آدى التطبيع ولا بلاش

الصورة مأخوذة نقلا عن وكالة الأنباء الفرنسية، وأرجو ألا تكون مفبركة!! كما يدعى المؤمنون بنظرية المؤامرة، وفى الحقيقة أنا سعيد بهذه الصورة لأنها تعكس السلام الحقيقى

إسرائيليون ينقلون أبو رجب إلى مستشفى

بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهذا مثال حى ومجسم إلى الأخوة الأعداء من القومجية والإسلاموية والذين يرفضون ويشجبون التطبيع آناء الليل وأطراف النهار، والذين يزعمون أنهم فلسطينيون أكثر من الفلسطينين أنفسهم، ويدعون أنهم ملكيون أكثر من الملك نفسه، ماذا تريدون تطبيع أكثر من هذ ا:quot;العدو الصهيونىquot; ينقذ حياة أبو رجب رئيس المخابران الفلسطينية بعد محاولة إغتياله من جانب فلسطينين إرهابيين، هل تعتقدون أنها مؤامرة صهيونية أو أمريكية أم أن الموساد وراء إغتياله! هذا الكلام خلاص لم يعد ينطلى على أحد حتى على بياع بطاطا مشوية فى حوارى القاهرة، وإلى الأخوة القومجية فى مصر وفى كل أنحاء الوطن العربى من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر فضوها سيرة بقى قرفتونا فى عيشتنا وغرقتوا الشعب الفسلطينيى الغلبان على مدى ستين عاما وتاجرتم بالقضية متاجرة أجدادكم بقميص عثمان، هل أنتم نادمون الآن على حرمان كاتبا موهوبا مثل (على سالم) من عضوية إتحاد الكتاب المصرى لأنه زار إسرائيل وكتب كتابا عن هذه الزيارة؟؟
والملفت للنظر أن محمود عباس قد فعل خيرا عندما طلب من إسرائيل علاج أبو رجب، ولم يطلب نقله إلى مستشفى الشفاء بغزة أو مستشفى العريش بمصر أو أحد مستشفيات عمان بالأردن، لأنه يعرف تماما مثل أى رجل عاقل وواعى أن العلاج بمستشفيات إسرائيل أفضل منه بالمستشفيات العربية، تماما مثلما ذهب حسنى مبارك إلى ألمانيا للعلاج ومثلما ذهب بوتفليقة إلى فرنسا للعلاج ومثلما ذهب ياسرعرفات إلى فرنسا أيضا، ومثلما يذهب كل الزعماء العرب والسياسيين العرب المقتدرين والغير مقتدرين (أحيانا) على نفقة حكوماتهم، ومثلما يذهب كل المشاهير والأغنياء العرب للعلاج بالخارج، لأن الكل يعرف تماما أن العلاج بالخارج أفضل من العلاج بالداخل، بالرغم من تشدق الجميع شعبا وحكومات بأننا أجدع ناس ودكاترتنا أجدع دكاترة! الزعيم الوحيد فى المنطقة الذى آثر العلاج فى بلده هو آريل شارون، بالرغم من أنهم لم يلحقوه، إلا أنه على الأقل وثق فى دكاترة بلده، صحيح إنهم غرقوه وودوه فى ستين داهية وغيبوبة إلا أنه يكفيه فخرا أنه وثق بهم!!

وهذا يذكرنى بشاب قريب لى كان فى أوائل العشرينات من عمره فى أوائل الثمانينات عندما إصيب بفشل كلوى، ولم يكن له من الإمكانيات المادية للعلاج بالخارج فذهبنا به إلى مركز الكلى بمستشفى المنصورة الجامعى، وهو مركز رائع بكل معنى الكلمة بفضل الطبيب الذى كان يرأسه (الدكتور غنيم)، وهناك قرر أنه لا علاج لديه سوى عملية نقل كلى، وأخذ يبحث عن متطوع لكى يعطيه كلية، فتطوعت شقيقته الصغرى لهذا، وفى هذه الأثناء كنا نشاهد برنامج دينى للشيخ الشهير وقتها نجم التليفزيون والإذاعة، وهاجم بقسوة نقل الأعضاء البشرية وقال بالحرف الواحد: quot;ليه ننقل له كلى أو قلب، إذا كان ربنا مقدر له إنه يموت، سيبوه خلوه يموتquot;!!، ووقتها بكى هذا الشاب وكان معجبا أشد الإعجاب بالشيخ العظيم، ورغم هذا قررت إسرته إجراء عملية نقل الكلى والتى نجحت بحمد الله، ويشاء الله أنه بعد عدة سنوات يمرض الشيخ العلامة فسارع بالذهاب إلى لندن للعلاج، ولم يترك المرض يفتك به ولم يترك نفسه لكى يموت، كما كان يطلب من مرضى الكلى والقلب والذين يرغبون فى نقل الأعضاء، رحم الله الشيخ العلامة وغفر الله ذنوبه.

والعظة هنا هى أن الحياة أغلى ما نملك، ويجب علينا أن نحافظ عليها ونفتديها ونحرص على البقاء أصحاء، والحياة دائما أفضل من الموت، وإذا كانت هناك فئة من الناس تفضل الموت على الحياة، فإنهم بذلك يرتكبون أعظم الجرائم، وخاصة إذا كان يصرون على قتل أبرياء معهم.
والحكمة المصرية البسيطة تقول: quot;العمر مش بعزقة يا باquot;، وحسنا فعل محمود عباس بأبو رجب عندما أرسله إلى تل أبيب للعلاج لأن العمر مش بعزقة!

[email protected]