قرأت تقريرا منشورا على الإنترنت عن أفضل 500 جامعة فى العالم لسنة 2004 (ربنا يعمر بيتك ياحاج إنترنت جعلت المعلومات متوفرة للجميع وبرخص التراب)، بمناسبة أن المعلومات أصبحت متوفرة للجميع، هل تعرفون أن ملكة إنجلترا إليزابيث الأولى (إبنة الملك هنرى الثامن) كانت أول من طالب بترجمة الإنجيل إلى اللغة الإنجليزية من اللغات القديمة حتى تتاح قراءته لعامة الشعب، وكان مجموعة من القساوسة يودون إحتكار المعرفة بالإنجيل والدين لأنفسهم وذلك للتحكم فى العباد والرقاب (ماأشبة الليلة بالبارحة) !! ولكن ليس هذا موضوعنا اليوم.
.....
وسوف أنشر ترتيب الدول من الأفضل إلى الأقل فى عدد الجامعات التى تحتويها قائمة أفضل 500 جامعة فى العالم:
أمريكا 168 جامعة
ألمانيا 43 جامعة
إنجلترا 42 جامعة
اليابان 36 جامعة
إيطاليا 23 جامعة
كندا 23 جامعة
فرنسا 22 جامعة
إستراليا 14 جامعة
هولندا 12 جامعة
السويد 10 جامعات
أسبانيا 9 جامعات
سويسرا 8 جامعات
الصين الشعبية 8 جامعات
كوريا الجنوبية 8 جامعات
بلجيكا 7 جامعات
إسرائيل 7 جامعات
النمسا، هونج كونج، الدانمارك، فنلندا لكل منها 5 جامعات
البرازيل، النرويج، جنوب أفريقيا لكل منها 4 جامعات
تايوان، المجر، الهند، أيرلندا، نيوزيلندا لكل منها 3 جامعات
اليونان، بولندا، روسيا، سنغافورة لكل منها جامعتان
شيلى، الأرجنتين، تشيك، المكسيك، البرتغال لكل منها جامعة واحدة
البلاد العربية و العالم الإسلامي وأفريقيا (بإستثناء جنوب أفريقيا) لكل منها (صفر) جامعة!!

(أين حمرة الخجل)!!

وقد يقول قائل(مؤمن بنظرية المؤامرة) أن هذه الإحصائيات والبيانات إنما تصدر عن مراكز أبحاث صهيونية وتمولها المخابرات الأمريكية والموساد، يؤسفنى أن أخيب ظنكم، فقد نقلت هذه البيانات عن معهد التعليم العالى فى شنغهاى بالصين وعن جامعة (جياو تونج) الصينية، وإن كان أحد يشكك فى معرفتى باللغة الصينية !! فأرجو أن أحيله على هذا الرابط (الصينى) لكى يتحقق بنفسه :
http://ed.sjtu.edu.cn/rank/2004/2004Main.htm

وكما تلاحظون أنه لاتوجد بالقائمة أى جامعة فى الشرق الأوسط أو إفريقيا أو العالم الإسلامى سوى الجامعات الإسرائيلية وجامعات جنوب أفريقيا (وهما الدولتان العنصريتان حاليا وسابقا على الترتيب!!). ولمن يهمه الأمر إليكم قائمة بالجامعات الإسرائيلية السبع التى وردت فى التقرير وترتيبها على جامعات العالم:
الترتيب الجامعة
97 الجامعة العبرية بالقدس
جامعة تل أبيب114
152 معهد وايزمان العلمى
232 معهد تيخنيون إسرائيل للتكنولوجيا
302 جامعة باراليان
303 جامعة بن جوريون
469 جامعة حيفا

وأود أن أضيف خبرا لعله يؤرق من لا يزال يعتبرإسرائيل quot;دولة العصابات الصهيونيةquot; أن ميزانية إسرائيل للتعليم هى الأعلى فى العالم من حيث نصيب الفرد فى الصرف على التعليم كنسبة من ميزانية الدولة. لذلك لاتتعجبوا إن جاءت سبع جامعات من بلد صغير وحديث مثل إسرائيل فى تلك القائمة.
هل أرى غدا إستقالة كل الرؤساء ووزراء التعليم من الأعراب والأفارقة وبلاد تركيب الأفيال والجمال، هل إقتنعنا الآن بأسباب تخلفنا أم ما زلنا نعتبر أنفسنا quot;أجدع ناسquot; ؟
.....
السبيل الوحيد للتغيير هو أن نصدق هذه الإحصائيات ولنبدأ من تحت الصفر، فما هو العمل وكيف نلحق بقطار العلم والحضارة ؟ ذلك القطار الذى إنطلق بدوننا منذ بداية عصر النهضة فى أوروبا، وعند أول صدام لنا بالحضارة الغربية الحديثة عندما quot;فتحquot; نابليون مصر (الله يفتح عليه ويبشبش الطوبة إللى تحت دماغه) هرب المماليك منا قائلين قولتهم المشهورة quot;ياخفى الألطاف نجنا مما نخافquot;، فهل ما زلنا نخاف حتى الآن، لأنه فيما يبدو أن quot;خفى الألطاف لم ينجناquot;، لأنه قال :quot;قل إعملواquot; ولم يقل قل quot;إهربوا وخافواquot;.
السبيل الوحيد فى تقديرى لكى نلحق بقطار الحضارة هو أن ندعو كل الجامعات ال 500 على القائمة (ونبوس إيديها ورجليها) بأن يحضروا ويفتحوا فروعا لتلك الجامعات فى بلادنا الجميلة ويحضروا معهم الأساتذة والأجهزة (والطلبة إن لزم الأمر!!)، ويجب أن نصرف على تلك الجامعات كل ما نملك ، كما كان يقول لى والدى رحمه الله quot;أنا مستعد أبيع هدومى فى سبيل إنك تكمل تعليمكquot;، يجب أن يكون هذا شعار الجميع quot;يجب أن نبيع هدومنا وبترولنا وآثارنا فى سبيل أن يكمل أولادنا وبناتنا تعليمهم الحقيقىquot;.
بدون ذلك سوف نظل نستورد سجاجيد الصلاة والجلاليب وفوانيس رمضان والأعلام والقمح والسلاح والأبرة والصاروخ من دول الجامعات المذكورة أعلاه، وستظل جامعاتنا عبارة عن معامل تفريخ حملة الشهادات من أنصاف المتعلمين وهم أخطر على المجتمع من الجهلة و لا يقدم معظمهم لشعوبهم وللإنسانية شيئا يذكر سوى الجهل و(الألاطة بالشهادة).
...
والشئ الذى أثار إنزعاجى أكثر من أى شئ آخرهو أن (الجامعة العربية) لصاحبها عمرو موسى لم ترد ضمن القائمة بالرغم من أن شعبان عبد الرحيم قد غنى quot;بأحب عمرو موسى وبأكره إسرائيلquot;، وللأسف وبالرغم من نجاح الإغنية الكاسح إلا أنها لم تنجح فى تغيير ترتيب الجامعات الإسرائيلية بالقائمة!!

[email protected]