واصبع مرفوعة باتجاه النائب ما معناه : ـد
أولا : لا يوجد شخص في العراق لا يقدر أهمية ودور المرجعية الشريفة في دعم الإئتلاف، ودور هذا الدعم في إسناد وإستمرار الإئتلاف.
ثانيا : ولكن هذا الدعم بحد ذاته، رغم كونه مباركا، يدل على ضعف وهشاشة الإئتلاف، لان الإئتلاف إذا كان قويا بحد ذاته لا يحتاج إلى دعم السيد العظيم أية الله السيستاني.

ثالثا : ثم إلى متى يبقى هذا الدعم من خارج الإئتلاف، أنها كارثة، ولها مستحقات خطيرة في مستقبل الإئتلاف.
رابعا : أسالك هل يتمتع الإئتلاف بنفس الرصيد الشعبي الذي كان يتمتع به سابقا.
خامسا : قبل أيام طرح مشروع التكتل الجديد، وقد كان بضمنه مشروع لتصديع وتهديم الإئتلاف.
يشيد بعضهم بسياسة وحنكة وبركماتيكة السيد المالكي، يبتسم مقتدى الصدر، ويطلب تأجيل الحديث في هذه القضية الهامة.
وينفض الإجتماع دون قرار ات مصيرية !