الليبراليون والذين أفضل تسميتهم بالأحرار أصبحوا قلة قليلة وأصبحوا أكثر ندرة من لبن العصفور بالرغم من أنهم أمل الأمة فى النهوض من سباتها ومن تخلفها العقلى والعلمى والإقتصادى والسياسى والحضارى.
أحرار اليوم (مش عارفين يلاقوها منين ولا منين) مطاردون من قبل الأنظمة المستبدة لأنهم يفضحون المستبدين، ومطاردون من قبل المتطرفين والمتمسحين بإسم الدين لأنهم يدركون أن الأحرار بثقافتهم لن تخيل عليهم ألاعيب التطرف ومحاولة إلباس كل مسألة لباسا دينيا لكى يتم التحكم فى مصائر البشر، وأصبح المتطرفون يتصرفون وكأن لديهم تفويضا إلهيا وأصبحوا يصدرون صكوك الغفران وقوائم الردة والتى لا تفرق كثيرا عن محاكم تفتيش القرون الوسطى فى أوروبا، والأحرار أيضا مطاردون من قبل القومجية والبعثوية والذين رغم إنهيار كل أصنامهم فى هزيمتى يونية 1967 وأبريل 2003 إلا أنهم ما زالوا يعبدون تلك الأصنام ويهاجمون الأحرار ويغضون النظر ويتحالفون أحيانا مع الغول البشع والذى سوف يلتهم الجميع ألا وهو غول quot;أدعياء التدينquot; والذين يرفعون الشعارات التى تدغدغ أحاسيس البسطاء ولكنها فى النهاية سوف quot;تدشدشquot; رؤوس الجميع وتقلب الترابيزة فوق الجميع ويكتفون بالطبلية!!، وبعض القومجية السذج يعتقدون أنهم بمهاجمتهم الأحرار سوف يضمن لهم هذا الإنضمام إلى quot;الفرقة الناجيةquot; من نار التطرف، ولكنى أبشرهم بأنهم سوف يكونوا أول وقود نار التطرف، لذلك لا داعى لوصف الأحرار بأبشع الصفات مثل quot;عملاء المخابرات الأمريكيةquot; وquot;عملاء الموسادquot; و quot;كتاب المارينزquot;. أقول لهم quot;قديمةquot; كل هذه الشتائم لن تحرر شعبا ولن تستعيد شبرا من أراضى ضيعها أصنامكم، دعونا نعمل سويا وبشرف للتغلب على غول التطرف والهوس الدينى الذى سوف يعصف باليابس قبل الأخضر.
....
والأحرار عادة أناس مسالمون لا سلاح لديهم سوى أقلامهم وألسنتهم وأحيانا كثيرة قلوبهم (وهذا أضعف الإيمان)، بينما أعدائهم من الأنظمة المستبدة لديهم الدبابات والطائرات والمخابرات والسجون والتهم السريعة المعلبة سابقا (مثل الوجبات السريعة مثل تهم الخيانة العظمى والتخابر مع دول أجنبية) وفوق هذا كله لدى تلك الأنظمة أجهزة إعلامية وبروباجندا هائلة تستطيع ببساطة أنquot; تصنع من الحبة قبةquot; وquot;من الفسيخ شرباتquot; وتستطيع أيضا أنquot; تدهن الهوا دوكوquot; وquot;تلبس الشمس نظارةquot; لحجب الحقيقة وتستطيع أن تجعل من quot;عبد السميع اللميعquot; بطلا وطنيا، وتستطيع أن تجعل من quot;مصطفى أمينquot; وquot;سعد الدين إبراهيمquot; خونة.
وعلى الجانب الآخر فإن أدعياء التدين وفقهاء الإرهاب ونجوم قناة لهلوبة الفضائية لديهم أسلحة أشد فتكا وخطورة من الدبابات والطيارات ألا وهى أسلحة الإرهاب الفكرى والإرهاب الجسدى، فمن يخالفهم فهو quot;خارج عن الدين والملةquot; ووجب عليه quot;حد الحرابةquot; وقسموا العالم إلى دارين: دار سلام ودار حرب، فإن كنت معهم فأنت مرضى عليك ودخلت دار السلام ويجب أن تقول آمين لكل ما يقولون حتى لو خالف الشرع والعقل والمنطق، أما إذا لم تكن معهم فأنت دخلت برجلك إلى دار الحرب وأحل دمك، لذلك هرول الجميع ودخلوا إلى دار السلام حتى لا يحل دمهم، وبالفعل تم قتل رجال شرفاء مثل فرج فودة وتمت محاولة إغتيال نجيب محفوظ (برغم أنه كان يبلغ ال 84 عاما وقتها)، وفعلوا كل هذا حتى يكون الآخرون عبرة، وحتى يعلم العامة والخاصة أنهم جادون وأنهم يعنون ما يقولون. وفى السابق كانوا يعتمدون على عدد محدود من مشايخ المصاطب من أنصاف المتعلمين أو أصناف الجهلة (لايهم) أما الآن فبعد الإختراعات quot;الكافرةquot; الحديثة مثل الفضائيات والإنترنت أصبحوا يدخلون كل بيت وكل عقل إبتداء من أصغر طفل وطفلة إلى كل أمرأة وشاب وفتاه، ونجحوا ببراعة فى تلويث أمخاخ أجيال كاملة وأصبحت تلك الأجيال تعتقد أنهم quot;جيش المسلمونquot; القادم لتحرير ديار الكفار والعودة إلى أيام الخلافة الأولى حيث quot;العدالة المطلقةquot; و quot;الإيمان المطلقquot;، وأصبحوا يطلقون أسماء غريبة على عملياتهم الإرهابية مثل غزوتى نيويورك وواشنطن وغزوة لندن، حتى غيروا أسمائهم وأصبحوا يسمون أنفسهم بأسماء مثل أبو ذر وأبو مصعب وإبن حلزة quot;وأبو رجل مسلوخةquot;، وأصبحنا نعيش فى مستشفى مجانين كبيرة تضم ملايين الناس وربنا يستر.
وكان نتيجة لكل هذا أن تقلص عدد الأحرار (الليبراليين) إلى حد مخيف وأصبح معظمهم يعيش فى بلاد المهجر مما أدرى إلى تأكيد وصفهم بأنهم quot;عملاءquot;. وكنت فى زيارة أخيرة إلى الشرق الأوسط ووجدت أن عدد الأحرار قد تقلص بشكل يحتم علينا أن نكون تنظيما سريا quot;محظوراquot; وميزة أنه سريا : أنه لن يتمكن أحد من الوصول إلى الأحرار، وميزة أنه محظورا :أن ذلك سيجذب أعدادا غفيرة من المواطنين ليس لأنهم يؤيدون الفكرة ولكن لأن quot;المحظور مرغوبquot;!!.
وتنظيمنا السرى والمحظور شعاره بسيط جدا :quot;أنت حر ما لم تضرquot; والمذكرة التفسيرية لهذا الشعار البسيط هى :quot;إن حريتك فى مد أصبعك تنتهى عندما يبدأ أنف جاركquot;!!
وهذا هو بلاغنا رقم (1):
ومبادئ تنظيم الأحرار بسيطة جدا:
الحرية... الحرية... الحرية
التعليم... التعليم... التعليم (تعليم العلوم الحقيقية الرياضة والفيزياء وعلوم الفضاء والهندسة الوراثية وعلوم البيئة وتاريخ الأديان و تاريخ الحضارات وعلوم الكيمياء الحيوية و...)
العدالة... العدالة... العدالة والتى تتمثل فى أن الجميع سواسية أمام القانون، والجميع أمامهم فرصة الإرتقاء وذلك حتى يتحقق السلام الإجتماعى وحتى لا يزداد الفقراء فقرا ويزداد الأغنياء غنى.
للمرأة والأقليات حقوقا لا تقل بل تزيد عن حقوق الأغلبية وذلك تعويضا لهم عن دهور من التفرقة العنصرية.
التنمية البشرية والإقتصادية هى المخرج من نفق التخلف المظلم، وليكن لنا من دبى وماليزيا المثل الحى الذى نتبعه.
الدين هو علاقة مباشرة بين الإنسان وخالقه لا يصح أن يتدخل أحد فيها من قريب أو بعيد، الدين هو الثابت دائما والسياسة هى المتغير الدائم ولا يمكن أن يلتقيان.
القوات المسلحة يجب أن تكون قوية لتحمى وتدافع عن البلاد وتحمى الدستور من أى إعتداء داخلى أو خارجى.
قوات الأمن هدفها حماية أمن المواطنين (الأقلية قبل الأغلبية) والمساعدة فى تطبيق القوانين
تداول السلطة هو المدخل الحقيقى للتقدم.
الفصل بين السلطات هو الركن الأساسى فى الحكم (تنفيذية وتشريعية وقضائية).
.....
وهذه مجرد رؤوس موضوعات ولكنها تشكل أساس تنظيمنا، وبما أن التنظيم سريا ومحظورا فإن المؤسسين للتنظيم سوف يظلون سرا حتى على أعضاء التنظيم أنفسهم!! وأنا نفسى لا أدرى إن كنت عضوا فى التنظيم أم لا!! وهذا يعطيكم فكرة عن مدى السرية فى التنظيم.
فإن وجدت فى نفسك الرغبة والقدرة فى الإنضمام إلى هذا التنظيم ن فأرجو أن ترسل خطابا سريا مكتوبا بالحبر السرى ومصحوبا بشيك مصرفى قدره (ألف دولار) رسم إشتراك!! إلى العنوان التالى:
(ليس مهما أن يكون مبلغ الأف دولار سريا، ولكنه سوف يوضع فى حساب سرى!!)
(وارجو من المسئول عن تحرير هذه الجريدة أن ينشر هذا المقال بصفة سرية)!!
التعليقات